يعكس الاهتمام اللافت الذي منحته الصحف البريطانية لديربي مانشستر، حقيقة جديدة فرضت نفسها على أرض الواقع في السنوات الأخيرة، وهي أن ديربي المدينة التي ينقسم قلبها بين الأزرق السماوي والأحمر، أصبح الأكثر أهمية والأعلى جاذبية جماهيرياً وإعلامياً في البريميرليج، بل إنه أصبح يحظى باهتمام عالمي لافت ويقف على قدم المساواة مع الديربيات ومباريات الكلاسيكو الكبيرة على الساحة العالمية.
وعلى الرغم من عدم اعتراف وين روني نجم وهداف الشياطين الحمر، الذي يتربع حالياً على عرش الهدافين التاريخيين لمواجهات ديربي مانشستر بهذه الحقيقة، حيث أعلن قبل المواجهة أن موقعة اليونايتد وليفربول تظل الأهم على المستوى الإنجليزي، إلا أن الواقع أصبح أكثر انحيازاً لقمة المدينة الشمالية التي تذوب عشقاً في كرة القدم.
وجاء التفاعل كبيراً مع الفوز التاريخي الذي حققه سيتي على جاره وغريمه الأزلي مان يونايتد برباعية مقابل هدف، وكان من اللافت أن تهتم صحيفة «الإندبندنت» البريطانية بما هو خارج ملعب الاتحاد بعيداً عن التفوق الكروي الواضح للأزرق السماوي، مشيرة إلى أن سيتي أصبح فريق الأحلام الذي حلمت به أبوظبي، وتابعت: «العناصر الموهوبة التي يملكها سيتي توهجت وتألقت على مدار 50 دقيقة على الأقل أمام اليونايتد بصورة تجعل الجميع على يقين من أن فريق الأحلام “الدريم تيم” الذي حلمت به أبوظبي عثرت عليه أخيراً، إنه الفريق الذي يرضي طموحات الجهات المالكة لهذا النادي، وظهر يايا توريه على وجه التحديد في قمة التألق، وكان أحد المفاتيح الأساسية التي منحت التفوق لسيتي، مع التوهج الواضح للجناحين خيسوس نافاس على الجبهة اليمنى، وسمير نصري على الجهة اليسرى، بالإضافة إلى سيرخيو أجويرو صاحب القدرات التهديفية القاتلة».
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان حقيقة تاريخية قد تكون غائبة عن الأذهان، وهي أن سيتي ضرب اليونايتد 5-1 في سبتمبر عام 1989 في أول مباراة ديربي للسير أليكس فيرجسون، وهو ما يعني أن ما حدث لخليفته دافيد مويس في أول مواجهة له مع سيتي ليس حدثاً جديداً.
ديربي الهدم
صحيفة «دايلي ميل» من جانبها قالت: «إنه ديربي الهدم»، في إشارة إلى التفوق الكاسح لمان سيتي على جاره الكبير مان يونايتد، مضيفة: «أجويرو يتألق كعادته في المباريات الكبيرة، خاصة مواجهات الديربي، ويسجل ثنائية، فيما قام توريه ونصري بنثر الملح على جرح اليونايتد ومديره الفني مويس»، وفي وضع آخر قالت الصحيفة: «عرض سيتي هذه المرة أكثر إبهاراً من مباراة الـ 6، في إشارة إلى أن الفوز 4-1 لا يعني أن سيتي ظهر بصورة أقل من تلك التي كان عليها قبل موسمين حينما ضرب اليونايتد 6-1 في ديربي الأولد ترافورد التاريخي، صحيح أن ذاكرة كرة القدم سوف تظل أكثر انحيازاً لديربي الستة رقمياً على الأقل.
ولكن عرض سيتي هذه المرة جاء أكثر قوة، وظهر الأزرق السماوي أكثر توهجاً وتحكماً في المباراة، خاصة الـ 50 دقيقة الأولى التي شهدت تقدمه برباعية تاريخية، قبل أن ينتفض روني ويسجل هدف حفظ ماء الوجه للشياطين الحمر».
تدمير شامل
أما صحيفة «التلجراف»، فكانت حائرة في توصيف ما حدث، وأشارت على لسان جايمي كاراجر المحلل الكروي ونجم ليفربول السابق، إلى أن ما حدث هو تدمير شامل من سيتي لليونايتد، فيما جاءت لهجة جاري نيفيل نجم اليونايتد السابق والمحلل الكروي الإنجليزي الحالي أقل حدة حينما قال: «لا أعتقد أن اليونايتد كان بهذا السوء، فقد ظهر بصورة لا بأس بها في آخر نصف ساعة من المباراة، ولكن ما حدث أن سيتي أجبر اليونايتد على التراجع غالبية أوقات المباراة، لقد كان الأداء مذهلاً من جانب سيتي، ومن ثم لم يعثر المنافس على أي فرصة للظهور بصورة مقنعة».
وكان عنوان صحيفة «الميرور» مميزاً حينما قالت: «سيتي يدمر الجيران.. إنه ديربي الكوابيس للشياطين الحمر ومويس»، وقالت عن سيتي: «بيليجريني يبتسم أخيراً بعد أن قاد سيتي لتسيد الديربي وتقديم كرة قدم مثالية»، فيما أشارت في الوقت ذاته إلى أن مويس سوف تكون له ردة فعل عنيفة مع نجوم اليونايتد بعد الظهور بهذه الصورة الباهتة في واحدة من أسوأ مباريات الشياطين الحمر، خاصة الساعة الأولى من زمن المباراة.
من ناحية أخرى، استعاد فينسنت كومباني مدافع وقائد مان سيتي ذاكرة المجد، وأكد عقب الفوز على اليونايتد برباعية مقابل هدف، إنه سوف يكرر ما قاله بعد الفوز التاريخي بسداسية قبل موسمين على اليونايتد أيضاً، حينما أكد أن أقدام نجوم سيتي سوف تبقى الأرض لأن شيئاً لم يتم حسمه بعد، في إشارة إلى أن الفوز الساحق على اليونايتد يظل مجرد انتصار بـ 3 نقاط. ووفقاً لما نقلته الصحف اللندنية عقب الديربي، قال كومباني :"الديربي يعني لنا الكثير، ربما يهمنا أكثر مما يهم اليونايتد، نحن نبحث عن هذه النوعية من المباريات، ونتطلع للفوز بها لتعزيز مكانتنا أكثر وأكثر، لا يوجد أي سبب للخوف من مثل هذه المباريات الكبيرة، ولكن من المبكر جداً القول بأننا أصبحنا الأقرب للحصول على لقب الدوري، فالفريق الذي يفوز باللقب يجب أن يواصل الانتصارات على مدار موسم كامل وليس في مباراة مهما كانت أهميتها وجماهيريتها، حينما حققنا الفوز سابقاً على اليونايتد 6-1 قلت إن أقدامنا سوف تبقى على الأرض حتى نتمكن من حسم المنافسة، وهو ما حدث فعلياً، فقد انتزعنا لقب الدوري في الموسم المشار إليه، والآن أكرر ما قلت سابقاً، وإن كان ذلك لا يمنع أنصارنا من الاحتفال ليومين قادمين على الأقل".
نصري: «إعلان نوايا» وإنذار للجميع
دبي (الاتحاد) - نقل الموقع الرسمي لمان سيتي انطباعات النجم الفرنسي سمير نصري، الذي لعب أحد أدوار البطولة في الانتصار الكبير للسيتزين على حساب الشياطين الحمر، فقد شارك في صنع هدفين وسجل الثالث، وقالت عنه صحيفة “الجارديان” في تحليلها للمباراة إنه كان المفتاح السحري في انتصار اليونايتد، فقد استعاد بريقه وحصل على الثقة الكاملة من مانويل بيليجريني، على العكس من الفترة الصعبة التي أمضاها في عهد الإيطالي روبرتو مانشيني.
وعقب المباراة قال نصري الذي حصل على 8 درجات من 10 في التقييم الفني الذي نشرته صحيفة “الجارديان”: “من المهم جداً أن تبعث برسائل للمنافسين، وهذا الفوز الكبير الذي حققناه على أحد المنافسين على القمة هو بمثابة الرسالة القوية للجميع، قدمنا مباراة كبيرة وحققنا فوزاً مستحقاً، على الجميع الآن فهم الرسالة.. سيتي قوة كبيرة وسيظل في دائرة المنافسة على الألقاب والبطولات، كما أن ثقتنا بأنفسنا تعززت، فقد أدركنا وأدرك الجميع أن سيتي لديه عناصر رائعة يمكنهم التألق بصورة لافتة في المواجهات الكبيرة.
عدد اليوم
