الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلماء يطالبون بخطاب إسلامي مستنير قائم على الحجة والبرهان

العلماء يطالبون بخطاب إسلامي مستنير قائم على الحجة والبرهان
24 يناير 2013 19:56
في ظل تزايد الحملات العدائية ضد الإسلام ورسوله التي تتجدد بين الحين والآخر في الغرب، أصبح من الضروري توجيه خطاب إسلامي مستنير وعصري يعمل على توضيح مبادئ الإسلام السمحة وإبراز حقيقة الرسول الكريم في المجتمعات الغربية. وشدد علماء الإسلام على ضرورة تجديد الخطاب الإسلامي الموجه للغرب بشكل يجعله قادراً على مواجهة الإساءات المتكررة ضد الإسلام ورسوله بالمنطق والحجة والبراهين، بعيداً عن لغة العواطف والانفعالات التي لا يجيدها الغرب. (القاهرة) - حول الخطوات التي يجب أن تتبع في الخطاب الإسلامي، أوضح العلماء أهمية دور وسائل الإعلام العربية والإسلامية الموجهة للغرب في مجال توضيح صورة الإسلام ورسوله الحقيقية للمجتمعات الغربية، بشرط أن تنطلق هذه المهمة من وجهة نظر علمية تعتمد على الأدلة والشواهد، والتنوع في أسلوب الخطاب باختلاف المخاطب، وعلى الحكمة والعقلانية في تغيير الرسالة وتغيير الوسيلة، بما يتناسب مع المتلقي الغربي. ردود فعل حكيمة ويقول الرئيس الأسبق للجنة حوار الأديان بالأزهر فضيلة الشيخ فوزي الزفزاف: «تزايد الإساءات الموجهة ضد الإسلام ورسوله في الغرب، يتطلب ردود فعل حكيمة وعقلانية تعمل على توضيح صورة الإسلام الحقيقية، وسيرة ومواقف رسوله السمحة، بالمنهج الذي يفهمه الغرب وبالمنطق الذي يؤمن به، ولا بد من العمل على تصحيح مسار الخطاب الإسلامي الموجه للغرب من خلال تقييم الجهود التي بُذلت في الماضي لتوضيح صورة الإسلام الحقيقية في المجتمعات الغربية، والوقوف على السلبيات والأخطاء من أجل تلافيها في المرحلة المقبلة، وتحديد الإيجابيات لتنميتها والتركيز عليها، ومهمة توضيح صورة الإسلام ورسوله الحقيقية في الغرب، لا بد أن تبدأ من الداخل، حيث إن التزام المسلمين بتعاليم دينهم السمحة وبأخلاقيات النبي صلى الله عليه وسلم، يجعلهم أكثر مصداقية وشفافية حينما يتحدثون عنه في الخارج، ما يسهم في نجاح تغيير المفاهيم المغلوطة عن الإسلام ورسوله التي يتحمل المسلمون أنفسهم مسؤوليتها لتقصيرهم في القيام بدورهم تجاه دينهم». إعادة بناء علاقة وشدد على ضرورة أن يكون هناك خطاب إسلامي مستنير وعصري موجه للغرب، يعمل على إعادة بناء علاقة جديدة مع الغرب تقوم على أسس ثابتة وراسخة من الاحترام المتبادل لخصوصية وهوية وثقافة كل منا، كذلك يجب أن تتضافر جهود مفكري وعلماء الأمة الإسلامية والعربية مع جهود مفكري الغرب المنصفين، لبحث سبل صياغة هذه العلاقة على أساس من الحوار والتفاهم المشترك حول مفهوم التعايش السلمي والتجاور بين الشعوب والحضارات المختلفة. وأضاف: «يعيب على الإعلام الإسلامي فشله في فضح الافتراءات التي تُشن بين الحين والآخر ضد الإسلام ورسوله، وتوضيح صورتهما الحقيقية للغربيين، مشيراً إلى أن السبيل الوحيد والأجدى لمواجهة الإساءات المتكررة ضد الإسلام ورسوله يتمثل في توظيف الإعلام الإسلامي لتوضيح صورة الإسلام السمحة وحقائقه المعتدلة في المجتمعات الغربية، وذلك من خلال تضافر الجهود العربية والإسلامية لإنشاء صندوق للإعلام الإسلامي، ترصد له مبالغ كبيرة، يتم منها تمويل حملات إعلامية منظمة ومكثفة لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، خاصة فيما يتعلق بموقفه من الآخر والإرهاب ومقاصده من الجهاد، على أن تكون هذه الحملات بجميع اللغات الأجنبية، وبصفة مستمرة، وأن يتولى المهمة رجال مخلصون لدينهم، ومتميزون خلقاً وعلماً، وأن يكونوا على قدر كبير من الثقافة الإسلامية في مختلف مجالاتها وجوانبها المتعددة، فضلاً عن معرفتهم بالأساليب العلمية والمناهج الفكرية التي يتعامل بها العقل الغربي في مختلف مواقف الحياة». الإعلام الغربي ويطالب بتوظيف بعض أجهزة الإعلام الغربي للقيام بمهمة توضيح صورة الإسلام والرسول الحقيقية في الغرب، مؤكداً أنه من حسن الحظ أن الإعلام الغربي مدفوع الأجر وللبيع، حيث يمكننا شراء مساحات واسعة من صحف الغرب وقنواته وفضائياته، نعرض خلالها صورة الإسلام وحقائقه، لتصل هذه الصورة إلى كل فرد في المجتمعات الغربية. وحول تجديد الخطاب الإسلامي، شدد أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر الدكتور محمد أبو ليلة، على ضرورة تجديد الخطاب الإسلامي الموجه للغرب بشكل يجعله قادراً على مواجهة الإساءات المتكررة ضد الإسلام ورسوله بالمنطق والحجة والبراهين، بعيداً عن العواطف والانفعالات التي لا يجيدها الغرب، مؤكداً أن هذا التجديد بات ضرورة ملحة، خاصة في ظل ما يحيط بالعالم الإسلامي من تحديات وحملات عدائية تستهدف طمس معالم هويته ودينه. ويقول: «العالم من حولنا يموج بمتغيرات وتطورات علمية وتكنولوجية وبثقافات متعددة، وعلى المسلمين أن يتفاعلوا مع ما يناسبهم من هذه المتغيرات والتطورات، وهذا يحتم علينا تجديد استخدامنا للخطاب الديني، لا سيما الموجه للغرب بشكل يتناسب مع المجتمع الغربي ومهاراته العلمية والتكنولوجية، ففي الماضي كنا نعتمد في الخطاب الديني على مهارة الداعية، ولكن اليوم ومع النهضة الإعلامية والعلمية الحديثة، فلا بد من تنويعها لخدمة الخطاب الإسلامي في أداء رسالته المتمثلة في إبراز صورة الإسلام الحقيقية للغرب». الإساءة للأنبياء ولفت أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر الدكتور جمال النجار، إلى أن الإساءة للأنبياء ليست وليدة عصرنا الراهن، وإنما كانت منذ بدايات عصور النبوة، وفي حياة الأنبياء أنفسهم، وهو ما حدث مع أولي العزم من الرسل، وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد، حيث نال هؤلاء الأنبياء من الإيذاء ما لا يتخيله بشر، ورغم ذلك كان تعاملهم مع هذا الإيذاء مختلفاً عن تعاملنا نحن مع الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم، حيث إن تعاملنا نحن لا يخلو من المبالغة، فضلاً عن أنه يفتقر إلى الردود الطبيعية والعقلانية والحكمة، وهو ما جعل الغرب يترك الإساءة، ويركز على ردود أفعال المسلمين المبالغة. ويشير إلى ضرورة أن يحسن المسلمون عرض الإسلام باللغة التي يتحدث بها الغرب، وبالأسلوب الذي يفكر به، مؤكداً أن هناك مساحة هائلة يستطيع المسلمون أن يتحركوا فيها في هذا الشأن، تتمثل في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم التي تتضمن العديد من المواقف والأفعال التي تحرص الحضارة الغربية على أن تتعرف إليها، وفي الوقت نفسه، لا بد من التركيز على احترام الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل الكتاب، وقبوله التعامل مع الآخر، واحترامه للآخر، وارتباط الإسلام بالكلمة الطيبة، وغير ذلك من الأمور التي توضح حقيقة الإسلام ورسوله. ويشدد، الدكتور النجار على أن مهمة توضيح صورة الإسلام ورسوله الحقيقة في الغرب مناطة بكل مسلم، لكن بدرجات مختلفة، حيث تبدأ من المسؤولين وصناع القرار السياسي، ويتمثل دور هؤلاء في توفير الدعم المادي والمعنوي للمهمة، ثم يأتي بعد ذلك دور العلماء الذين يجيدون التحدث بلغة وأسلوب الغرب، وفي النهاية يأتي دور المسلمين أنفسهم من خلال ترشيد سلوكياتهم حتى يكون المسلم مطبقاً لأوامر الإسلام ونواهيه، ومجسداً لأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©