واشنطن-وكالات الأنباء: وصف الرئيس الأميركي جورج بوش إعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين أمس بأنه خطوة هامة على طريق إحلال الديموقراطية في العراق، وإن كان اعترف في الوقت نفسه أن ذلك لن يوقف مسلسل العنف· وقال من مزرعته في كروفورد بولاية تكساس ''إعدام صدام يشكل نهاية سنة صعبة للشعب العراقي ولقواتنا··لن ينهي دوامة العنف في العراق لكنه يشكل مرحلة مهمة على طريق عراق ديموقراطي يحكم نفسه بنفسه ويحقق الاكتفاء الذاتي ويدافع عن نفسه ويكون حليفا في الحرب على الإرهاب''·
وقال بوش الذي كان نائما عندما أعدم صدام شنقا ''ما زالت هناك خيارات صعبة وتضحيات يجب تقديمها وأمن الشعب الاميركي يتطلب عدم إبطاء جهودنا لضمان استمرار تقدم الديموقراطية العراقية الفتية··ما حدث اليوم يذكرنا بالشوط الذي قطعه الشعب العراقي منذ سقوط نظام صدام وبأن ما تحقق من تقدم لم يكن ليحدث من دون خدمة وتضحية رجالنا ونسائنا العسكريين''· ورأى أن صدام أُعدم بعد الحصول على محاكمة نزيهة حرم منها سابقا ضحايا نظامه الوحشي، وأضاف ''محاكمة صدام كانت شهادة على تصميم الشعب العراقي على المضي قدما بعد عقود من الاضطهاد'' مضيفا أن إجراء مثل هذه المحاكمة لم يكن ممكنا خلال حكم صدام·
وكان مساعد المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ستانزل قال مبررا خلود بوش الى النوم قبل حصول الإعدام ''إن الرئيس الاميركي أنهى يومه وهو يعلم أن المرحلة الاخيرة من الحكم على صدام في طريقها الى التنفيذ''· فيما أبلغ مستشار الأمن القومي للرئاسة ستيفن هادلي شخصيا بوش بالطريقة التي سيعدم بها صدام في اتصال هاتفي بعد أن تبلغ نفسه بهذا الامر من السفير الاميركي في بغداد زلماي خليل زاده الذي علم هو نفسه بالامر من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي·
ورأى السناتور الديمقراطي جوزيف بيدن الرئيس المقبل للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي أن العراق طوى واحدة من أكثر الصفحات قتامة في تاريخه وخلص العالم من طاغية، وقال ''كل الجهود بذلت حتى يحصل صدام على الحقوق القضائية التي حرم منها 148 ضحية بريئة في الدجيل ومئات الآلاف من العراقيين الآخرين خلال حكمه الوحشي··آمل أن تبدأ عائلات الكثير من الضحايا الآن في مداواة جروحها''·
ورحب الاميركيون بإعدام صدام باعتباره إحقاقا للعدالة، وقالت أرين فولك الطالبة بجامعة سينسيناتي ''أظن أنه مجرد شخص واحد نقص من العالم لكن من المحزن أن يبقى ذلك في الصدارة مع كل الامور السيئة التي تحدث··لا أعرف إذا كان ذلك سيغير أي شيء··لا أعتقد أنه سيفعل ذلك''· فيما قالت أليسيا جاريت وهي طالبة أيضا إن إعدام صدام لن يوقف إراقة الدماء في العراق، وأضافت ''صحيح أننا نلنا منه لكننا هناك لاسباب كلها خاطئة··إنه لن يغير شيئا''·
وأظهرت لقطات لمحطات التلفزيون الاميركية مشاهد للابتهاج والتلويح بالاعلام العراقية والاميركية في ضاحية ديربورن في ديترويت بولاية ميشيجان حيث توجد اكبر جالية من الاميركيين العراقيين حيث أقام بعضهم صلاة سادها الفرح عدوا خلالها الساعات الأخيرة لصدام ورحبوا بتأكيد إعدامه شنقا بإقامة حفل في أحد الشوارع·
واحتشد عشرات الرجال في منطقة ديربورن في منطقة انتظار بمحطة وقود ومتجر لبيع الكعك استضاف احتفالا مماثلا عندما أعلن حكم الإعدام في صدام· وقال هيثم المولى ''أريد أن أشكر بوش··قال إنه سيتغلب على صدام وقد فعل''· ومع دوي نفير السيارات التي حملت الأعلام العراقية رقص الرجال على موسيقى شرقية ووزعوا الحلوى بعد التقارير الأولى عن تنفيذ الإعدام، وحمل صبيان صغيران تدثرا بمعطفين ثقيلين في الجو البارد لافتات كتب عليها بخط اليد ''الموت الموت لصدام'' و'' أخيرا حل السلام في العراق''·
وقال أحمد تميمي ''هذا هو اليوم الذي يمكن أن يهدأ بالي فيه··هذا هو اليوم الذي يمكن أن ترقد فيه أمي بسلام''، مشيرا الى أن أخاه الأكبر كان أستاذا في الجامعة وقتلته حكومة صدام، وقال ''الكل هنا في ديربورن جاء بعد 1991 وكلنا فقدنا أحباء لنا''· فيما قال جبار الزيادي (إن أخاه الذي كان جنديا في الجيش العراقي أعدم في ،1989 وأضاف ''أريد رؤية صدام معلقا من حبل المشنقة لأنه شنق أخي··أخي لم يقترف ذنبا ولم تكن له ميول سياسية وكان لديه ستة أبناء''·
عدد اليوم
