باريس تدعو العراقيين للتطلع إلى المستقبل
لندن، باريس، برلين-وكالات الأنباء: رأت وزيرة الخارجية البريطانية مارجريت بيكيت أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي أعدم شنقا فجر امس دفع ثمن جرائمه وان كانت جددت معارضة بلادها المبدئية لعقوبة الاعدام سواء في العراق او اي مكان آخر· وعبرت بيكيت عن ارتياحها لأن صدام حوكم امام محكمة عراقية على الاقل في عدد قليل من القضايا الرهيبة التي ارتكبها ضد الشعب العراقي، وقالت: ''لقد دفع ثمن جرائمه''·
وقالت متحدثة باسم رئاسة الحكومة: ان بيكيت عبرت عن موقف الحكومة كلها بمن فيهم رئيس الوزراء، ملمحة بذلك الى ان رئيس الوزراء توني بلير لن يصدر رد فعل شخصيا على اعدام صدام· وعبرت بيكيت من جديد عن دعم الحكومة البريطانية للحكومة العراقية، وقالت: ''العراق ما زال يواجه تحديات هائلة، لكن لديه الآن حكومة منتخبة بطريقة ديموقراطية وتمثل كل المجموعات ومصممة على تحقيق المصالحة وسنواصل العمل مع الحكومة العراقية ومع الشعب العراقي لضمان الامن والرخاء في المستقبل''·وذكرت وزارة الدفاع البريطانية من جانبها ان القوات البريطانية في العراق مستعدة لمواجهة اي عمليات انتقامية محتملة بعد تنفيذ اعدام صدام، واضافت انها لم تتخذ اي اجراءات خاصة في مواجهة تهديدات محتملة من هذا النوع، لكنها اكدت ان الوضع الامني يخضع للمراقبة· وقال متحدث باسم الوزارة: ''سنراقب بتيقظ كل ما سيجري في العراق''·
واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية من جانبها انها ابلغت بتنفيذ حكم اعدام صدام ودعت العراقيين الى ان يتطلعوا الى المستقبل ويعملوا من اجل المصالحة والوحدة الوطنية، واوضحت الوزارة في بيان ان فرنسا التي تدعو على غرار جميع شركائها الاوروبيين الى الالغاء التام لعقوبة الاعدام تبلغت بتنفيذ قرار الاعدام الذي يعود الى الشعب العراقي والسلطات العراقية، واضافت ان فرنسا تدعو جميع العراقيين الى التطلع الى المستقبل والعمل من اجل المصالحة والوحدة الوطنية وانه اكثر من اي وقت مضى يجب ان يكون الهدف عودة العراق الى سيادته التامة واستقراره· وشددت وزارة الخارجية الالمانية من جانبها على رفض برلين لتنفيذ عقوبة الاعدام، وقالت: ''إنها مثل الاتحاد الاوروبي ترفض من ناحية المبدأ تنفيذ عقوبة الاعدام مهما كانت الظروف''، واضافت أن تحقيق مستقبل أفضل للشعب العراقي يعتمد بشكل كبير على توحيد جميع أطراف المجتمع بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أوالعرقية وأن معالجة الجرائم التي ارتكبت خلال فترة حكم نظام صدام يمكن أن تساهم بشكل كبير في التسامح والحوار الوطني شريطة مراعاة المبادئ الاساسية للتصرفات العادلة في جميع المناحي·وأضافت: ''صدام كان على رأس نظام قمع شعبه بشكل وحشي على مدى عشرات السنوات، حيث لقي آلاف الابرياء حتفهم وتعرض آلاف للتعذيب والاختفاء دون أثر خلال فترة حكمه علاوة على أنه قاد العراق للدخول في حرب ضد إيران والكويت''· فيما قال وزير الدولة بالخارجية جيرنوت إرلر: إن الحكومة أعلنت دائما أن جرائم صدام ثابتة ولا يمكن التشكيك فيها، وأضاف ''ولكننا نعارض عقوبة الاعدام بغض النظر عن المكان الذي تنفذ فيه''·
عدد اليوم
