طرابلس، القاهرة، دمشق- وكالات الانباء: أعلنت ليبيا بمفردها امس الحداد الوطني ثلاثة ايام على ما أسمته ''اسير الحرب'' الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي أعدم فجرا في بغداد· وقالت وكالة الانباء الليبية انه سيتم تنكيس كل الاعلام والغاء مظاهر الاحتفالات بما فيها مظاهر عيد الاضحى المبارك في جميع أنحاء الجماهيرية· في وقت كان رأى الزعيم الليبي معمر القذافي أن محاكمة صدام باطلة وتعتبر مهزلة ومسخرة، وقال ''إن الدول المحتلة التي ألقت القبض على صدام قالت إنه أسير حرب ومعاهدة لاهاي وجنيف تقول إن أسير الحرب لا يحاكم ويطلق سراحه بمجرد انتهاء العمليات العسكرية وإذا فرض جدلا ضرورة محاكمته تحاكمه الدولة التي ألقت عليه القبض والتي أسرته وهي أميركا وبريطانيا''· ودعا في كلمة في طرابلس إلى ضرورة عرض قضية صدام على محكمة العدل الدولية·
وقال القذافي ''المحكمة التي حكمت على صدام باطلة والعراق بلد محتل··هناك ابادة جماعية في العراق، ابادة عرقية للشعب العربي··قضية صدام على الأقل لو كان العالم مازال عنده ضمير وأنا واحد من المسؤولين في هذا العالم المنهار المنحط للأسف لا بد أن تعرض على محكمة العدل الدولية وعلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وتفتي لنا··أترك محكمة العدل الدولية تقول رأيها وأترك الجمعية العامة للأمم المتحدة هي أيضا تعقد جلسة وتقول رأيها فهي برلمان العالم ونريد برلمان العالم يتكلم''·
واعتبرت جامعة الدول العربية تنفيذ حكم الاعدام بحق صدام يمثل نهاية مأساوية للنظام العراقي السابق، واعرب المتحدث باسم الامين العام للجامعة المستشار علاء رشدي عن أمله في الا يساهم تنفيذ حكم الاعدام في تدهور الاوضاع الأمنية على الساحة العراقية· فيما أعرب المحللون السوريون عن قلقهم أن يؤدي اعدام صدام إلى المزيد من العنف والانقسامات الطائفية ووصفوا الاعدام بأنه متسرع· وقال عضو مجلس الشعب جورج جبور إن إعدام صدام سيؤدي إلى المزيد من الانقسام الطائفي في العراق، معتبرا ان محاكمته لم تكن بالمستوى المطلوب وجرت في ظروف استثنائية كثيرة وكان من الافضل أن تكون المحكمة من قبل مجموعة عربية وبإشراف الجامعة العربية''· وعبر عضو مجلس الشعب محمد حبش عن حزنه لمقتل صدام لأن ما اقترفه لا يختلف على ما يجري اقترافه الان في العراق، مشيرا الى ان الاعدام لن يساعد على نشر الديمقراطية وسوف يجعل المستبدين يستميتون في الدفاع عن كراسيهم·
وقال المعتقل السياسي السوري البارز المحامي أنور البني من جانبه ان معتقلي الرأي في سوريا يأملون أن يكون في إعدام صدام عبرة لمنتهكي حقوق الإنسان في العالم العربي، واضاف ''نتمنى ان يكون الإعدام عبرة لكل مرتكبي جرائم بحق شعوبهم وانتهاكات لحقوق الإنسان في المنطقة وان يدركوا بأن لا أحد فوق الحساب وان يرتدعوا عن أفعالهم·
وقال عضو البرلمان العراقي المقيم في سوريا مشعان الجبوري إن صدام سيصبح شهيدا وإعدامه بهذه الطريقة سيعمق الخلاف الطائفي في العراق واذا كان العراقيون لا يزالون يتباكون على الحسين بعد 1400 سنة فأعتقد ان هذا الشيء سيحدث على صدام، واضاف ''أعتقد بان هذا اليوم اسود في تاريخ العراق وهو يوم ابتهاج للايرانيين وعملائهم واعتقد بان فرص المصالحة الوطنية فرص صعبة''· فيما تباينت ردود فعل العراقيين المقيمين بسوريا بشأن إعدام صدام، وقال سيف ظافر عراقي ''إن هذا العمل برأيي عمل خاطئ والسبب أنهم يعلمون أن هناك الكثير من الناس ما زالوا يحبون صدام وبالتالي لم يضعوا باعتبارهم ردة الفعل لهؤلاء الناس الذين خرجوا بتظاهرات تدين الاعدام فيما خرج كثيرون من مدن أخرى مبتهجين به·
وقال العراقي وسام نجار ''يخالطنا شعور بالفرح والحزن بنفس الوقت··بحزن لانه رغم الظلم والضرر الذي لحق بنا في عهد صدام إلا أن البدائل بالنسبة لنا لم تكن أفضل مما كانت عليه في عهد صدام''· فيما قال أبو مريم ''إن هذا المصير الذي لاقاه صدام هو المصير العادل لكل من ارتكب جرائم بحق شعبه من قتل وتهجير وجرائم ضد الانسانية'' وقال ''أنا شخصيا فرح بهذا الحكم لانني اعتبر أن صدام هو السبب في كل الذي وصل إليه الشعب العراقي من فقدان للامن وتشريد وقتل· لكن رغم ذلك أرى أن المحكمة غير عادلة''·
عدد اليوم
