الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكيماوي السوري... واستمرار الخلاف الأميركي الروسي

الكيماوي السوري... واستمرار الخلاف الأميركي الروسي
23 سبتمبر 2013 22:54
اتهمت روسيا الغرب يوم الأحد بمحاولة استغلال اتفاق حول الأسلحة الكيماوية مع سوريا لتمرير مشروع قرار في الأمم المتحدة يهدد باستعمال القوة ضد نظام الأسد. وكانت حكومة الأسد قد سلمت معلومات بشأن ترسانتها الكيماوية للمنظمة المعنية بمراقبة الأسلحة الكيماوية والمدعومة من قبل الأمم المتحدة، ملتزمة بذلك بأول بند ضمن الاتفاق الأميركي- الروسي الطموح الذي من المقرر أن يصادق عليه مجلس الأمن الدولي خلال الأيام المقبلة، ولكن بعض القوى الكبرى في المجلس، المختلفة مع بعضها بعضاً طيلة هذا النزاع الذي قُتل فيه أكثر من 100 ألف شخص، ما زالت منقسمة حول سبل ضمان الامتثال لتنفيذ الاتفاق. فالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا تريد قراراً من المجلس تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الأمر الذي يمكن أن يرخص لعقوبات أو تدخل عسكري في حال لم تحترم دمشق التزاماتها. غير أن روسيا، التي كانت إلى جانب الصين قد عرقلت ثلاث مسودات قراراً بشأن سوريا منذ اندلاع انتفاضة 2011 ضد الأسد، تعارض التهديدات الغربية باستعمال القوة ضد حليف ظلت موسكو تسلحه وتدعمه خلال الحرب الأهلية. وفي هذا الإطار، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: «إنهم لا يرون في الاتفاق الأميركي- الروسي فرصة لإنقاذ الكوكب من كميات كبيرة من الأسلحة الكيماوية في سوريا، وإنما فرصة للقيام بما لن تسمح به روسيا والصين، أعني تمرير قرار يشمل (التهديد باستخدام) القوة ضد النظام وحماية المعارضة». وأوضح لافروف أيضاً أن روسيا مستعدة لإرسال جنود إلى سوريا من أجل ضمان سلامة مفتشي الأسلحة الكيماوية التابعين للأمم المتحدة. وقال في هذا الصدد: «ثمة حاجة إلى وجود دولي في محيط المناطق التي سيشتغل فيها الخبراء»، مضيفاً «ونحن مستعدون لإرسال جنودنا وشرطتنا العسكرية للمشاركة». واستطرد الوزير الروسي قائلًا: «لا أعتقد أن ثمة حاجة إلى كتيبة كبيرة، وأعتقد أن مراقبين عسكريين سيكونون كافين». وكان الأسد وافق على تدمير أسلحة سوريا الكيماوية بعد ضربة بواسطة غاز السارين في إحدى ضواحي دمشق الشهر الماضي -مثلت أكثر هجوم كيماوي فتكاً في العالم منذ 25 عاماً. وقد اتهمت واشنطن قوات الأسد بتنفيذ الهجوم الذي قالت إنه أدى إلى مقتل أكثر من 1400 شخص، مضيفة أن تقرير خبراء الأسلحة الكيماوية الأمميين الأسبوع الماضي يزكي تقييمها وهو تأكيد تطعن فيه موسكو. غير أن الأسد حمَّل الثوار مسؤولية الهجوم قائلاً إنه من غير المنطقي أن تقوم قواته باستعمال الأسلحة الكيماوية في وقت كانت تحقق فيه تقدماً في الميدان، وفي وقت يوجد فيه مفتشو الأسلحة الكيماوية الأمميون في وسط دمشق. وفي هذه الأثناء، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن لافروف تحدث هاتفياً مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري يوم الأحد حول جهود تطبيق البند الخاص بالتخلص من أسلحة سوريا الكيماوية. غير أن مسؤولاً في وزارة الخارجية الأميركية أوضح أن الولايات المتحدة ودولاً أخرى أعضاء في مجلس منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، لم ترَ بعد المعلومات التي قامت سوريا بتسليمها للمنظمة المختصة المدعومة من الأمم المتحدة. وقال المسؤول الأميركي في هذا الصدد: «إننا سنقوم بتقييم الوثيقة بعد أن يتم توزيعها على الدول الأعضاء». وإذا كان اتفاق الأسلحة الكيماوية يعبِّد الطريق لتدمير ألف طن من غاز الخردل وغاز «في إكس» وغاز السارين، الذي يعتقد الخبراء الأمنيون أن سوريا تمتلكه، فإن حالة التعاون الأميركي- الروسي النادرة تحيي الآمال أيضاً في جهود دولية جديدة للتوصل لتسوية سياسية للنزاع السوري الأكبر. وفي هذا السياق، كشفت رسالة اطلعت عليها وكالة «رويترز» يوم الأحد من رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا إلى مجلس الأمن الدولي أن مجموعته ملتزمة بحضور مؤتمر جنيف المقترح للسلام -بشرط أن يهدف إلى تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة. يذكر هنا أن الائتلاف كان قد قاوم الضغوط للذهاب إلى جنيف، وخاصة بعد الهجوم بواسطة أسلحة كيماوية في الحادي والعشرين من شهر أغسطس. وتعني تصريحات الجربا أن كلاً من حكومة الأسد والمعارضة السياسية الرئيسية اتفقا مبدئياً على المشاركة في مفاوضات السلام، غير أن شروطهما من أجل المشاركة تبدو غير قابلة للتوفيق. ذلك أن الثوار والمعارضة السياسية يشددون على أن الأسد لا يمكنه أن يلعب أي دور في سلطة انتقالية، في حين تستبعد الحكومة السورية التخلي عن السلطة لخصومها. وعلاوة على ذلك، فإن ائتلاف الجربا لديه نفوذ محدود على المقاتلين داخل سوريا، وخاصة الكتائب الإسلامية القوية على نحو متزايد والمجموعات المرتبطة بـ«القاعدة». والواقع أن الثوار، الذين يقاتلون من أجل إنهاء 40 عاماً من حكم عائلة الأسد، غاضبون من الاتفاق الأميركي- الروسي بشأن القضاء على أسلحة سوريا الكيماوية، حيث يرون أنه يصرف انتباه العالم في وقت يستخدم فيه الأسد ترسانة تقليدية ضخمة لسحق خصومه. وكان هؤلاء الثوار يأملون أن تشن الولايات المتحدة على الأسد ضربات جوية يمكن أن يستغلوها لاستعادة أراض من قبضة قوات الأسد بعد أن أُرغموا على الوقوف في موقف دفاعي على عدد من الجبهات خلال الأشهر الأخيرة. وفي هذه الأثناء، ضربت قذيفة هاون مجمع السفارة الروسية وسط دمشق يوم الأحد، ما أسفر عن جرح ثلاثة موظفين، حسب وزارة الخارجية في موسكو التي قالت إن إصاباتهم ليست خطيرة. أليسا دي كاربونيل موسكو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©