الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العالم يحمل العنف والمآسي في نظر أطفال غزة

31 ديسمبر 2006 00:56
غزة - اف ب: لا يمثل العالم الخارجي في نظر أطفال غزة الذين يعيشون أسرى هذا القطاع الرملي المطوق من الجيش الإسرائيلي، سوى عالم متوعد يخشونه ويجهلونه وهو بالنسبة إليهم يحمل العنف والمآسي· فهناك 840 ألف قاصر من أصل تعداد سكاني يقدر بحوالى 1,5 مليون نسمة، لم يخرجوا مطلقا من هذا الجيب الذي يبلغ طوله 40 كلم وعرضه ما بين ستة وثمانية كيلومترات، والمقفل بشكل شبه تام من قبل الجيش الإسرائيلي منذ يناير الماضي· وهم يكبرون عموما وسط أجواء من الكبت والضيق والغضب والفقر وخصوصا الكراهية لجيرانهم اليهود· فبسام ناصر (37 عاما) مدير المركز الفلسطيني للديمقراطية وفض النزاعات، هو من الطلاب القلائل جدا في غزة الذين تمكنوا من الدراسة في جامعة تل أبيب، قبل أن تفرض إسرائيل الإقفال التام على القطاع· وقال ''إن أبناء جيلي عرفوا إسرائيل لأنهم ذهبوا إلى هناك للعمل، وهم المستعدون لصنع السلام''· وروى ''أتذكر أن الإسرائيليين كانوا يأتون إلى هنا في السبعينات لإصلاح سياراتهم لأن ذلك أرخص كلفة· كما كان هناك بعض الأصدقاء يعملون خلال الصيف في إسرائيل''· وأضاف ''إن أطفال اليوم في غزة لم يعودوا يعتبرون الإسرائيليين بشرا· فهم لا يرون سوى جنود في مصفحات أو مروحيات· إنهم ليسوا في نظرهم سوى آلات للقتل''· وتابع ''لا يحيط بهؤلاء الأطفال سوى العنف وانتهاك حقوق الإنسان والفقر· ضعوا كل هذا في علبة وأغلقوها وهزوها وتصوروا أي جيل يكبر هنا''· وتؤكد مراكز الطب النفسي في غزة أنها تستقبل عددا متزايدا من الأهالي الذين يلقون صعوبات في التعاطي مع الصدمات النفسية لدى أطفالهم· ويشرح الطبيب سامي عويضه الذي يدير مركزا للصحة النفسية ''إن الأعراض تتراوح بين القلق والخوف والتمرد وتدهور النتائج المدرسية ورفض مغادرة المنزل· هم بحاجة للحماية وأهلهم لا يستطيعون تأمين ذلك· هذا مريع بالنسبة للطفل''· وقال ''أنا الذي أذهب غالبا إلى إسرائيل لحضور مؤتمرات طبية، عندما أقول لبعض المراهقين في غزة إن الإسرائيليين ليسوا جميعهم وحوشا ينعتونني بالخائن''· وأضاف ''إن أطباء وباحثين إسرائيليين التقيهم يعلمون أنه أمر خطير رؤية جيل ينمو إلى جانبهم وهو مدفوع بمثل هذا الحقد· يجري الحديث عن ذلك لكن ما العمل؟''· وفي موقف سيارات مشرع لرياح الشتاء تقوم منظمة ''أعيدوا الابتسامة'' الفلسطينية غير الحكومية بتنظيم نشاطات وجلسات علاجية لأطفال الحي· وكان حوالى ثلاثين طفلا بينهم خمس فتيات يجلسون في وضع دائري حول المشرفة على الجلسات· وموضوع الجلسة كان ''كيف أحمي نفسي''· ويؤكد الفتى يزيد الشنباري (12 عاما) وهو يعتمر قبعة تغطي حتى حاجبيه أنه ''أسير في غزة، ولكن أيضا في المنزل لأن أهلي لا يريدونني أن أخرج''··· وقاطعه صفير صاروخ ينطلق فصاحوا ''قسام ··· قسام'' وهم يرحبون بإطلاق صاروخ يدوي الصنع من نوع ''قسام'' من حقل قريب جدا باتجاه إسرائيل· وتروي الفتاة أريج ناصر (13 عاما) صاحبة النظرات الكئيبة أنها تمضي ساعات وهي تشاهد التلفزيون الإسرائيلي خصوصا البرامج المخصصة للأطفال· ''فهم يلعبون على شواطىء نظيفة· ورأيت حدائق وألعاب وحتى حديقة حيوانات· يبدو ذلك بعيدا جدا''· وتلفت علا الشنباري مديرة المركز إلى أن ''الأطفال يصبحون عدائيين أكثر فأكثر وهم أصغر سنا· يتقاتلون ويهددون بعضهم بالقتل لسبب تافه، وهم يلعبون في الشارع بقذف الحجارة على الجنود· والجنود قساة ومطلقو الحجارة مقدامون· واللعبة تدعى: ''العرب واليهود''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©