إعداد - عدنان عضيمة:
منذ عشرات السنين تستأثر سويسرا بموقع الريادة في صناعة الساعات على المستوى العالمي بالرغم من ظهور منافسين جدد كالصين وهونج كونج· وفي شهر نوفمبر الماضي وحده بلغت القيمة الإجمالية للصادرات السويسرية من الساعات 1,25 مليار دولار ما أوحى للخبراء أن هذا الرقم القياسي الجديد لا بد أن يتحطم مرة ثانية في شهر ديسمبر الجاري بمناسبة الأعياد التي يكثر فيها شراء الساعات كهدايا·
ويذكر تقرير نشرته صحيفة (ذي وول ستريت جورنال) أن هذه الأخبار لا بد أن تكون قد أدخلت السرور على أصحاب شركات سويسرية رائدة في هذه الصناعة مثل (سواتش جروب) و(كومباني فينانسييه ريشمون) و(رولكس) وغيرها· وخلال شهر نوفمبر الماضي وحده بلغت صادرات صنّاع الساعات السويسريين 1,52 مليار فرنك سويسري (1,25 مليار دولار)؛ ويمثل هذا الرقم ارتفاعاً بمعدل 13% عن صادراتها من الساعات خلال الشهر ذاته من العام الماضي· وتم تحقيق أكبر زيادة في مبيعات فئة الساعات الفاخرة التي تباع الواحدة منها بأكثر من 600 دولار· وكان لهذه الطفرة الكبيرة في المبيعات أن تضع الصنّاع أمام مشكلة النقص الحاد في التموين بالقطع والأجزاء التي تصنع منها بالإضافة لعجز كبير في عدد الحرفيين المتخصصين بتجميعها· وخلال الشهر الماضي أعلنت شركة ريشموند عن تسجيل طفرة حقيقية مفاجئة في مبيعاتها من الساعات الفاخرة من شأنها أن تؤدي إلى قصور في مواجهة الطلب المتزايد خلال السنوات القليلة المقبلة·
وتستأثر شركات صناعة الساعات السويسرية بالريادة العالمية في هذا الاختصاص من دون منازع حيث بلغت مبيعاتها السنوية العام الماضي 23 مليار دولار أو ما يساوي 9% من الحجم الكلي لمجمل الصادرات السويسرية· وبالرغم من أن سويسرا ليست المصدرة الأولى للساعات في العالم من حيث الكمّ بل تأتي في المرتبة الثالثة بعد هونج كونج والصين إلا أنها الأولى من دون منازع من حيث قيمة عوائدها من صادرات الساعات· وسبب ذلك أن الساعات السويسرية تحتكم إلى النوعية الرفيعة والفخامة؛ ولهذا فهي تباع بأضعاف أسعار بيع الساعات الصينية أو تلك التي تصنع في هونج كونج· وخلال العام الماضي، بلغت صادرات هونج كونج من الساعات 6 مليارات دولار مقابل 2 مليار دولار للصين·
وتكمن المشكلة بالنسبة لصنّاع الساعات السويسريين أن مصادرهم المحدودة من الحرفيين المهرة تمثل عائقاً أمام تطوير هذه الصناعة بشكل كبير· كما أن السويسريين يرفضون مبدأ تصنيع منتجاتهم خارج بلدهم خوفاً من سرقة الأسرار التكنولوجية واستخدامها في تقليد الصناعات؛ وتنقل الصحيفة عن نايك حايك، المدير التنفيذي لشركة (سواتش جروب) في حديث مع صحيفة (لو توم) أن شركته تحتاج لأكثر من 140 حرفيا خبيرا في الساعات حتى تتمكن من مواجهة الطلب الكبير للأسواق العالمية· ويبدو حايك غير منساق وراء الأرقام حيث يرى أن الطفرة العالمية المقبلة في الطلب على الساعات السويسرية التي يتوقع الخبراء أن تصل إلى أكثر من 40% عن إنتاج عام 2005 لا يمكن أن تتصف بالديمومة بل هي ظاهرة استثنائية ينبغي التعامل معها على هذا الأساس· وفي مقابل ذلك، توقع المحلل السويسري جون كوكس أن يحافظ الطلب على الأجهزة والأدوات ذات القيمة الرفيعة على وتيرته المرتفعة بسبب الرخاء الاقتصادي الذي يشهده العالم؛ وتعدّ الساعات من أهم هذه الأجهزة· وأشار كوكس إلى أن في وسع المرء أن يكتشف بسهولة وجود علاقة طردية بين ارتفاع أرقام المؤشرات المالية في البورصات العالمية وارتفاع الطلب على المقتنيات الثمينة كالساعات السويسرية والمجوهرات والعطور ذات النوعية الرفيعة·
عدد اليوم
