قُتل عسكريان يمنيان، أحدهما ضابط برتبة عقيد، في هجومين مسلحين، أمس الاثنين، بالعاصمة صنعاء ومحافظة لحج (جنوب)، فيما توفي ضابط آخر، برتبة مقدم، متأثرا بإصابته في هجمات استهدفت، الجمعة، قوات عسكرية وأمنية في محافظة شبوة (جنوب)، في حين أعلنت مصادر عسكرية في منطقة صحراوية بمحافظة حضرموت (جنوب شرق)، العثور على ست جثث مفصولة الرأس، يعتقد أنها لجنود خطفوا مؤخرا من محافظة مأرب (شرق).
وذكر مصدر في القوات الجوية لـ«الاتحاد»، أن العقيد عبدالوهاب عزان، الضابط في اللواء الثاني طيران المرابط شمال العاصمة، لقي مصرعه ظهر الاثنين برصاص مسلح كان يستقل دراجة نارية، مشيرا إلى أن الهجوم وقع عندما كان العقيد عزان يقود سيارته الخاصة في شارع النصر، شمال شرق صنعاء. وذكر المصدر أن المهاجم، الذي يشتبه انتماؤه لتنظيم القاعدة، تمكن من الفرار بعد إصابة العقيد عزان الذي فارق الحياة أثناء نقله للعلاج في مستشفى قريب. وعادة ما تتهم السلطات اليمنية “تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب”، الذي يعد، حسب حكومات غربية، أخطر وأنشط فروع الشبكة العالمية، بالوقوف وراء هذه الهجمات التي خلفت مئات القتلى منذ عام 2009 عندما تأسس التنظيم من اندماج فرعي القاعدة في اليمن و السعودية.
وتُوفي أمس الاثنين ضابط برتبة مقدم متأثرا بإصابته في هجمات أخيرة شنها متطرفون من تنظيم القاعدة على معسكرين للجيش والأمن في محافظة شبوة جنوب البلاد. وذكرت صحيفة “الصحوة”، لسان حال حزب “الإصلاح” الإسلامي، الشريك في الائتلاف الحاكم، أن المقدم ناصر معوضة توفي، الاثنين، متأثرا بإصابته، يوم الجمعة الماضي، في هجمات استهدفت مواقع عسكرية وأمنية في مناطق متاخمة لمنشآت نفطية، موقعة 56 قتيلا في صفوف الجيش والأمن.
كما قتل جندي يمني في هجوم شنه مسلحون مجهولون، أمس الاثنين، على عربة تابعة للجيش في محافظة لحج جنوبي البلاد. وذكرت مصادر محلية لـ«الاتحاد»، أن مسلحين مجهولين هاجموا عربة تابعة للواء 33 مدرع في منطقة “كرش”، على طريق رئيسي يربط بين محافظتي لحج وتعز، مشيرة إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل أحد الجنود، فيما لاذ المهاجمون بالفرار. وبذلك، يرتفع إلى 123 عدد العسكريين، بينهم 27 ضابطا، الذين قضوا في سلسلة هجمات واغتيالات شهدها اليمن منذ يناير، حسب إحصائية خاصة بـ«الاتحاد».
إلى ذلك، أعلنت مصادر عسكرية يمنية، أمس الاثنين، العثور في منطقة صحراوية بمحافظة حضرموت على ست جثث مفصولة الرأس، يُعتقد أنها لجنود خطفوا مؤخرا. ونقل موقع “براقش نت” الإخباري المستقل عن تلك المصادر قولها إنه تم العثور على الجثث بالقرب من معسكر للجيش مرابط في منطقة “العبر” الصحراوية شرقي حضرموت. ورجّحت المصادر أن الجثث تعود لجنود خطفوا مؤخرا من محافظة مأرب، المحاذية لمنطقة العبر، وأنه تم إعدامهم قرب المعسكر. ولم تتمكن «الاتحاد» أن تتأكد من صحة هذه الأنباء من مصادر عسكرية مسؤولة.
من جهة ثانية، أحبطت قوات من الجيش اليمني، أمس الاثنين، محاولة لتفجير أنبوب نفطي بالقرب من مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، حيث حقول رئيسية لإنتاج النفط ومنشأة حيوية لتصدير الغاز المسال.
وذكرت مصادر محلية لـ«الاتحاد» أن مسلحين مجهولين شرعوا في الحفر تحت أنبوب النفط في منطقة “مرورة”، القريبة من مدينة عتق، بغرض تفجيره، إلا أن قوة عسكرية تدخلت “ما دفع المسلحين إلى الفرار”. وينقل الأنبوب نحو ثمانية آلاف برميل من النفط الخام يومياً من حقل نفطي في بلدة “جردان” إلى مرفأ على ساحل البحر العربي (جنوب) لنقله إلى مصفاة عدن لتكريره من أجل الاستخدام المحلي.
وتزايدت التفجيرات والاعتداءات التي تطال أنابيب النفط وأبراج الكهرباء في اليمن بسبب الاضطرابات السياسية والأمنية التي يعاني منها هذا البلد على خلفية انتفاضة شعبية استمرت عاما كاملا وأجبرت الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، على التنحي العام المنصرم. وقال مسؤول أمني يمني، أمس الاثنين، لـ«الاتحاد»، إن “المحاصصة الحزبية على المناصب الأمنية والعسكرية أثرت سلباً على الأمن والاستقرار في اليمن”، الذي يدير شؤونه منذ ديسمبر 2011 حكومة انتقالية مشكلة مناصفة بين حزب الرئيس السابق وتكتل “اللقاء المشترك”، الذي تزعم الاحتجاجات قبل عامين.
وذكر المسؤول الأمني، الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته، أن بعض التعيينات في المناصب الأمنية “لا تخضع لمعايير الكفاءة وإنما للانتماء السياسي الحزبي”، محذرا من تداعيات ذلك النهج على حفظ الأمن والاستقرار في البلد. ولفت إلى أن وزير الداخلية، اللواء عبدالقادر قحطان، المحسوب على حزب الإصلاح الإسلامي، يعين قيادات أمنية ميدانية في المحافظات “لا تمتلك كفاءة وخبرة واسعتين”، وهو ما يؤدي، حسب قوله، إلى “قصور” في الأداء الأمني. وجدد البرلمان اليمني، أمس الاثنين، مطالبته الحكومة الانتقالية بالقيام بمسؤولياتها خصوصا فيما يتعلق بتأمين الطرق الرئيسية بين المدن ومنع أعمال قطع الطرق التي ينفذها رجال قبائل للضغط على السلطات من أجل تنفيذ مطالب خاصة.
اغتيال عقيد في القوات الجوية بصنعاء
صنعاء (ا. ف. ب) ــ اغتيل عقيد في القوات الجوية اليمنية، أمس، في صنعاء برصاص مسلح جهول حسبما افادت مصادر عسكرية لوكالة فرانس برس. وذكرت المصادر، أن مسلحا مجهولا كان على متن دراجة نارية اغتال العقيد عبدالوهاب عزان في شارع مأرب في صنعاء. وذكرت المصادر ان المسلح اطلق النار على عزان الذي كان على متن سيارته عائدا من قاعدة الديلمي الجوية بالقرب من مطار صنعاء، وأرداه قتيلا. واغتيال عزان هو حلقة جديدة من سلسلة الاغتيالات التي طالت قيادات وكوادر أمنية وعسكرية ونسبت بغالبيتها الى تنظيم القاعدة.
عدد اليوم
