الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الطيش والسرعة الجنونية والتجاوز الخاطئ» ثلاثية خطر على الطريق

«الطيش والسرعة الجنونية والتجاوز الخاطئ» ثلاثية خطر على الطريق
17 سبتمبر 2012
جاء تأكيد «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وتوجيه سموها بضرورة تبني البرامج والمبادرات وتنظيم الفعاليات والدورات التدريبية، من أجل «توعية الشباب بمخاطر السرعة للحد من حوادث السيارات وحمايتهم من مخاطر الطرق»، مبادرة ولفتة إنسانية تنبع من عمق إيمانها بأن حماية الشباب من المخاطر، وتوعيتهم واجب وطني، لأنهم عماد هذا الوطن، ومن ثم لابد من تضافر كافة الجهود لحماية أبناء الوطن من خلال تنظيم البرامج والفعاليات التي تسهم في توعيتهم بأهمية التقيد بتعليمات السلامة المرورية، والانتباه إلى الطرق ونتائج السرعة الجنونية أثناء القيادة. واستجابة لهذه المبادرة الإنسانية تبدأ«الاتحاد» حملتها التوعوية التي تطرح في حلقتها الرابعة بعض الحلول المناسبة للحد من مشكلة زيادة حوادث السيارات، وتنبه إلى خطورة طيش بعض الشباب، وتجاوز الإشارة الحمراء، والتجاوز الخاطئ. أصبحت بعض الشوارع في يومنا الحاضر دون مبالغة طريقا للموت، فالكثير من قائدي المركبات يفتقدون أبسط قواعد القيادة مما جعلهم يصفون شوارعنا بالعنيفة والمرعبة، فالإحصاءات تشير إلى ارتفاع مستمر لحالة الوفيات بسبب الحوادث اليومية على الرغم من أن شوارعنا منظمة وتتمتع بسيطرة مرورية من قبل رجال وزارة الداخلية، ولتفادي الحوادث المرورية، أو التقليل منها بقدر الإمكان، لابد من التوعية والتوجيه العام لمستخدمي الطرق كافة، سواء من قائدي المركبات أو الدراجات أو حتى المشاة، لأن أي حادث مروري يقع، يرجع السبب فيه لأخطاء مشتركة من جميع أطرافه، فيما لابد من تشديد العقوبات على مرتكبي الحوادث المرورية في حالة الحوادث التي تقع بسبب الإخلال الجسيم بقواعد وآداب المرور، كتلك التي تقع بسبب الإهمال الشديد، والطيش الزائد، خاصة تجاوز الإشارات الضوئية الحمراء، أو تلك التي تقترن بجريمة أخرى، كتعاطي أية مواد مخلة بالعقل والقيادة تحت تأثير تلك المواد، أو الحوادث التي ينجم عنها إلحاق خسائر وأضرار فادحة بالممتلكات العامة، أو التي تقع بسبب السرعات الجنونية التي يقود بها بعض قائدي السيارات على الطرق السريعة. سرعة جنونية إلى ذلك يقول الدكتور قيس التميمي أستاذ الإعلام في جامعة الإمارات، نفجع يوميا بحوادث الطرق التي ينتج عنها خسائر في الأرواح والممتلكات، بالرغم من الإرشادات التي يقوم كل من يعنى بسلامة مستخدمي الطرق، بل مع مرور الوقت وازدياد الزحام يزداد طيش بعض الشباب وعدم مبالاتهم بقواعد المرور. وأضاف التميمي، أن الاستهتار وعدم تحمل المسؤولية من أسباب زيادة الحوادث، موضحاً أن كاميرات الرادار ومخالفي مستخدمي الطريق، أمر لن يردع الكثيرين، خاصة الذين يخففون من سرعة القيادة بمجرد رؤيته لرجل الشرطة أو الكاميرا، ومحاولتهم لفت أنظار الناس إليهم عبر القيادة، باعتبارها وسيلة من وسائل الترفيه لديهم، في حين نجدهم يقودون بسرعة جنونية في الأماكن الأخرى. ونبه التميمي إلى ضرورة تكاتف جميع الجهود بدءا من الأسرة، التي لابد منها أن تعزز مفهوم الثقافة والوعي المروري، وألا تلبي طلبات الشاب في حالة أراد سيارة فارهة فقط من أجل المباهاة أو أن صديقة يملك سيارة، فلابد له هو الاخر من سيارة، أو إنه وصل مرحلة الشباب ويحتاج إلى سيارة خلال تنقلاته، أيضا لابد من وسائل الإعلام المختلفة أن تقدم أفكارا جديدة ومبتكرة في توعية المشاهد بخطورة السرعة الجنونية، من خلال عمل برامج تنصب حول خطورة الحوادث والالتقاء، خاصة بمن تعرضوا لحوادث مرورية نتيجه السرعة، وأصيبوا بإعاقات جسدية جراء السرعة الجنونية في قيادة المركبة. وأضاف، إن الحملات غير كافية، فصحيح بأن التوعية تتخذ أشكالاً مختلفة وفعاليات متنوعة، حيث إنها أحياناً تكون على شـكل حملة مرورية، وفي أحيان أخرى تكون على هيئة محاضرات أو مسابقات للطـلبة وغير ذلك، لكنها مقارنة مع الوضع المروري في الدولة تعتبر غير كافية في رفع الوعي المروري للمستوى المطلوب لدى الشباب عامة وطلبة المدارس خاصة، مع التركيز على الجانب العملي الذي له تأثير مهم، من حيث إشراك الطلبة بعمل بحوث إجرائية بحيث يتحتم على الطالب عمل مقابلات مع شخصيات من وزارة الداخلية ممن لهم علاقة بالحوادث المرورية والسلامة المرورية، أو يقوم بزيارة للمستشفيات ومعاينة حالات الحوادث المرورية والحصول على إحصاءات من قسم الطوارئ بما يخص عدد المصابين والوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية، أعتقد بأن تأثير هذا الجانب العملي سيكون كبيراً للطالب فيرفع مستوى الوعي المروري لديه. عقوبة المخالف بدوره يرى محمد الحوسني قسم الأصول في كلية التربية بجامعة الإمارات إنه لابد من سن قوانين صارمة وواضحة لقائدي المركبات، خاصة في قيادة السيارة بسرعة جنونية، مستغرباً الحوسني من إصرار الكثير من قائدي المركبات على مخالفة أنظمة المرور والتي نعلم سلفا أنها وضعت لسلامة الجميع. ويضيف، بكل أمانة لا أجد أية مبررات مقنعة للمخالفة مهما كانت، ولا يعنيني صغيرة كانت أم كبيرة فجميعها تندرج تحت مسمى مخالفة مرورية يستحق مرتكبها العقوبة اللازمة التي بلا شك هي جزاء عادل للمخالف، وفي الوقت ذاته أتأمل أن تكون رادعة لغيره، ولعل السرعة الجنونية من أهم المخالفات التي حذر منها رجال المرور إضافة إلى التهاون في قطع الإشارة الضوئية الحمراء وكذلك التجاوز من الجانب الأيمن والتهور في القيادة والذي يحدث عادة من بعض الشباب. آلية تنفيذ وفي السياق ذاته يرى الدكتور سيف القايدي رئيس قسم الجغرافيا والتخطيط الحضري في جامعة الإمارات أن موضوع السرعة الجنونية والحوادث المرورية هي سلسلة مرتبطة، ولا يمكن القيام بتنفيذ جزء من تلك السلسلة دون اللجوء دون ترابط السلسلات الأخرى، فالحكومة لها دور، والمؤسسات الاتحادية والمحلية لها دور، كذلك الدور التعليمي ووسائل الإعلام لها دور كبير وفعال أيضا، لذلك لابد أن تتضافر جميع الجهود لوضع آلية قابلة للتنفيذ وليس التنظير في نشر الثقافة المرورية عند الجميع. وأضاف القايدي، لا ننسى أن بعض الشباب والشابات بعضهم يفتقد إلى القدوة الحسنة، فالأسرة ابتداء من الآباء والأخوان لهم دور كبير في توصيل فكرة التخفيف من السرعة وإعطاء الشاب أو الفتاة جرعة زائدة من احترام قواعد السرعة وعدم التعدي على حقوق الآخرين، كما إن ما ينقص بعضا من شبابنا اليوم هي ثقافة قيادة المركبة بطُرق آمنة سواء على الطرقات الداخلية والخارجية. دور الأسرة أما أحمد بن طوق مشرف على الشؤون الأكاديمية للمعيدين بجامعة الإمارات فيؤكد أنه من حق الجميع أن يُحصن بالثقافة المرورية حتى يتجنب خطر الحوادث المرورية التي نشهدها على الطرق يوميا، ومن المؤسف ما يقوم به بعض قائدي المركبات من تجاوز لقواعد وأنظمة المرور التي ما وجدت، إلا لتحقيق قواعد السلامة وضمان الأمان لمستخدمي الطريق، فقد يتجاوز البعض قواعد المرور بشيء من اللامبالاة ودون إدراك للخطورة. ولفت إلى أن الالتزام بالقوانين سلوك حضاري يجب التمسك به وعدم التفريط فيه، وما يقوم به البعض من تجاوزهم للإشارات المرورية الضوئية المنظمة لحركة السير، ما هو إلا استهتار بقوانين المرور وليس جهلا بها، لان قوانين المرور واضحة للعيان من خلال اللوائح الارشادية التي تدل عليها وهي سهلة التطبيق كما انها تعتبر أمانة يجب على كل مستخدمي الطريق أداءها في حين وجوبها. وطالب بتوعية الشباب وصغار السن بهذا الخطر الداهم الذي يعرضهم لفقد أحد أعضائهم أو حياتهم أو حياة الآخرين، ومن هنا يبرز أهمية دور الأسرة والمدرسة في تنمية الوعي المروري لدى مستخدمي الطرق، فالأب له دور كبير في توعية أبنائه وتعليمهم أصول القيادة الآمنة وآداب الطريق وتنبيه أبنائه إلى المخاطر الناتجة من عدم التقيد بالأنظمة المرورية، وما ينتج عن قطع الإشارات الحمراء من مخاطر مهلكة وعلى الأب تشجيع أبنائه ليكونوا سائقين مسئولين ناضجين. الوعي المروري من جانبه يرى جاسم عيسى الشريف، رب أسرة، أنه من حق المجتمع أن يعرف القواعد والقوانين والإجراءات المرورية، ويتعرفوا على المخالفات وأسباب الحوادث، وكيفية الوقاية منها، ومن حق أطفالنا وطلابنا رفع مستوى وعيهم المروري فهم قادة المستقبل، وبالمثل تلعب المدرسة دوراً مهماً في غرس المفاهيم الصالحة في أذهان الطلاب، مشدداً على الدور الذي لابد أن تقوم به تلك المدارس لنشر الثقافة المرورية في أذهان أبنائنا الشباب. ويضيف، من خلال زيارة المستشفيات، خاصة قسم الحوادث ومقابلة الشباب الذين تعرضوا لحوادث نتيجة السرعة الزائدة، لها أثر فعال يعدل المفاهيم الخاطئة لدى الطلاب عن مخاطر السرعة والإهمال في القيادة، وما ينتج عن ذلك من مخاطر قد تؤدي إلى الوفاة والاعاقة في كثير من الأحيان، كما إنه اذا تعاونت وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية على ايصال المفهوم المروري للسلامة والأمن مع الجهات الأمنية المعنية، فلا شك أن ثمار التوعية ستظهر على أن لا تكون الحملة في وسائل الاعلام لفترة محدودة، لكن لفترات غير متباعدة تغطي العام. رسائل توعوية مرورية وتطالب شيخة خميس الرميثي، تعمل بمجال التربية والتعليم، بضرورة إدخال التوعية المرورية وأفضل الممارسات أثناء القيادة إلى المناهج التعليمية خاصة في مراحل التعليم المتوسط والثانوية، إما عن طريق تدريسها كمادة منفصلة أو إضافتها في المقررات الدراسية بحيث يتم إدراج مفاهيم التربية المرورية بكافة أبعادها إلى المناهج الدراسية، كما يجب التركيز على أهمية الدور الذي قد يلعبه الإعلام بوسائله المقروءة والمسموعة والمرئية في نشر الوعي وتعزيز الثقافة المرورية باعتبار هذه الوسائل من أهم أدوات التأثير الاجتماعي لدى كافة شرائح المجتمع من جميع الفئات العمرية. ودعت إلى ضرورة تكريس كافة الجهود والطاقات بما في ذلك البشرية المتخصصة لخدمة هدف تحقيق السلامة المرورية للجميع، وتخصيص ميزانيات كافية لنشر الوعي والثقافة المرورية بما يخفف من حجم الحوادث وما ينتج عنها من إصابات بشرية. رسالة إلى الشباب أعربت رقية السعدي معلمة عن ألمها من سماع قصص العديدين الذين أصيبوا بحوادث، ولم يعودوا كسابق عهدهم، حيث أصبح بعضهم غير قادر على الحركة، كل هذا بسبب بضع دقائق سرعة وتهور والانصياع لأمور قد تكون غير مهمة، متهمة بعض الشباب بعدم المبالاة حيث إنهم يزيدون من سرعة السيارة وتعدي السرعة القانونية، لتصبح كالنعش الطائر على الأرض. وتبعث السعدى رسالة إلى هؤلاء الشباب: أخي السائق، أختي السائقة، أهاليكم وأبناؤكم وإخوانكم ومجتمعكم ينتظرون عودتكم سالمين غانمين معافين إلى بيوتكم، فلا تحرمونا من هذه السعادة، ولا تحرمونا منكم ومن العيش معكم في هذه الدنيا. مأساة أب فقد ابنه قال سالم مبارك أحمد، الذي فقد أحد أبنائه نتيجة قيادة السيارة بسرعة جنونية، عندما تسمع أسرتي كلمة حادث، تسترجع شريط الأحباب الذين فقدناهم بسبب حوادث السير، خاصة ولدي الذي توفى منذ فترة ليست بالطويلة جراء قيادته السيارة بسرعة جنونية. ويضيف، يكاد لا يخلو بيت إلا وفقد عزيزا وغاليا بسبب حوادث المرور، ومع الأسف أن تكون الأسباب الرئيسية لهذه المشكلة هو العنصر البشري من خلال إساءة استخدام الطريق، وعدم الالتزام بالقواعد المرورية، والإهمال لا سيما من فئة الشباب، مما يتسبب هؤلاء بخسائر باهظة في الأرواح، بالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية والمعنوية والإعاقات المستديمة. وطالب بزيادة الجرعات التي تقدم للشباب حول مخاطر السرعة وآثارها المدمرة وخطرها على صحة وروح وممتلكات البشر، مشيراً إلى أن زيادة السرعة نوع من الانتحار، لذلك يجب توعية الشباب بتلك الحقائق وأن تتضافر جهود المجتمع لدعم الفعاليات التوعوية عبر كل الوسائل والأماكن التي تصل إلى الشباب والتركيز على المدارس الإعدادية والثانوية لنحاول أن تصل الرسالة بشفافية ووضوح، من خلال وضع البرامج التدريبية الخاصة لتوعية المواطنين والمقيمين، والتأكيد على احترام الجميع لأنظمة المرور، وإعداد الحملات الإعلامية المرورية وإقامة المعارض بوقت واحد وبشكل متواصل، والحزم في تطبيق القانون ضد المخالفين المستهترين بالشوارع العامة، وتعليم وتدريب الأبناء منذ المراحل التعليمية المتقدمة على الالتزام بالقانون، خاصة فيما يتعلق باستعمال الطريق وفهم قواعد السلامة المرورية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©