الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

"لام.. ألف" أُنثوي أم ثانوي..؟

29 ديسمبر 2006 23:48
على مدى عقود من الزمان مضت استطاعت المرأة العربية أن تثبت وجودها ككيان مُنتج ومُبدع في مختلف المجالات· ورغم ذلك لازال هناك من يتساءل: هل المرأة العربية تفكِّر؟ وهل فكر المرأة يوازي إبداع الرجل؟ وهل نجح الفكر النسوي في مناقشة قضايا المرأة؟ والحقيقة أن مجرَّد طرح هذه التساؤلات يُعيدنا عشرات السنين إلى الوراء، إلى زمن تقسيم الفكر إلى نسوي وذكوري، إلى عهد لم يكن ينظر فيه إلى الفكر كنتاج إنساني، بل يبحث عن اليد التي تمسك بالقلم لمعرفة إن كان صاحبها رجلاً أم امرأة؟ يُعيدنا إلى مجتمعات كانت تشكِّك في قدرات المرأة الذهنية، وتقصر الفكر على عقول الرجال، يعود بنا إلى تصنيفات تعزل المرأة عن العالم الذي تتقاسمهُ مع الرجل وتختزلها في كيان ثانوي، فتصبح مساهماتها الإبداعية فكرا أنثويا وفكرها فرعا من أصل! إلا أن هذه التساؤلات لم تعد تُوقف المسيرة؛ فالمرأة العربية باتت أكثر ثقة في نفسها وإدراكاً لإمكانياتها ولدورها في استنهاض الأمة· وهذا ليس مقام تحيُّز لجنس النساء ندَّعي فيه أن الإنجازات الفكرية للمرأة العربية كلها قيِّمة، بل هي كغيرها من النتاج الفكري الإنساني تتراوح بين المُتميز والجيد والرديء· فالطبيعي أن المواطن العربي، ذكر كان أم أُنثى، ينطلقُ فكرهُ وإبداعهُ في فضاء ما يتمتع به من حريات وما يمارسه من حقوق· ولكن هذا لا ينفي وجود خصوصية للنتاج الفكري للمرأة العربية بحكم كونه إفرازاً لتجاربها الخاصة ومعاناتها التي فرضها عليها المجتمع والعادات والتقاليد والموروث الثقافي لكونها امرأة· وإذا كان يعنينا هنا إلقاء الضوء على مساهمة النساء العربيات في إثراء الفكر العربي، فلا يمكن أن نغفل دور الرائدات الأوائل اللواتي أدركنَ، في أوائل القرن الماضي، أهمية مشاركة المرأة في المشروع القومي العربي أمثال: عائشة عبد الرحمن، ومي زيادة، وعائشة تيمور، وملك حفني ناصف، وغيرهنَّ من اللواتي ساهمن بفكرهنَّ في ترسيخ حقوق المرأة الإنسانية، كحقها اتخاذ القرار في الزواج والتعليم والعمل· ومع الوقت تطوَّر المنهج الفكري للمرأة العربية، وأصبح هناك مُفكرات عربيات أسسن منهجاً فكرياً خاصاً لدعم قضايا المرأة بكل تفصيلاتها، بدءاً من حقها في الاقتراع ودخول البرلمان، وانتهاءً بحقها في الخلع والمشاركة الكاملة في الحياة العامة· منهنَّ المفكِّرة المتمرِّدة نوال السعداوي، وفاطمة المرنيسي، ورشيدة بن مسعود، ومي يماني، والعشرات من الأسماء الأخرى· لذا، فمن الغريب حقاً أن يتساءل البعض عن إسهامات المرأة العربية الفكرية، في الوقت الذي يكفي إلقاء نظرة مقارنة على وضعها قبل قرن من الزمن لإدراك أن هناك نهضة فكرية تتشكَّل، وقضايا مستترة تتكشف، وإسهامات إنسانية تستحق أن يُتعامل معها بقدر من الإنصاف والتقدير· غادة سليم
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©