عندما دفع مارتن رويدا مدرب دبي، باللاعب الشاب خالد حسين جامع، بدلاً من المالي تراوري في الدقيقة 73 من مباراة «الأسود» مع «صقور الإمارات»، ضمن الجولة الثانية من دوري الخليج العربي لكرة القدم، كان الجميع يعتقد أن المهمة الأولى للاعب تكمن في الحفاظ على التعادل 2 - 2 الذي خيم على أجواء اللقاء، ولكن ما دار بين خالد حسين «17 عاماً» ومدربه كان مخالفاً لذلك تماماً، حيث كانت تعليمات رويدا للاعب بأن يهاجم، بل وطالبه بأن يكون هو «مفتاح الفوز»، وبالتالي يعول عليه في «قلب موازين» المباراة، وأن يسهم في صناعة إنجاز لنفسه ولفريقه في ظل الظروف الحالية.
حدث ما طلبه المدرب، واستجاب خالد حسين جامع، لكل ما يريده رويدا، وظل اللاعب يقترب كثيراً من مرمى «الصقور» حتى قام «الشبل» بالانقضاض على فريسته في وقت قاتل، وقبل أن يسدل الستار على المباراة بأقل من دقيقة، ويسجل هدفاً هو الأول في مشواره القصير في ملاعب المحترفين، ويكون واحداً من التغييرات الأكثر نجاحاً في الجولة الثانية لدورينا.
في البداية، نلقي الضوء على خالد حسين، فهو واحد من المواهب الصغيرة التي تربت وترعرعت بين «أحضان الأسود» في «قلعة العوير» منذ أن كان عمره 7 سنوات، ثم تدرج في المراحل السنية بالفريق، ليصل للفريق الأول، ويؤكد جدارته خلال مشاركته في 17 دقيقة من مباراة دبي أمام الإمارات، وهذه ليست المرة الأولى التي يوجد فيها خالد مع الكبار المحترفين، حيث شارك الموسم الماضي في الجولة 26 مع فريقه أمام اتحاد كلباء في المباراة التي انتهت أيضاً بفوز دبي 3 - 1، ولعب في تلك المباراة مع حلول الدقيقة 61 بدلاً من زميله محمد إبراهيم، وبالتالي تصبح المشاركة الفعلية لخالد حسين في المحترفين داخل أرض الملعب 46 دقيقة فقط خلال مباراتين.
ويجيد الموهبة الشابة اللعب في مركز الوسط المهاجم، وخلال مشواره مع الكرة في المراحل السنية المختلفة بالنادي، سجل 9 أهداف، ولكن يظل الهدف الأخير مع الفريق الأول مساء الجمعة الماضي في شباك عبدالله موسى حارس الإمارات، هو الأغلى في مشواره.
وفي هذا الصدد، يقول خالد حسين جامع: «اعتبره هدفاً تاريخياً، لأنه قلب موازين المباراة من مجرد فوزنا بنقطة واحدة إلى حصد «النقاط كاملة»، وهو تاريخي بالنسبة لي، لأنه وضع قدمي مع مجموعة اللاعبين الذين يسجلون في دوري الخليج العربي في موسمه الجديد، وهو هدف سيكون له دوافعه الكبيرة، للبحث عن مزيد من الإجادة مع «الأسود» خلال الفترة المقبلة».
وأضاف: «طلب مني المدرب رويدا بأن أسجل في المباراة، وأن أتحرك كثيراً في الجانب الهجومي، وبالفعل نجحت في أن أصطاد هذا الهدف الذي جعلنا نخرج من بيت الشعب «ملعب المباراة» عائدين إلى «قلعة الأسود» سعداء بما حققناه من حصد أول 3 نقاط في الموسم، لتكون دافعاً قوياً لنا لنستعيد ثقتنا من جديد».
يروي خالد بأنه ليس الرياضي الوحيد في الأسرة، مشيراً إلى أن والده حسين جامع هو رياضي قديم وبطل في ألعاب القوى، حيث كان من قبل في نادي النصر، كما أن شقيقيه محمد حسين وأحمد حسين لهما تجارب قوية مع كرة القدم، ولكن محمد ابتعد في الوقت الحالي، في حين عاد شقيقه الآخر أحمد لصفوف نادي الشعب، وبالتالي فإن الرياضة هي عرق أصيل في الأسرة.
وأضاف: «تلقيت أول اتصال عقب المباراة من والدي حيث هنأني بالهدف وفوز فريقي، وكنت سعيداً للغاية بكلماته لي، وحثني على مزيد من الجهد والعطاء داخل الملعب».
وعن تسريحة شعره التي تشبه نجم منتخبنا ونادي العين عمر عبدالرحمن، قال خالد حسين: «كلنا نحب عمر عبدالرحمن كونه موهبة جميلة في ملاعبنا، لكن تسريحة شعري منذ سنتين تقريباً، وليست تقليداً لعمر».
وقال: «دوري هذا الموسم في غاية الصعوبة، ونحن نملك في دبي القوة والعزيمة، من أجل الظهور بشكل يتناسب مع فريقنا، وطموحاتنا كبيرة بأن نقدم موسماً استثنائياً، في ظل رغبة الجميع على التألق».
ومن جانبه، علق مارتن رويدا مدرب دبي على خالد حسين بقوله: «لاعب مكافح ويملك إمكانات عالية، ودفعت به في المباراة لثقتي في قدراته، وأنه من الممكن أن يصنع الفارق، ولم يخب ظني فيه».
أما خالد الكعبي مدير الكرة، فقال: «إجادة خالد ستكون أكبر دافع لبقية اللاعبين الشبان لكي يحاولوا استغلال الفرص، ونجاح خالد في قلب موازين المباراة، يؤكد أنه نجح في التقاط فرصة مهمة ليثبت كفاءته».
عدد اليوم
