الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإبراهيمي: الأزمة السورية تتفاقم وتهدد المنطقة والعالم

الإبراهيمي: الأزمة السورية تتفاقم وتهدد المنطقة والعالم
16 سبتمبر 2012
حذر مبعوث العربي الأممي بشأن سوريا الأخضر الإبراهيمي بعد لقائه الرئيس بشار الأسد في دمشق أمس، من أن الأزمة السورية المستمرة منذ 18 شهراً تتفاقم وتشكل خطراً على الشعب السوري والمنطقة والعالم، مشدداً بقوله “أعتقد أن الأسد يدرك أكثر مني أبعاد الأزمة وخطورتها وقد أبلغته أننا سنحاول جهدنا لحل الأزمة باسم الجامعة العربية والأمم المتحدة بأن نقدم الأفكار ونحشد كل ما يحتاجه الوضع من إمكانات وطاقة لمساعدة سوريا للخروج من هذا المأزق”. من ناحيته، نقل التلفزيون الرسمي عن الأسد دعوته خلال اللقاء إلى حوار سوري “يرتكز على رغبات جميع السوريين”، قائلاً “إن المشكلة الحقيقية في سوريا هي الخلط بين المحور السياسي وما يحصل على الأرض”، وأشار إلى أن العمل على المحور السياسي مستمر وخصوصاً لجهة الدعوة إلى حوار سوري. بينما نقلت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” عن الأسد تأكيده للإبراهيمي “التزام دمشق الكامل بالتعاون مع أي جهود صادقة لحل الأزمة طالما التزمت الحياد والاستقلالية”. وقال الإبراهيمي للصحفيين عقب اللقاء مع الأسد في القصر الجمهوري الذي استمر لمدة ساعة، “تكلمنا في الأزمة وأنا أكرر أن هذه الأزمة خطيرة جداً”. وأضاف “هذه الأزمة تتفاقم وتشكل خطراً على الشعب السوري وعلى المنطقة كلها بل وعلى العالم”. وتقول المعارضة إن أكثر من 27 ألف شخص قتلوا في الانتفاضة التي بدأت أساساً بدعوات سلمية من أجل الإصلاح وما لبثت أن تحولت إلى أعمال عنف دموية عمقتها التوترات الطائفية بالمنطقة. وهذه المرة الأولى التي يلتقي فيها الأسد بالإبراهيمي منذ أن حل محل مبعوث السلام المستقيل كوفي عنان منذ أسبوعين. وكان الدبلوماسي الجزائري المخضرم وصف مهمته بأنها “شبه مستحيلة”. وقال الإبراهيمي إنه ليس سراً أن الفجوة بين الطرفين واسعة جداً ولكنه أضاف أنه لا يزال يعتقد أن هناك “أرضية مشتركة” من أجل حل الأزمة. ونقلت وكالة سانا عن الرئيس الأسد تأكيده للإبراهيمي “استمرار التزام سوريا الكامل بالتعامل مع أي جهود صادقة لحل الأزمة طالما التزمت الحياد والاستقلالية”.” وقال الأسد للإبراهيمي “المشكلة الحقيقية في سوريا هي الخلط بين المحور السياسي وما يحصل على الأرض” معتبراً “أن العمل على المحور السياسي مستمر وخصوصاً لجهة الدعوة الجادة لحوار سوري يرتكز على رغبات جميع السوريين”. وأضاف أن “نجاح العمل السياسي مرتبط بالضغط على الدول التي تقوم بتمويل وتدريب الإرهابيين وتهريب السلاح إلى سوريا لوقف القيام بمثل هذه الأعمال”. وأضاف الإبراهيمي بقوله “لقد أبلغت الأسد أنه سيكون لنا مكتب في دمشق وقد رحب بذلك، وسمعنا منه ومن الحكومة أنهم سيمكنوننا على أكمل وجه من القيام بمهامنا وعملنا”. وكان الإبراهيمي التقى أمس الأول، السفير الروسي لدى سوريا والقائم بالأعمال الصيني وذلك بعد محادثات مع السفير الإيراني لدى دمشق بعد وصوله إليها الخميس الماضي. كما التقى أيضاً طاقم الأمم المتحدة في سوريا وكذلك موفداً من اللجنة الدولية للصليب الأحمر إضافة إلى وفد للمعارضة الداخلية ممثلة بـ”هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديمقراطي”. وفي وقت سابق أمس، أوضحت فانينا مايستراتشي المتحدثة باسم الأمم المتحدة أن الوسيط المشترك سيلتقي أيضاً “مجموعة السفراء العرب ومع وفد من الاتحاد الأوروبي وممثلين عن المعارضة” السورية. ولم تكشف المتحدثة هوية الذين سيلتقيهم الإبراهيمي، وقالت إنها “لا تعلم متى سيعود إلى نيويورك”. كما أشار الإبراهيمي إلى أن اتصالاته لإيجاد حل للأزمة السورية “ستشمل الدول التي لها مصلحة ونفوذ في الشأن السوري”. وقال المبعوث الذي أنهى زيارته المقررة لثلاثة أيام، إنه سيعود إلى المنطقة قريباً بعد أن يجري محادثات مع أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون في نيويورك وأعضاء مجلس الأمن الدولي. وكان مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري قال في وقت سابق الشهر الحالي إن دمشق منفتحة وملتزمة تماماً بمهمة الإبراهيمي في مساعيه لإنهاء العنف وإيجاد حل سياسي للأزمة. وعن رأيه ودوره فيما إذا كان يلتقي أو يتضارب مع المبادرة “الرباعية الإقليمي” التي عرضتها مصر، قال الإبراهيمي “سأكون على اتصال مع أعضائها وسأكون قريباً منهم، لا أعتقد أن هناك تضارباً بيننا، أعتقد أننا سنتواصل ونعمل”. وفي سؤال عما إذا كان الإبراهيمي يعتقد أن حل المسألة في سوريا مستحيل، أجاب الدبلوماسي الجزائري بالقول “أنا لم أقل أنه لا يوجد أمل، لكنني قلت إن الأمر صعب جداً، خطتي ستكون جاهزة بعد الاجتماع بكل الأطراف الداخلية والخارجية بعدها سأقدم مقترحا كخارطة طريق نحو الخلاص”. وذكر مسؤولون سوريون أن دمشق ستتعاون بشكل كامل مع الإبراهيمي، مشددين على أن أي مبادرة يجب أن تستند إلى مصالح الشعب السوري وحرية اختياره دون تدخل أجنبي وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء السورية. من جهتها، أكدت صحيفة “الثورة” الرسمية أمس، أن “السوريين حريصون إلى حد غير مسبوق على إنجاح مهمة المبعوث المشترك”. وأضافت أن “ما يحتاجه السوريون اليوم من الإبراهيمي أن يكون صريحاً أن يسمي الأشياء بمسمياتها وأن يقول مقارباته بوضوح لا يحتمل التأويل أو التفسير الخاطئ”. ويفترض أن يطور الإبراهيمي خطة السلام التي أعدها سلفه كوفي عنان حتى تكون قابلة للنجاح، كما قال أعضاء من معارضة الداخل أمس الأول. من ناحيتها، قالت صحيفة الثورة إن “ما يأمله السوريون ألا تتكرر التجارب السابقة وألا تكون مهمة الإبراهيمي وموقفه نسخة مكررة عما سبقه”. وأضافت “في التجارب السابقة كانت هناك مواقف ملتبسة تحتمل أكثر من تفسير وبعضها انطوى على محاباة ومجاملات لم تنفع المهمة”. كما أكدت الصحيفة أن “السوريين يعرفون مدى المتاعب والصعوبات التي تواجه الإبراهيمي وهم لا يطالبونه بالمعجزات لكنهم بالتأكيد يتمنون عليه المصداقية والموضوعية ولا يقع في مطبات من سبقه..ولا يكون مأخوذاً بالصورة الإعلامية والضخ الكاذب والافتراء الفاضح”. موسكو تؤكد عدم تمسكها ببقاء الأسد موسكو (أ ف ب) - جددت موسكو تأكيدها أمس، أنها لا تتمسك ببقاء أي شخصيات قيادية بعينها في سوريا رغم رفضها دعم الدعوات الدولية المطالبة بتنحي الرئيس الأسد، مبينة أن كل المزاعم القائلة بغير ذلك، ما هي إلا محاولة لتشوية الموقف الروسي من الأزمة السورية. وأكد نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف موقف بلاده من مسألة بقاء الأسد في السلطة، قائلاً «أي أحد يزعم تمسك روسيا ببقاء أفراد بعينهم في القيادة بسوريا، فإنه يشوه الصورة»، بحسب ما نقلت عنه وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء. لكنه مع ذلك أشار إلى أن بلاده ستحبط أي جهود في مجلس الأمن ترمي لفرض ضغوط على الأسد، مضيفاً بقوله «إنه من خلال آلية سياسية فقط وليس من خلال مجلس الأمن، ينبغي للسوريين أن يقرروا مستقبل بلدهم وتركيبة السلطة فيها». وشدد المسؤول الروسي بالقول «سنحترم أي اتفاق يتم التوصل إليه من خلال الحوار السوري الداخلي».
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©