السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

‎آسيا: طائرات من دون طيار

23 سبتمبر 2013 22:58
مر عام على شراء اليابان جزر سينكاكو الثلاث لمنع رئيس بلدية طوكيو ذي الميول القومية من أن يقوم بالعمل بنفسه. وقصد بالخطوة تفادي أزمة محتملة مع الصين التي تزعم أن لها «سيادة لا تنازع» على الجزر التي تسميها دياويو. وبصرف النظر عن نوايا الحكومة اليابانية فقد ردت بكين على «تأميم» الجزر بأن ملأت المياه المحيطة والمجال الجوي بسفن وطائرات صينية لتقويض الإدارة اليابانية القائمة بحكم واقع الحال على الجزر منذ استعادة أوكيناوا من السيطرة الأميركية عام 1971. وتواتر الاقتحام الصيني لدرجة أن القوات الجوية اليابانية ترد بطلعات جوية بطائرات مقاتلة بشكل شبه يومي. وفي غمرة هذه التوترات المتصاعدة، فلا عجب ألا يلتفت المرء إلى أنباء في بداية سبتمبر الجاري أفادت أن طائرات يابانية من طراز إف-15 تقوم بطلعات جوية بعد أن أحيت بكين الذكرى الأولى لشراء طوكيو للجزر بإرسال طائرة بلا طيار إلى الجزر. لكن هذا لم يكن يوماً آخر عادياً في الصراع في بحر الصين الشرقي، بل كان أول حالة معروفة لاقتراب طائرة بلا طيار من جزر سينكاكو. ودون شك، فمغامرة الطائرة الصينية التي بلا طيار بالاقتراب 100 ميل شمالي جزر سينكاكو مهمة، لأنها أدت إلى تفاقم التوترات المتأزمة بالفعل بين طوكيو وبكين. واستجاب المسؤولون اليابانيون على الحادثة بأن اقترحوا أن تضع اليابان أفرادا من الحكومة فوق الجزر وهو خط أحمر لبكين. لكن هناك دائرة أكثر اتساعاً وخبثاً. فدخول الطائرات المحلية الصنع التي بلا طيار في حلبة البيئة الاستراتيجية في آسيا- وهو ما أصبح أمراً رسمياً بعد هذا الاستفزاز الصيني- سيأتي بمصادر إضافية من عدم الاستقرار والتصعيد في بحري الصين الشرقي والصين الجنوبي اللذين يشتد فيهما النزاع. وحتى مع عدم رغبة أي حكومة في خوض حرب كبيرة، فهناك قلق واسع الانتشار ومتنام من أن ينجم صراع عسكري عن حادث صغير يخرج عن نطاق السيطرة. وقد تكون أنظمة المركبات التي بلا قائد هي مقداح الصراع. فهذه الأنظمة أقل كلفة في الإنتاج والتشغيل من المركبات التي لها قائد، مما يعني أنه من المرجح أننا سنرى سماوات وبحاراً أكثر ازدحاماً في السنوات التالية. وتغري الطائرات التي بلا طيار بالإقدام على مخاطر أكبر لأن ليس هناك طيار يُخشى على حياته. لكن عدم وجود طيار له مخاطره أيضاً: فأي خطأ في البرمجة أو الاتصال قد يؤدي إلى إفساد المهمة. وإذا صاحب هذا مشغلون غير محنكين، فهذه وصفة مثالية لوقوع خطأ أو سوء تقدير في بيئة متوترة استراتيجيا أصلًا. والمشكلة الأساسية لا تتمثل في الطائرات من دون طيار فقط، فهناك احتمالات تصعيد خطيرة. فقد قصد بتحديث الجيش الصيني منع الخصوم من حرية إجراء مناورات فوق أو تحت أو على مياه بحري الصين الشرقي والصين الجنوبي. ورغم أن الصين تُجادل بأن الاستراتيجية دفاعية في الأساس، لكن الإمكانيات التي اختارتها لتخلق محيطاً «دفاعياً»- مثل الصواريخ البالستية طويلة المدى وصواريخ كروز وحاملات الطائرات والغواصات- كلها ذات طبيعة هجومية بشكل واضح. وأثناء أزمة خطيرة، عندما تكون التوترات مرتفعة، قد يكون للصين حوافز قوية لاستخدام هذه الإمكانيات، خاصة الصواريخ قبل أن تستهدفها الولايات المتحدة أو خصم آخر. وتتمثل المشكلة في أن خطط ووضع الجيش الأمريكي قد يكون تصعيديا بالمثل، حيث ذكرت تقارير أنها قد تستهدف إصابة الخصم بـ «العمى» بتعطيل أو تدمير مراكز القيادة والتحكم في بداية وقوع صراع محتمل. وفي الوقت نفسه، فإن تزايد عدم التوازن في القوة العسكرية في المحيط الهادي يفاقمه إعادة ظهور فاعلين إقليميين مع تقدم قدراتهم العسكرية، فالدول التي لديها القدرة والموارد للمضي قدماً في حملات تحديث سريعة (على سبيل المثال اليابان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا) تمضي على هذا الطريق، مما يعني أنه بالإضافة إلى القوتين الكبيرتين اللتين تتنافسان على التفوق العسكري، فالإقليم يمثل مجموعة تتزايد تعقيداً من المنافسة العسكرية التقنية، مما يؤدي إلى تسارع إيقاع التوترات ويعزز عدم اليقين ويقوض الاستقرار. ولن تتزايد هذه الديناميكية العسكرية الخطيرة إلا سوءا مع ظهور المزيد من تكنولوجيا التعطيل العسكرية، التي تتضمن العرقلة السريعة للطيارات التي بلا طيار، التي يتزايد اعتمادها على ذاتها والغواصات التي بلا قائد، بالإضافة إلى تصاعد القدرات الهجومية على الفضاء الرقمي. شون بريملي - رئيس برنامج الأمن الوطني والتكنولوجيا بن فيتزجيرالد هو - مدير البرنامج إيلي راتنر - نائب مدير برنامج آسيا في مركز «الأمن الأميركي الجديد» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©