بغداد - وكالات الأنباء : بعد أن تمكنوا بالكاد أن يصدقوا أعينهم وهم يرون صور الرئيس العراقي السابق صدام حسين في غرفة الإعدام قال الأكراد والشيعة في العراق إن الرئيس السابق تجرع من نفس الكأس التي أعدها · لكن بالنسبة للكثير من العرب السنة الذين كان صدام واحدا منهم كان اليوم يوما حزينا·
وقال كاظم (30 عاما) وهو صحفي في مدينة البصرة الجنوبية ''ما حدث اليوم لا يصدق· إنها فرحة كبيرة أعجز عن وصفها''· وأضاف ''لا أستطيع أن أصدق ما أراه على شاشة التلفاز· صدام يقاد إلى المشنقة حيث أعدم عشرات الآلاف من العراقيين الأبرياء بالطريقة ذاتها''·
ولم تكن هناك ردود فعل شعبية قوية على إعدام صدام مع استقبال العراقيين لأول أيام عيد الأضحى· وعلى النقيض من فترات التوتر السابقة لم يفرض حظر تجول في بغداد بعد الإعدام·
ورغم أن وسائل الإعلام الأجنبية تابعت الساعات الأخيرة في حياة صدام لحظة بلحظة فإن الكثير من العراقيين لا تصلهم كهرباء في بيوتهم حتى يتمكنوا من مشاهدة التلفزيون وهم على أي حال منشغلون بالعنف الذي يقتل في المتوسط 100 شخص يوميا·ورقص الشيعة الذين أخذتهم الفرحة في شوارع مدينة النجف وأطلقت السيارات أبواقها في حي مدينة الصدر الشيعي الفقير ببغداد·
وقالت سلوى علوان (45 عاما) وهي ربة منزل في البصرة إن صدام أعدم ثلاثة من أشقائها وزوجها· وقالت ''كتب على شهادات الوفاة أنهم أعدموا حتى الموت واليوم أرى صدام وهو يعدم· عدالة السماء تحققت''·
لكن الاحتفالات بدت باهتة بالمقارنة مع الاحتفالات بإطلاق الأعيرة النارية التي استمرت لساعات بعد مقتل عدي وقصي ابني صدام على يد القوات الأميركية في ·2003
ولم تعرض القناة السنية الرئيسية في العاصمة سوى تغطية بسيطة للحدث·وعرضت قناة العراقية الرسمية صورا عنيفة لعملاء صدام وهم يعدمون ضحاياهم ويضربونهم· وكما عرضت لقطات للضحايا الأكراد للهجمات الكيماوية وفيلما لرجل معصوب العينين وهو يدفع من فوق سطح مبنى·
وفرض حظر تجول على تكريت مسقط رأس صدام لمدة أربعة أيام ووردت تقارير عن وقوع اشتباكات متفرقة هناك· وتجمع المئات من أهالي المدينة أمام جامع صدام وسط مدينة تكريت وهم يهتفون بحياة صدام ويرددون شعارات طالما رددوها·
وطالب المتظاهرون الحكومة العراقية بتسليم جثمان صدام إلى ذويه فيما لم تتدخل قوات الشرطة في المظاهرة· انتشرت أعداد كبيرة من المسلحين في شوارع مدينة
القرنة وهم يحملون أسلحة خفيفة ومتوسطة وخاضوا مواجهات عنيفة مع القوات
العراقية والاميركية بالمدينة · كما شهدت المدينة مظاهرات حاشدة تندد بتنفيذ حكم الإعدام · قال شهود عيان لراديو ''سوا'' إن المتظاهرين حملوا صور صدام حسين وأن أعدادا من المتظاهرين أقدموا على حرق مبنى المحكمة ومركز الشرطة في القرنة ·
وقال سكان في العوجة القرية الفقيرة التي ولد فيها صدام إن الرئيس السابق بات الآن شهيدا في المعركة ضد الحكومة التي تقودها الولايات المتحدة·وقال شاب لرويترز في العوجة بدا متشككا في أن صدام أعدم بالفعل ''هذه محكمة مرتزقة· الشعب العراقي يرفض هذه المحكمة· صدام هو الرئيس الشرعي للعراق· إذا كانوا أعدموه فسنثور· سنصبح قنابل''·
وتظاهر عدة مئات من أنصار صدام في الرمادي في محافظة الأنبار الغربية حيث بؤرة الأنشطة المسلحة التي يقودها العرب السنة ورردوا هتافات مثل ''بالروح بالدم نفديك يا صدام''·
وقوبل خبر إعدام صدام بهدوء نسبي في بغداد حيث لم تسمع سوى بعض الأعيرة التي أطلقت فرحا بالحدث في الأحياء ذات الأغلبية الشيعية·
وكان الوضع طبيعيا قبل الظهر في شوارع العاصمة الأقل حركة من المعتاد نظرا لكون اليوم أول أيام عيد الاضحى· كما كانت حركة مرور السيارات عادية على جسور نهر دجلة الذي يقسم المدينة من شمالها إلى جنوبها·
وسمع صباحا في وسط المدينة دوي بعض الأعيرة النارية غير محددة المصدر، لكن ذلك من الامور المعتادة في العاصمة العراقية التي تجتاحها أعمال العنف منذ أشهر· ومع إعلان التلفزيون الوطني فجر اليوم إعدام صدام حسين دوت لفترة قصيرة طلقات أسلحة آلية فرحا بالخبر في بعض الأحياء الشيعية للمدينة· وبعد دقائق هدأت الطلقات·
وفي حي مدينة الصدر جاب مسلحون الشوارع وهم يطلقون العنان لأبواق سياراتهم احتفالا بإعدام الرئيس السابق·
عدد اليوم
