(أبوظبي) - حاول قائد السيارة عبدالله أن يتجاوز يميناً ويساراً غير مكترث بحالة الطريق، وإرشادات الجهات المختصة إلى كيفيـة التصرف أثناء القيـادة في الضـباب الكثيف، من تخفيف السرعة، وعدم التجاوز وترك مسافة كافية بين المركبات، لكنه لم يصل في وقته المحدد كما خطط. واصطف إلى جانب الطريق طالباً المساعدة لتضميد جراحه ونقل سيارته، بعد اصطدامه بشاحنة أبطأت من سرعتها فجأة أمامه.
حالة عبدالله لا تختلف عن حالات عديدة، حيث لا يعبأ الكثيرون بتعليمات السلامة للقيادة أثناء الضباب، من ضرورة إيقاف المركبة نهائياً خارج الطريق، في حال استدعت الحاجة ذلك، وعدم استخدام الإشارات التحذيرية للمركبة إلا في الحالات الطارئة، والاكتفاء بضوء المصابيح المنخفض، وأخذ الحيطة والحذر، وعدم الانشغال بغير الطريق، والاسترشاد بالعلامات الأرضية للطريق، والحرص على عدم السرعة في قيادة المركبة، ظناً منهم أنهم سيقهرون الضباب ويصلون إلى مبتغاهم.
وتشهد الكثير من مناطق الدولة خلال هذه الفترة من العام، انتشار الضباب الكثيف، حتى ساعات الصباح الأولى، والذي ينسحب مع إشراقة الشمس وأشعتها الدافئة، ويرجع تفسير هذه الظاهرة بحسب ما أشار إليه المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل في أبوظبي إلى انخفاض درجة حرارة الأرض ليلاً، وارتفاع نسبة الرطوبة في الجو، ما أدى إلى ارتفاع كثافة أبخرة الماء عند ملامستها سطح الأرض البارد، وتكوّن سحب ضبابية كثيفة تحجب الرؤية لمسافة قريبة، هذه السحب سرعان ما تتبخر وتتلاشى مع اقتحام أشعة الشمس الدافئة للمنطقة الضبابية، ومن خلال خرائط الأرصاد الجوية يتوقع المركز أنه خلال اليومين القادمين هناك فرصة لتكون الضباب على مناطق مختلفة من الدولة. وأشار إلى أن ظاهرة الضباب من الظواهر الجوية المؤثرة، حيث لها تأثير كبير على مدى الرؤية الأفقية، وهي ظاهرة مائية يكون بخار الماء السبب الرئيسي في تكونها بالغلاف الجوي، كما تحدث نتيجة لهدوء الرياح، وتوافر كمية كافية من بخار الماء في الجو،، مع وجود التبريد على الأرض أو الطبقات السفلى.
وعلى الصعيد نفسه، يطالب عمر عبيد «رب أسرة» جميع قائدي المركبات، في مثل هذه الأجواء الضبابية التي تمر بها الدولة بمراعاة تقلبات الطقس، والقيادة بحذر أثناء الضباب، تجنباً لمخاطر الحوادث أثناء السير. ويضيف في مثل هذا الطقس أحاول القيادة بتأن، خاصة أن معي أطفالاً أصطحبهم إلى المدارس في وقت مبكر من الصباح، متمنياً في الوقت ذاته ضرورة الالتزام بقواعد السير والمرور.
ويتفق معه في الرأي أحمد عبد العزيز، معلم تربوي، قائلاً إنه يتمنى للجميع الوصول إلى مقار أعمالهم بالسلامة، حيث يعتبر الضباب في هذه الفترة ضيفاً ثقيلاً على الجميع، فهو يتشكل في الليل، ويستمر حتى الصباح الباكر، وهذا يتطلب الحذر تجنباً للحوادث الناتجة عن قلة الرؤية الأفقية التي تعوق قائدي المركبات، وأطالب أي سائق بترك مسافة كافية بين مقدمة السيارة والمركبة التي أمامه، وإيقاف المركبة في حال تشكل الضباب الكثيف، تفادياً للحوادث التي يروح ضحيتها الكثيرون.
ومن جانبه، يتخذ قائد المركبة سالم الرحومي كل احتياطاته، عندما يتشكل الضباب في الصباح الباكر، ويخفف من سرعة مركبته، ويلتزم بالسرعات المحددة على الطرقات الداخلية والخارجية، ويتأنى أثناء المنعطفات، وخلال المرور عند التقاطعات، حتى يتفادى الضباب الكثيف الذي قد يعوق رؤية المركبات القادمة من الاتجاه الآخر.
عدد اليوم
