السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سميح القاسم: أنا شاعر أحمل طبيعة نهرية

31 ديسمبر 2006 00:58
القاهرة - حلمي النمنم: يصر الشاعر الفلسطيني سميح القاسم على تناول القضايا العربية والدفاع عنها في شعره ويقول: إن القضايا العربية ليست سياسية فقط، بل هي هموم وجودية، ويضيف أنه شاعر متجدد باستمرار ولا يكرر ذاته بالرغم من تبنيه هذه القضايا العربية· حول الشعر والتداخل السياسي في شعره خاصه وانه يشكل بن قضية لم تنته بعد هي القضية الفلسطينية، التقته ''الاتحاد'' في القاهرة، حيث أقام مؤخراً أمسية شعرية على هامش مؤتمر اتحاد الكتاب والأدباء العرب وقراء أحدث قصائده وكان الحوار التالي: الهموم العربية üتتناول القضية الفلسطينية كثيراً لكنك تغضب من الذين يصفونك بشاعر القضية الفلسطينية؟ üü لا يوجد صوت للقضية الفلسطينية أعلى من صوت سميح القاسم، والذين يكرهون القضية الفلسطينية يريدون إخماد صوتها، ولا يضايقني الوصف السائد لكن الذي يضايقني هو وضعي في الخانة الفلسطينية فقط، فأنا شاعر العروبة والقضايا العربية، ولم أكتب عن فلسطين فقط وكتبت عن مصر وعن العراق وعن لبنان وغيرها· ü منذ نهاية الخمسينيات تتحدث عن القضايا والهموم العربية· ألا ترى أن ذلك يحول دون التجديد ؟ üü هناك استمرار للقضايا وللهموم، وهي ليست قضية سياسية فقط هي أيضاً هموم وجودية، تستمر وفيها الوجود الزوالي، وأنا كشاعر أحمل طبيعة نهرية، والنهر متجدد باستمرار، ولا أكرر ذاتي، وهناك التجدد الدائم· وكل مجموعة شعرية لي تحمل سمات جديدة ويمكن للناقد أن يتبين ذلك بسهولة، وبهذا المعنى فإن المجموعتين الجديدتين بهما إضافات جديدة· ü أطلقت على مجموعتك الشعرية الجديدة ''عجائب قانا الجديدة'' ونلاحظ انها تعتمد على المقطوعات القصيرة· هل أنت بإزاء مرحلة شعرية جديدة ؟ üü هو شكل للكتابة القصيرة يقوم على التراسل الحر للأفكار والمعاني، وذلك التداعي يصور في حالة نفسية وشعورية تتسم بالتناقض والارتباك، مثل المرحلة التي يعيشها عالمنا العربي، ولست وحدي الذي كتب هذا الشكل، فهو لدى شعراء عرب كثيرين وان لم يطلقوا عليه نفس التسمية، ومنذ الستينيات من القرن الماضي كانت لدي بعض القصائد التي جاءت بالتداعي· الشعر ü أين شعراء فلسطين في الأجيال التالية· ولماذا لم يصلوا الى العالم العربي، كما هو الحال بالنسبة لك ولمحمود درويش وتوفيق زياد ؟ üü الشعراء في فلسطين شأنهم شأن الشعراء العرب في كل مكان، وهناك أجيال واسماء كثيرة والشعر مثل النهر يتجدد· ü ما مستقبل الشعر العربي، في ظل منافسة أدبية وشكوى من ضعف مستوى وموهبة كثير من الشعراء ؟ üü سيظل الشعر حاجة إنسانية واستهجن القول إن الشعر لم يعد ديوان العرب وأن الرواية صارت ديوان العرب، سيبقى الشعر ديوان العرب ومازال أداة التعبئة الأكثر تأثيراً والأوسع انتشاراً· والثقافة لا يمكن أن نبني أو نتصور مستقبلها على أساس خطة خمسية أو عشرية، فهي ليست عملية اقتصادية أو تنموية، والسؤال هل هناك إبداع أم لا··؟ والشعر في العالم كله مازال قادراً على تقديم الجديد في الصور والاسماء، وفي الشعر العربي لدينا شعراء جدد مجيدون والمشكلة أن بعضنا يتعامل بمنطق الآلة مع الشعر والثقافة ويمكن لشركة أن تطور سيارة جديدة كل عام، لكن هذه الشركة لن تنتج شكسبير أو بايرون جديدين· وضعف وركاكة بعض الشعراء، ليست مسألة جديدة حيث يحدثنا التاريخ أن هناك ألفي شاعر هاجموا المتنبي وكانوا معاصرين له، ومع ذلك لا نذكر أحداً منهم الآن، والسبب غالباً هو الركاكة، وإذا كان هؤلاء قد هاجموا المتنبي، فهذا يعني أن هناك عشرات الآلاف غيرهم، ربما خمسون ألفاً لم يصل الينا شيء من أشعارهم، وهذا يعني أن شعرهم كان ضعيفاً والمشكلة أننا نتصور أن كل شاعر يجب أن يكون في قامة المتنبي، هناك شعراء ليسوا في هذا المستوى، لكنهم أدوا أدوارهم في مرحلتهم· وفي شعرنا المعاصر لدينا أحمد شوقي واحد فقط، ولا يجب ان نطلب ان يكون كل الشعراء أحمد شوقي· المثقف العربي ü ما دور المثقف العربي في ظل الواقع العربي الراهن ؟ üü كل المبدعين والمثقفين العرب مع احترامي لفكرة التعددية، مطالبون في هذا القرن بأن يتجاوزوا حدود الإقليمية والمذهبية والطائفية السائدة في عالمنا العربي، نحن نعيش قبلية سياسية وجاهلية جديدة· ü الجملة الأخيرة هي ما يقولها الأصوليون والمتشددون üü برغم ربطات العنق التي يرتديها الكثيرون والأزياء الحديثة أو العمائم فإن خلفها جميعاً جاهلية سياسية، وطائفية تهدد كل شيء، منذ متى كان المصري يعرف نفسه بأنه مصري مسلم أو مصري قبطي؟ عرفنا مصر والمصريين كما هم دون تفرقة، ومنذ متى عرفنا العراق بأنه عراق سني أو عراق شيعي، واللبناني درزي أو شيعي أو سني أو ماروني؟ هذه هي الجاهلية التي نعيشها ويجب أن نتصدى لها جميعاً· ü أنت شاعر عربي داخل حدود ،1948 وشئت أو أبيت تختلط بشعراء وكتاب عبريين· كيف تحسم هذه القضية وما هو مستقبل عرب 1948 ؟ üü أعرف العبرية جيداً واقرأها، ولم أتأثر بأي من شعرائها، شعراؤهم ضعاف، ربما أكون قد تأثرت ببعض الحكايات في العهد القديم وهو تأثر يفيدني في فهم حجج الإسرائيليين والرد عليها وتفنيدها· أما عرب ،48 فأقول بكل ثقة أن مصير اسرائيل ومستقبلها لن تحسمه الجيوش العربية، رغم احترامي وتقديري لهذه الجيوش، ولن تحسمه صواريخ حزب الله، ولكن سوف نحسمه نحن واسرائيل تعيش في كابوس حقيقي اسمه القنبلة الديموجرافية العربية ومفكروهم يتخوفون من هذه القنبلة ونحن سوف نحسم المستقبل·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©