السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حادث «البحرية» وخبرة الشرطة الأميركية

23 سبتمبر 2013 22:57
تبين الاستجابة السريعة بصفة عامة والتنسيق الجيد في الرد على إطلاق النار في مقر البحرية بالعاصمة واشنطن يوم الاثنين الماضي مقدار ما تراكم لدينا من خبرات في عمليات القتل العشوائية المتكررة في الولايات المتحدة. فقد خضع ضباط الشرطة لتدريب مكثف، كي يتمكنوا من التصدي لقاتل أو قتلة مطلقي السراح حتى نضجت خبرتهم. فعلى سبيل المثال، قال مسؤولون من المدينة إن أوائل الضباط من شرطة حي كولومبيا الذين وصلوا إلى المنشأة التابعة للبحرية الأميركية. وكان من بينهم مايكل ويير ضابط الدراجات الجبلية و«فيرنون دالاس» ضابط العمليات الخاصة و«سكوت وليامز» ضابط الكلاب المدربة- لم ينتظروا حتى وصول الدعم ليدخلوا المبنى 197. فعندما سمعوا طلقات نار افترضوا أن حياة الناس في خطر، فدخلوا المبنى بحسب ما تعلموه في التدريبات وبعد فترة قصيرة فحسب، أصيب «وليامز» برصاص في ساقيه. وقد يكون قرار الدخول على الفور بديهياً فيما يبدو، لكن في الحقيقة، فهذا لم يكن بديهياً قبل المذبحة التي وقعت في مدرسة عليا في مدينة كولومباين بولاية كولورادو عام 1999، عندما أدركت أقسام الشرطة الأميركية أنها تمنح القاتل الكثير جداً من الوقت من خلال الالتزام بالممارسة السابقة الخاصة بالانتظار إلى حين وصول فرق الأسلحة الخاصة والتكتيكات أو الوحدات الخاصة الأخرى. وقالت «كاثي لانير» قائدة شرطة واشنطن «هذا هو التدريب، فنحن لا ننتظر عندما تكون عملية القتل جارية». ووقعت بعض الأخطاء الفنية في الحادث الذي أودى بحياة 12 شخصاً. فمن السابق لأوانه إعطاء الدرجة النهائية لشرطة حي كولومبيا وثماني وكالات على الأقل منها الاتحادية والمحلية وعلى مستوى الولايات، التي هرعت إلى موقع الحادث. لكن المؤشرات الأولية توحي بأن احتراف ضباط الشرطة المتمرسين وشجاعتهم الشخصية حقنت بعض الدماء. وقال «ريتشارد بيري» قائد الشرطة في جامعة سنترال فلوريدا والنائب الثاني لرئيس الاتحاد الدولي لقادة الشرطة «بناء على كل ما رأيته، فإن وقت الاستجابة كان لا يصدق إلى حد كبير. فلم ينتظروا إقامة سياج أو وصول ضباط. لقد دخلوا بحماس وتعقبوا الرجل الشرير. وهذا في حد ذاته ينقذ أرواحاً». وأضاف «اعتقد أن التدريبات التي قدمها مكتب التحقيقات الاتحادي (إف. بي. أي) والمراكز الاتحادية لتنفيذ القانون، وصلت بوضوح إلى القاعدة الشعبية من الجنود». وقال «دون الويس»، المدرب البارز على حوادث «إطلاق النار» في الاتحاد الوطني للضباط التكتيكيين «هل تعلمنا أي شيء؟ بالتأكيد تعلمنا. لا يمكنك أن تتخيل عدد الناس الذين كان من الممكن أن يقتلهم هذا الشخص لو أنه قام بعمليته قبل عشر أو 15 سنة. فقبل كولومباين كان الرد مختلفاً تماماً». وأشاد «الويس» وآخرون بما يبدو أنه تعاون سلس بين عدد من الوكالات، وتضمنت المجموعة التي قتلت في نهاية المطاف مطلق النار المضطرب نفسياً «آرون الكسيس» ضباطاً من شرطة واشنطن ومن شرطة «يو. إس. بارك». وقالت «تيريزا تشامبرز» قائدة شرطة «يو. إس. بارك»: هؤلاء الشبان والشابات صنعوا فرقاً بسرعة، وهرولوا نحو الخطر، ونحو أصوات الطلقات. وعملوا سوياً بصرف الناس عن القسم أو الوكالة التي ينتمون إليها». وشابت العملية بعض العيوب بالطبع، فبعض القيادات تقول إن أجهزة الاستقبال التي استخدمها بعض ضباط الشرطة ورجال الإطفاء في حادثة البحرية لم تكن تعمل بشكل ملائم. فقد كان هناك ارتباك طوال يوم الاثنين بشأن إذا ما كان هناك اثنان من مطلقي النار بالإضافة إلى «الكسيس» قد شاركوا في الجريمة. لكن مثل هذه المخاوف الباطلة غالباً ما تظهر في وسط الاضطرابات التي تحيط بالأحداث العنيفة وكان من الأفضل توخي الحذر. ويجرى في نهاية المطاف، تحقيق بشأن تقارير تفيد أن قادة شرطة كابيتول (مبنى الكونجرس) قد أخطأوا بسبب سحب فريق الخطط التكتيكية من مقر البحرية، حيث كان بمقدوره تقديم مساعدة مبكرة. لكن بعض الخبراء يرون أن هذا ربما كان من الحكمة في ذاك الوقت لإبقاء الفريق قريباً من مبنى الكونجرس تحسباً لأن يكون هجوم البحرية ليس إلا بداية لسلسلة من الهجمات الإرهابية المنسقة. ويتعين أن يعالج تحقيق لاحق لملابسات العملية يقوم به مكتب التحقيقات الاتحادي هذه النقاط، أو أي نقاط أخرى تظهر. لكن «لانير» وآخرين يؤكدون في الوقت الحالي الإنجاز الكبير الذي تحقق، وقائدة الشرطة متأثرة بشكل خاص بأن الفرق الصغيرة الاثنتي عشرة من «مطلقي النار النشطاء»، الذين طاردوا «الكسيس» عملوا في ظل ظروف صعبة. وقالت لانير: «هذا المبنى حرفياً عبارة عن مليون متر مربع من حجيرات مكاتب الموظفين... إنها أسوأ بيئة يمكن تخيلها في التصدي لقاتل من قبل قناص نشط خاصة من لهم بعض الألفة بالمبنى». وقالت إن التدريب والاستعداد تحسن بشكل متواصل مع مرور الوقت، حيث تعلمت الشرطة دروساً جديدة مع كل حادث. وأضافت أن الخبرة تتراكم بعد كل عملية إطلاق نار، وإنْ كل ضابط تحدثت معه قال لها الشئ نفسه: «التدريب محوري». لكن من الصعب للغاية أن تتكلف مثل هذه الخبرة كل هذه الدماء. روبرت مكارتني محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©