بيروت - الاتحاد: استأثرت الاتهامات التي اطلقها رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط لحزب الله بالمشاركة في عمليات الاغتيال التي حصلت في لبنان خلال السنتين الماضيتين، بردود فعل مستنكرة، ولاسيما من القوى المعارضة، في حين لم يصدر اي موقف عن قوى 14 مارس في هذا المجال· واستبعد المسؤول الاعلامي في ''حزب الله'' حسين رحال ان يكون هناك مجال للحوار اثر مواقف جنبلاط وسأل اذا كان حسن نصرالله ليس لبنانياً فمع من يريدون الحوار؟ هل سيحاورون انفسهم ومن هو اللبناني غداً جون بولتون ام شيمون بيريز·
وقال مصدر مسؤول في ''حزب الله'' ان كلام جنبلاط يزيد هواجس الناس الذين يلاحظون التلاعب في موضوع المحكمة الدولية وتهريبها دون مناقشة او وضع آليات التحصين المناسبة للحيلولة دون الاستخدام السياسي الكيدي ضد اطراف محليين وعرب، معتبراً ان الانقلاب الذي يمارسه جنبلاط هو على الخيارات الاستراتيجية القومية والمفاهيم الوطنية، وهذا ما يؤكده موقفه قبل اسبوع الذي قال فيه إن هذا الشرق مظلم وظلامي، بعد أن أعلن قبل عام انه يريد بيع العروبة بموقع ''الزبال'' في نيويورك وهذا انقلاب على الامة والناس ايضاً وتغيير جلد في اتجاه كل ما يريده المحافظون الجدد في الولايات المتحدة ويأخذ هذا الدور استكمالاً للحرب العسكرية الفاشلة على المقاومة· واعتبر رئيس الحزب ''الديمقراطي'' اللبناني الوزير السابق طلال ارسلان ان جنبلاط فاقد للتوازن العقلي والنفسي وكلامه يدل على انتصار المعارضة وهزيمة مشروع الاكثرية، وعلى افلاس سياسي وحقد اعمى في التعاطي مع الشأن الداخلي اللبناني·
ورأى ان جنبلاط يتصرف بالغريزة الطائفية والمذهبية لاحداث شرخ في لبنان وهو ما يطمح إليه تحت شعار الفوضى الخلاقة، مشيراً الى ان هذه الاتهامات تسيء الى المحكمة الدولية وتضع علامات استفهام جدية حولها وتطعن في امكانية كشف حقيقة اغتيال الرئيس رفيق الحريري· ولاحظ الوزير السابق وئام وهاب ان اتهامات جنبلاط تأتي في سياق سلسلة بدأها منذ ايام وتعبر عن افلاسه السياسي، بعد ان سقط المشروع الذي راهن عليه امام عينيه وان التاريخ سيسجل له مجازره وعمليات القتل والغدر التي قام بها سواء داخل طائفته او تجاه كل اللبنانيين·
واعتبر ان جنبلاط تحول الى زعيم ''هجانة'' ولم يعد لكلامه اي قيمة سياسية وهو قرر اخذ لبنان نحو التفجير السياسي الكبير، مشيراً الى ان رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري اصبح اداة صغيرة في يده وقال: ان جنبلاط هو اخر من يحق له التحدث عن قداسة المقاومة، وهو الذي سهل الطريق للاسرائيليين في الجبل واعتقل المقاومين وقتل بعضهم، وهو مفروز للقيام بدور اسقاط قدسية المقاومة التي هزمت اسرائيل·
اما عضو تكتل ''التغيير والاصلاح'' النائب نبيل نقولا فقال ''معروف عن جنبلاط انه لا يستطيع العيش الا على التناقضات والمشاكل، وما قاله بحق حزب الله ليس عجيباً في تصرفاته، واذا كان موقفه اليوم هجومي، فقد يتغير بعد ايام 180 درجة، وبالتالي من الافضل عدم التعليق على كلامه لانه لا يستحق بعد ان اصبح تاريخه وحاضره معروفاً ومستقبله لن يكون افضل·
وانتقد حزب ''الاتحاد'' برئاسة الوزير السابق عبد الرحيم مراد اتهام جنبلاط للمقاومة الاسلامية بالمشاركة في عمليات الاغتيال التي طاولت عدداً من الشخصيات اللبنانية، معتبراً ان جنبلاط يعمل لافشال الحلول وتشويه صورة المقاومة·
وقال الوزير السابق سليمان فرنجية خلال استقباله وفداً من منبر الوحدة الوطنية ان ''هذا التصرف طبيعي لجنبلاط، عندما يرى القافلة تسير''·
واعتبرت الرابطة الوطنية اللبنانية ان جنبلاط اصيب بخيبة امل بعد هزيمة المشروع الاميركي في المنطقة الذي كان يعول عليه، وانه بهجومه على المقاومة يشن هجوماً على نفسه ويدين نفسه، ودعت الوزير مروان حمادة للعودة الى العقل·
من ناحية أخرى أعلن المحامي اللبناني أكرم عازوري في بيان امس أنه ''تقدم بوكالته عن مدير الامن العام اللبناني السابق اللواء الركن جميل السيد بإخبار ( بلاغ) الى النيابة العامة التمييزية حول ما ذكره النائب وليد جنبلاط في مقابلته على تلفزيون العربية من حيث قوله ان شريط السيارة المفخخة في جريمة اغتيال الوزير مروان حمادة، اختفى من المحكمة العسكرية وعاد وظهر لدى جميل السيد، طالبا التحقيق في الموضوع ومحتفظا بحق الادعاء''·
وطالب ''باعتبار ما ذكره النائب جنبلاط بمثابة إخبار علني''، مشيرا الى اتهمات مماثلة كان سبق للنائبين جنبلاط وحمادة أن أطلقاها منذ سنتين وحتى الأمس القريب ضد مخابرات الجيش في حينه، وتتهمها أيضا بإخفاء الشريط المذكور''· واستنكر ''هذه الافتراءات التي تضعف التحقيق العدلي الجاري حاليا، وأبدى أسفه لإقحام اسم موكله في هذه المهاترات السياسية التي لم تجد نفعا في خدمة الحقيقة بقدر ما ساهمت في تضليل التحقيق والتغطية على المجرمين''·
عدد اليوم
