الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نافذة على القلب - حارب الظاهري

29 ديسمبر 2006 23:50
ذاكرة العيد العيد حين يفضي لك بالود وروعة التجلي، مرصعة ليلة العيد بالذهب، وباللمعان، وشيء من الفوضى تبعثر أوراقاً قديمة، بطاقات تهنئة لها ناس مر الزمن بهم كالطواف على رائحة الذاكرة، إفراز متوازن لأشياء جميلة ومواعيد وذكريات، اتصال ليلة العيد بصباحه ماذا يعني؟ لتفاجأ برائحة البخور تحجب رؤية الوجوه المتوضئة! وتلك الوجوه الربانية الطفولية مزارها العيد، ملاذ لها نحو البشاشة والفرح، إنها قرمزية الورد والاشتهاء على وجوه كبار السن، فالعيد رصد للفرحة فيه تعددت الطقوس، يلد المتعة في اللقاءات الحميمية! ومهما اختلفت سماته من بلد إلى آخر يبقى للإمارات نافذة تطل بها على أعياد وليس عيداً واحداً كونها بلداً يحتضن أطيافاً من البشر تعيش على الحب والسلام وقد تمازجت الأعياد فعلاً وتداخلت ما بين عيد الأضحى وعيد الفصح وكأن للأمر رسالة ربانية لروح الإنسانية كي لايتناسل الموت من رحم الحياة وليعم الصفاء والنقاء ففي الأعياد يجب أن تنسى الكراهية ويجب أن يقبل الإنسان على الحب ليشكل عيده حسب رؤاه الجميلة والمكانة الخاصة التي تزرع العيد في النفس! فما أنسى مثلاً الدهشة بالجديد في العيد لأن في تلك الأيام لم يكن بالجديد تألف كما الأيام المماثلة! لذا العيد كان يشكل دهشة للأولاد أن يتلمسوا دراهم معدودة وأن يرى كل منهم السعادة بالآخر وكذلك الفتيات لم يكن بهذا الإفراط من التشكل وتنوع الأزياء، لذا كان العيد يشكل دهشة أن ترى الفتاة حناء على يدها أو ترى ثوبها لامعاً أو ترى الزعفران يجمل خدها! إذاً للعيد خاصية الانتظار ووهج اللذة فلم يكن بهذه الاعتيادية فكما للجديد رونق وابتهاج تبقى للمناسبة ذاكرة تمتد لأيام وشهور فلم يكن مرور العيد كمساء جميل يقضي المرء منه زهاء دقائق! ورغم أنها تلك الأيام ذات مغزى بسيط إلا أنها كبيرة في النفوس المخلصة لنفسها ودينها! مخلص لبلدها وحياتها! فالرجل مخلص لأسرته والمرأة مخلصة لبيتها وأولادها، فمن ناحية اجتماعية ينظر إلى العيد على أنه نبع للتألق فلم يكن العيد جامداً انه متجدد تتبعه أهازيج تعبر عن هذه المناسبة وهذا ما يجعل الوله للماضي وللأعياد بالذات لأن طعمها في تجددها وميزتها في الدهشة والاشتياق لأشياء لا تراها إلا بهذه المناسبات ! فرغم الأيام الصعبة والمحزنة جداً كما لا مجال للفرح وما يبدو تأثرنا أكبر بما يجري حولنا من فقد عنيف وخروج مرير عن سلوك الحياة القويم فكيف يصبح الدمار وقتل الأبرياء سيداً فوق المناسبات الجميلة والأعياد فلا يمكن أن نفكر في حياة هادئة وسط ركام السنوات الموغلة في الهم إلا أن الإيمان دائماً يعلو بنا فوق المهزلة التاريخية فلابد أن نقابل العيد بابتسامة مشرقة يقيمها الفرح! هي دعوة لتجدد الأحلام والأماني فالعيد مخرج عن مصاف الأيام ومميز على أساس الفرح للجميع! إضاءة: الآن···· وقد مر زمن! لازال رونق العيد·· هتاف همس جديد·· ببتسامتك المعهودة ···لا زلت طفلة العيد·· في حضرة المدى·· تقفين على الباب زهرة·· لا أعرف ما تريد! حارب الظاهري Amarat_h@hotmail.com
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©