إعداد - أيمن جمعة:
تحتفل القارة الاوروبية غدا بالذكرى السنوية الخامسة لاطلاق عملتها الموحدة ''اليورو''، وتشمل احتفالات هذا العام، الترحيب بانضمام سلوفينيا الى منطقة اليورو لتصبح العضو الثالث عشر· لكن المفارقة ان المحللين لم يركزوا كثيرا على انضمام سلوفينيا بقدر اهتمامهم ببحث مسيرة اليورو بعدما ارتفعت قيمة العملات المتداولة منه على مستوى العالم في نهاية 2006 الى 600 مليار يورو (787 مليار دولار) أي مثلي قيمة العملات الوطنية الاوروبية التي كانت متداولة في نهاية عام 2001 والتي حل اليورو محلها·
وترى صحيفة ''فاينانشال تايمز'' ان انضمام سلوفينيا الى نادي اليورو لا يمثل أهمية تذكر لان اقتصادها صغير جدا ولن يمثل سوى 0,3 % فقط من اجمالي الناتج المحلي لمنطقة اليورو· وتضيف في تقرير ''أبرز دلالتين في مسيرة التكامل الاوروبي تتمثلان في أن قيمة عملات اليورو المتداولة عالميا فاقت قيمة الدولارات المتداولة (ولا تشمل هذه المقارنة احتياطيات البنوك المركزية من العملات الصعبة)، وفي حقيقة ان الاقبال العالمي على اليورو لا يتوقف·''
وتظهر تقديرات البنك المركزي الاميركي ونظيره الاوروبي ان قيمة عملات اليورو المتداولة على مستوى العالم ارتفعت من الصفر الى أكثر من 300 مليار يورو عام 2002 ثم تجاوزت 400 مليار يورو عام 2003 لتصل الى 500 مليار في نهاية 2004 ثم الى 550 مليار في نهاية 2005 ثم الى 600 مليار في نهاية ·2006
وفي المقابل تراجعت قيمة الدولارات المتداولة مما قيمته 700 مليار يورو عام 2002 وتأرجحت داخل نطاق بين 500 مليار و600 مليار عامي 2003 و،2004 ثم ارتفعت قليلا الى 620 مليارا عام ،2005 قبل ان تواصل تراجعها الى ما دون 600 مليار يورو في نهاية ·2006
ورغم أن نمو الطلب على عملات اليورو تراجع قليلا بعد اطلاقه في الاول يناير ،2002 فانه ظل عند مستوى يزيد على عشرة في المئة سنويا· ويحتار المراقبون في تحديد الجهة التي تقود هذا الطلب، وفي رصد الغرض الذي يتم استخدام هذه العملات لاجله·· لا أحد ولا حتى البنوك المركزية يستطيع تقديم اجابة شافية··!
وحاول انتي هينونين رئيس دائرة السندات المصرفية في البنك المركزي الاوروبي، القاء الضوء على ''الاسباب الداخلية'' لقوة هذا الطلب، ومنها تحول المواطنين الاوروبيين بشكل تدريجي الى استخدام اليورو، وتراجع معدلات الفائدة ومعدلات التضخم، وهو ما لا يشجع السكان على وضع أموالهم السائلة في البنوك، فضلا عن ان مواطني منطقة اليورو يشتهرون تقليديا بحبهم لتكديس جيوبهم بالاموال السائلة أكثر من نظرائهم في الولايات المتحدة· ويمكن ان نضيف الى هذه التفسيرات حقيقة ان النمو القوي في منطقة اليورو خلال الشهور الاخيرة ربما يكون لعب دورا في اذكاء الطلب على عملات اليورو المتداولة·
وتشمل هذه الفئة من ''الاسباب الداخلية'' تنامي شعبية بعض عملات اليورو، فقد شهدت العملات فئة 500 يورو أسرع نمو (من حيث القيمة) وبنسبة تصل الى 14 % سنويا، وهو ما عزاه البعض الى ''أنشطة رجال العصابات''· ويقول هينونين ''لا شك ان المجرمين يستخدمون العملات الكبيرة من اليورو· لكن هل يمكن أن يكون هذا مبررا منطقيا للقول إن الجريمة أصبحت أسهل بسبب وجود عملات كبيرة باليورو· الجريمة لن تتوقف اذا توقفنا عن اصدار عملات كبيرة·''
وهناك ''أسباب خارجية'' لهذا الطلب القوي، بما في ذلك انفاق السياح الذين يفدون الى القارة العجوز حاملين مبالغ كبيرة من اليورو ولا يعودون بشيء منها، اضافة الى أن عملات اليورو أصبحت مشهورة ومحببة في دول الاتحاد الاوروبي التي تتطلع للانضمام يوما ما الى ''منطقة اليورو''، وهذا ما جعل السلطات في كوسوفو والجبل الاسود تتبنى اليورو كعملة وطنية رغم عدم حصولهم على عضوية النادي·
عدد اليوم
