الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فجوة علمية وفكرية ورقمية هائلة بين الشرق والغرب

فجوة علمية وفكرية ورقمية هائلة بين الشرق والغرب
25 فبراير 2008 01:00
طرحت ندوة أدبية بعنوان ''النشر الإلكتروني والراهن العربي'' عقدت مؤخراً في الجزائر العديد من الأسئلة حول النشر الإلكتروني مثل: من هو الكاتب الإلكتروني؟ ما هي إشكالات الكتابة الإلكترونية؟ هل أصبح ''الواب'' مساحة للكُتَّاب المغمورين والطامحين إلى الانتشار؟ هل هناك حقاً ما يمكن أن نسميه بالقصيدة الرقمية أو النص الرقمي؟ هل تهدد الكتابة الإلكترونية الصيغة الورقية؟ ما مصير الكتاب و''حسيس الأوراق'' كما يسمِّيه الجاحظ؟ أين العرب من ثورة المعلومات؟ ما الرهانات المطروحة مستقبلاً على الأنظمة القديمة التي كانت قبل عصر المعلوماتية؟ ما هي حقيقة النشر الإلكتروني في الوطن العربي، وما مدى إسهامه في الحركة الثقافية العربية؟ تلك الأسئلة طرحت من قبل مقدم الندوة الشاعر جيلالي نجاري، وجاء الرد من قبل مشاركة الأديبين الجزائريين حسن خليفة، ورابح بلطرش صاحبي المجلتين الأدبيتين في الجزائر''ضفاف الإبداع'' و''أصوات الشمال''، للحديث عن الموضوع انطلاقاً من تجربتيهما· وبدأ حسن خليفة إجاباته بإرسال صرخة مدوية: إن هناك فجوة علمية وفكرية ورقمية هائلة بيننا وبين الغرب؛ ''الإنترنت'' أصبحت كالماء والهواء حتى لبعض المجتمعات غير المتقدمة كالهند، بينما لا يتعدى عدد مستعمليها 1,8 بالمائة في الوطن العربي، كما أن عدد الأميين يتعدى 46 مليوناً دون احتساب ''الأمِّيين'' في ميدان المعلوماتية الذين ينفرون من استعمالها ومنهم ذوو مستوى علمي عال، وهذه مفارقة كبيرة، وأضاف خليفة: هناك أساتذة جامعيون وأدباء لا يعرفون الكتابة الإلكترونية ويفضِّلون الكتابة على الورق، كما أن بعضهم غير مقتنع بأهمية الترويج الإلكتروني لكتاباتهم، وبعض الأدباء باللغة العربية في الجزائر يشتكون من تهميشهم لكنهم في الوقت نفسه لا يستغلون الفرص التي تُتاح لهم للنشر الإلكتروني وكسر هذا الحصار المضروب عليهم لصالح الأدباء الفرانكفونيين· أما رابح بلطرش، فقال: إن النشر الإلكتروني لا يزال يتلمَّس خطاه ويحبو في عهد الجامعات الافتراضية، وأضاف أن هذه التجربة في الوطن العربي متواضعة جداً، ونبَّه إلى أن النشر الإلكتروني لا يخلق شاعراً أو كاتباً ولكنه يتيح له الفرصة لنشر أعماله وإيصالها إلى القراء، ومع ذلك فإن الرواية الرقمية التي ظهرت سنة 1986 بالغرب وكذا القصيدة التفاعلية لم نصل إليها بعد· وأخذ محور تهديد النشر الإلكتروني للورقي حصة من الندوة، ومال بلطرش إلى الاعتقاد بأن المجالين لا يتنافسان بل يثري أحدهُما الآخر، وقال إنه لا يمكن الجزم باختفاء الكتاب الورقي لكن هناك مؤشراً على تزايد النشر الإلكتروني لخصائصه الكثيرة ومنها السيولة والسهولة في النشر وإمكانية تعديل النص وإضافة حواش إليه، وعدم اعتماده على التوزيع للوصول إلى القارئ، وإمكانية أرشفة الكتابات في أجهزة بحجم علبة كبريت· وعرفت الندوة منعطفاً آخر بعد الاتصال هاتفياً بالكاتب الفرنسي بيار أستيل لمعرفة وجهة نظره في الموضوع، فقال: إن الكتب الورقية مهددة فعلاً بالنشر الإلكتروني الذي يُعدُّ ثورة عارمة، لكنه نبه إلى أن هذا النوع من النشر يطرح بحدة مشكلة الحفاظ على حقوق التأليف والحؤول دون السرقات الأدبية· وتدخل حسن خليفة ليقول: إن هناك طرقاً عديدة للحفاظ على حقوق التأليف، منها عدم إمكانية تحميل النصوص، أما بلطرش، فقال: إن النشر الإلكتروني أصبح أكثر أمناً من الورقي؛ لأن اكتشاف السرقات الإلكترونية ممكنٌ أكثر من السرقات الورقية· وأتيح المجال للشاعر المصري محمد مجدي للتدخل عن طريق ''الإنترنت'' فأشاد بتطور هذه الوسيلة وعبّر عن اقتناعه بأن النشر الورقي ''سيؤول إلى المتحف خلال 20 سنة'' وقال: إن النشر الإلكتروني يفسح مجالاتٍ واسعة من الحرية للكاتب ويقضي على الرقابة ويتيح حرية أكبر في الطرح خلافاً للوسائط التقليدية· ووافقه بلطرش على أن هذا الميدان يمكِّن الأديب من الإفلات من ''ديكتاتورية الناشر'' ونشر ما يريد لكن حسن خليفة قال: إن الحرية مسألة نسبية وتختلف من دولة عربية إلى أخرى، وهناك أشكال متباينة من الرقابة· وبدا واضحاً من الندوة أنها طرحت عدداً كبيراً من محاور الموضوع للنقاش، لكن الوقت لم يسعف المنظمين، فارتأوا مواصلته في ندوة ''الشعر والعولمة'' التي ستستضيف الشاعر اللبناني بول شاوول في 25 فبراير الجاري·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©