إبراهيم الملا (الشارقة) ـ تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يُفتتح مساء غدٍ الأربعاء بمتحف الشارقة للفنون معرض «سحر الجمال» الذي تنظمه إدارة الفنون بالدائرة، وإدارة متاحف الشارقة، ومتحف الشارقة للفنون، ويقدم ما يقارب 450 عملاً فنياً تنتمي لعوالم التصميم والأزياء ضمن مجموعة متنوعة من الصور الفوتوغرافية والرسوم التوضيحية والصور السالبة التي تعود إلى مجموعة لوحات وأعمال توثيقية، يملكها الناشط الفني الألماني مارتن فيرفرز.
أعلن ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد صباح أمس بمقر دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، شارك فيه هشام المظلوم مدير إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وعائشة ديماس مدير الشؤون التنفيذية بإدارة المتاحف بالشارقة، والألمانية بريجنت شينك منسقة المعرض، بالإضافة إلى مارتن فيرفرز صاحب مجموعة الأعمال التي يستضيفها المعرض.
وأشار المظلوم في بداية المؤتمر إلى أن معرض «سحر الجمال» يعتبر من المعارض المهمة التي تقدم الجديد والمتنوع في عالم الفنون البصرية، من حيث تسليط الضوء على تاريخ الأزياء على مر الفترات الزمنية المختلفة الممتدة لثمانين عاماً، ويوثق للذوق الشعبي والفني العام والشخصي لدى الفنانين في فترات زمنية مختلفة شهدها العالم، وشهدتها أوروبا على وجه الخصوص.
وأضاف المظلوم بأن المعرض هو ترجمة لتوجيهات ومرئيات صاحب السمو حاكم الشارقة من أجل نشر وتعميم التذوق الفني والجمال في المجتمع، وأضاف أن فكرة المعرض تبلورت من خلال جهود ومتابعة الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، والتي زارت أستوديو مارتن فيرفرز بمدينة كولون الألمانية، وهي جهود ــ كما أوضح المظلوم ــ امتدت لأكثر من عام، تم خلالها اختيار الأعمال والتصاميم التي تعكس روح المعرض وهواه الفني والثقافي والتاريخي، ونوه المظلوم إلى أن المعرض سيضم جانباً من أعمال التصميم الفنية للشيخ خالد بن سلطان القاسمي، تعرض لأول مرة، وقال إن المعرض سوف يشتمل على بعض النشاطات المجتمعية والتخصصية، مثل زيارات طلبة المدارس والكليات والمعاهد في الشارقة، وتنظيم ورش فنية، وعرض مجموعة من الكتب التاريخية والتوثيقية المتعلقة بالتصميم والأزياء والليتوغرافيا والتصوير الضوئي.
ومن جانبها أشارت عائشة ديماس إلى أهمية هذا النوع من المعارض التي تقدم تشكيلة مميزة من المطبوعات الكلاسيكية التي تبيّن مراحل طباعة الفن التشكيلي مقابل الطباعة الرقمية أو الصور الفوتوغرافية المعالجة، وقالت إن المعرض يضم أيضاً أعمالاً بارزة لأشهر مصممي الأزياء في أوروبا، ويكشف من خلال مونتاج جذاب، لأكثر من 300 عمل فني، أنماط الأزياء في بدايات القرن الماضي ويعيدها للحياة، بالإضافة إلى أنه يثير التساؤلات عن مفاهيمنا عن الجمال وعلاقته بالأزياء، وجوهرها الحقيقي، بالإضافة إلى تكوينها الخارجي، ومدى تأثير الأزياء على السلوك الاجتماعي والهوية الثقافية والتاريخ، من خلال أعمال كلاسيكية ورومانسية، تكشف جانباً مغيباً لدى الشرق عن تاريخ الأزياء الأوروبي وتوثيقه عبر وسائط جمالية مثل الصور واللوحات الفنية.
وتحدثت المنسقة الفنية الألمانية بريجيت شينك عن طبيعة صور ورسوم الأزياء المنتقاة من مجموعة الألماني مارتن فيرفرز، والتي يقدمها المعرض بمتحف الشارقة للفنون، مشيرة أن هذه الأعمال تكشف عن سعي الفنان دائما لمحاكاة «الجمال الأبدي» من ناحية، ومفهومه المتغير عبر الزمن من ناحية أخرى، لأن لكل حقبة ــ كما أشارت ــ موقفها ونظرتها. وقالت «إن المعرض يضم صوراً فوتوغرافية لفنانين متخصصين في هذا الحقل، مثل إدوارد شتاينشن، وسيسيل بيتون، وهورست بي، وغيرهم، ورسوم لرينيه ويليامز، ورينيه بوشيه، تعكس ملامح الحنين الذي نتوق إليه في زمن يعجّ بالنظريات والأفكار المعادية للنظرة الجمالية، والمبتعدة عن أفكار الحرية والخير والحق».
وأضافت شينك «بهذا المعنى وبروح التفكير السائد في القرنين التاسع عشر والعشرين، يؤشر المعرض إلى هذه المساحات الوجودية، من خلال الارتقاء بنا وإحداث تحولات فينا، لأن هناك احتمالاً بأن تجعل منا هذه التجربة أشخاصاً خيرين وبشراً أفضل، ونحن هكذا في الحقيقة من دون أن ندرك ذلك».
وتحدث مالك مجموعة الأعمال المعروضة مارتن فيرفرز، مشيراً إلى أن محتويات المعرض تقدم تاريخاً فنياً متنوعاً، يتعلق بالجمال والأناقة والنظرة المتفاوتة للمرأة خلال العقود الحديثة والقديمة، وأشار إلى أن المعرض يقدم مزيجاً من الرؤى والأفكار والتصميمات التي تقرأ واقع الحياة والتصميمات الفريدة للأزياء والمرتبطة بالمناخ الثقافي والاجتماعي في كل حقبة.
وأوضح فيرفرز أن المعرض يوثق أيضاً لمراحل الانتقال من التصميم اليدوي للأزياء إلى مرحلة متقدمة، تتمثل في التصوير الفوتوغرافي، واختيارات الفنانين والمصممين للشكل الأنسب والنهائي الذي يرضي أذواقهم وقد يشاكس أو يوافق النظرة العامة لهذه التصاميم المحتشدة عموما بالسحر والجمال.
عدد اليوم
