الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ترشيد الشراء وإعادة الاستخدام والتدوير وسائل فعالة للحد من رمي الطعام

ترشيد الشراء وإعادة الاستخدام والتدوير وسائل فعالة للحد من رمي الطعام
17 سبتمبر 2012
هل يمكن لأحد أن يقوم عن قصد وعمد برمي نقود وأوراق مالية في سلة القمامة؟ كلا! فلا أعتقد أن شخصاً عاقلاً قد يفعل ذلك. لكننا جميعاً نقوم بذلك للأسف. فعندما نجد أن كل أسرة ترمي يومياً كميات كبيرة من المأكولات والمشروبات التي تفيض عن حاجتها اليومية، فإنها بذلك تقوم في الواقع بتبذير مال رب الأسرة وليس مجرد طعام فائض. وقد دقت منظمة الأغذية والزراعة العالمية ناقوس الخطر أكثر من مرة حول تفاقم ظاهرة رمي الطعام، خصوصاً في أميركا وأوروبا والدول الغنية، في الوقت الذي تتزايد فيه المؤشرات الدالة على اتجاه كوكب الأرض إلى شح المياه بسبب التغير المناخي وغيره، واتجاه أسعار الغذاء إلى الغلاء لأسباب متعددة. وتشير آخر إحصاءات هيئة الأدوية والغذاء الأميركية إلى أن الأسر الأميركية ترمي 25% من المأكولات والمشروبات كل يوم. ما يعني أن كل أسرة أميركية مكونة من أربعة أفراد ترمي في القمامة ما بين 1365 إلى 2275 دولار سنوياً. وإذا أردت أن تعرف إن كنت من بين المسرفين والمبذرين في الطعام، فيكفيك الاقتراب يوماً ما من سلة قمامة بيتك، وستزكم أنفك الروائح المنبعثة من أنواع الأكل المختلفة التي ترميها. ونحن لا نتسبب في هدر أموالنا فقط، بل في هدر مواردنا البيئية، فالطعام الفاسد ينتج غاز الميثان. وهي مادة لا رائحة لها، لكنها تُعد من بين أكثر الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وضررها على المناخ يفوق الضرر الذي يسببه ثاني أكسيد الكربون. ولذلك فإن إقلاع الناس عن عادة إعداد الطعام بوفرة وبالتالي رمي معظمه يقود إلى ادخار المال، وحفظ الأنف من الروائح المنبعثة من الطعام الفاسد، وإنقاذ الكوكب الذي نعيش فيه وجعله قابلاً للعيش من قبل أحفادنا وأحفاد أحفادنا. ولن يتأتى تحقيق هذا الأمر إلا إذا قمنا بتدابير ثلاثة هي تقليل الشراء والإعداد وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير. ? التقليل: فكن حكيماً في طريقة صرف مالك ووقتك. لا تذهب إلى أي بقالة أو مركز تسوق إلا إذا كنت قد كتبت قائمة بحاجاتك من المشتريات بناء على جدول الوجبات الأسبوعية التي تخطط الطباخة أو ربة البيت لإعدادها. وينبغي أن تعرف متى وكيف تستخدم كل ما تشتريه من طعام. وهذا ينطبق عليك حتى إنْ كنت تفضل الاقتصاد في ميزانيتك عبر شراء الخضراوات والفواكه في صناديق بالجملة، أو الاستفادة من عروض التخفيضات. فبعض الناس يتجهون لشراء كميات كبيرة لتقليل التكلفة وينتهي بهم المطاف إلى تبذير ضعف ما وفروه عبر رمي الفائض من الطعام كل يوم. وعود نفسك على عدم اقتناء أي شيء إذا كان الطعام ما يزال موجوداً في مطبخك. وقبل أن تمر إلى مركز التسوق وترجع إلى البيت محملاً بأكياس الطعام، أحط علماً أولاً بما في بيتك وما ينقصه. واطلع على ما يوجد في الثلاجة وصندوق التجميد، وأيضاً رفوف الخزانات المطبخية. ? إعادة الاستخدام: عود نفسك على إعداد الطعام بقدر وتناوله بقدر، وتخزين ما يفيض عن الحاجة في الثلاجة بهدف استهلاكه في الوجبة التالية أو اليوم التالي. ويمكنك أن تضيف إلى صحن الطعام المتبقي نفسه بضع مكونات غذائية كالحوامض أو بعض الخضراوات لتعطيه نكهة إضافية، أو تجعله يبدو وكأنه قد طُبخ لتوه. وإذا كنت تعتزم عدم تناول بقية الطعام إلا بعد أيام عديدة، فضعه في كيس وألصق به لاصقاً مكتوب عليه تاريخ الحفظ في صندوق التجميد. ? إعادة التدوير: إذا كنت إيجابياً وترغب في تحسين حال الكوكب بدلاً من الاكتفاء إنقاذه، فاعلم أن المغذيات التي يحويها الطعام تُسهم في تحسين خصوبة التربة وجعلها أقدر على مقاومة عوامل الجفاف، وتقليل اعتمادها من ثم على الأسمدة الصناعية. وإنْ لم يكن لديك حديقة خلفية في المنزل لتطبيق ذلك، فيمكنك إعطاء بقايا الطعام إلى جيرانك ممن لديهم حديقة واسعة ليُسمدوا بها تربة الحديقة. عن “واشنطن بوست”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©