الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المالكي يلوح بـ «بحور الدم» ويرفض مطالب المتظاهرين

المالكي يلوح بـ «بحور الدم» ويرفض مطالب المتظاهرين
24 سبتمبر 2013 00:38
هدى جاسم، وكالات (بغداد، لندن) ــ صعد رئيس الوزراء العراقي من لهجته العدائية، أمس، واعتبر أن مطالب المعتصمين والمحتجين “غير شرعية”، ملوحا بـ”بحور الدم”، وهو ما انتقده رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، مذكرا أن التوقيع على “وثيقة الشرف لم يجف حبره بعد”. واعتبر النجيفي “تصريح المالكي الأخير وتصرفاته بمثابة المسمار الأخير في نعش السلم الأهلي في البلاد”، كما انتقدته الكتل السياسية العراقية واعتبرته “إعلان حرب أهلية” وسط تدهور أمني يصبغ المشهد العراقي، أسفر أمس عن مقتل 22 شخصا وإصابة 29 آخرين، معظمهم باستهداف مجلس عزاء في الأعظمية شمال بغداد. من جانبها أعلنت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أن وزارة العدل العراقية نفذت أحكام إعدام بحق 32 معتقلا خلال سبتمبر الحالي وأغسطس الماضي بعد تعذيبهم، من بينهم 12 معتقلا أعدموا قبل يومين من دون محاكمة. وقال المالكي، أمس، في حفل تدشين حقل نفطي في الناصرية بمحافظة ذي قار “بيننا وبين من يطلق الفتاوى الضالة ممن يرتقون المنابر ويشتمون ويعتصمون ويحتجون، بحور من الدم”. وأضاف، أن المطالب التي يروج لها المتظاهرون هي مطالب غير شرعية وتسعى إلى إحباط العملية السياسية. وذكر أن التفجيرات التي وقعت مدينة الصدر والدورة تقع ضمن مخطط واحد لدول تسعى لإشعال الطائفية. واتهم المالكي من جهة أخرى في بيان أمس دولا لم يسمها، “بتسخير إمكانياتها المادية والاستخبارية لتنفيذ مخطط لإشعال فتيل الفتنة الطائفية مجددا وتقسيم العراق من خلال استهداف مجالس العزاء عبر الانتحاريين والأحزمة الناسفة”. وقال “نؤكد على أن التمسك بالوحدة الوطنية ورص الصفوف هما السبيل لإلحاق الهزيمة بهذا المخطط الإجرامي الخطير”. وشدد على أن “القوات المسلحة وأجهزتها الأمنية، لن تتوقف عن ملاحقة الإرهابيين وستواصل التصدي لهم بكل حزم وقوة”. وانتقد رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي تصريحات المالكي بشأن المحتجين الذين يعارضون سياساته. وذكر أنه “يستهجن تصريحات المالكي الأخيرة والتي قال فيها إن بينه وبين المتظاهرين والمعتصمين من أجل حقوقهم الشرعية والمشروعة، بحر من الدم”. وقال إن “تصريح المالكي الأخير وتصرفاته، المسمار الأخير في نعش أية مبادرة أو اتفاق لحفظ السلم الأهلي في البلاد”. بدوره استنكر ائتلاف “متحدون” الذي يتزعمه النجيفي في بيان التفجيرات التي استهدفت مجالس العزاء في الدورة ومدينة الصدر في بغداد، وعد منفذي تلك التفجيرات ينتمون لجهة واحدة تسعى لـ”إشعال الفتنة” في البلاد، وطالب بتنفيذ ميثاق الشرف الذي وقع عليه القادة السياسيون لتوفير الحماية للشعب. وأضاف أن “المخططات بدأت تتضح وهي تزداد كلما لاحت في الأفق بوادر اتفاق وانتقال نحو الاستقرار”، مشددا على أن “إفشال هذا المسعى بات مسؤولية كل الكتل السياسية والعراقيين عامة لأنه يستهدفهم بلدا وشعبا”. وطالب “الأجهزة الأمنية بالتحرك لوقف سفك الدم العراقي”. بدورها دعت النائب عن ائتلاف متحدون وحدة الجميلي السياسيين والمسؤولين عن الملف الأمني إلى “الخجل من أنفسهم ووضع حد لماكنة الموت التي تدهس أرواح الأبرياء يوميا”، وأشارت إلى أن “الوضع الأمني مزرٍ والدم العراقي يسال من دون ذنب وبدم بارد”، مشيرة إلى أن “بعض السياسيين والمسؤولين أصحاب القرار في الملف الأمني يقفون موقع المتفرج غير مبالين بأرواح الأبرياء”. وتابعت أن “السياسي الذي ينفث سمومه الطائفية بتصريحاته شريك باستباحة الدم العراقي، وكذلك الذي لا يستطيع محاسبة الأجهزة الأمنية”. وذكرت أن “السياسي الذي لا يتجرأ على الاستقالة في حال إخفاقه وهو مركز صنع القرار الأمني، حانث باليمين والقسم الذي أقسمه من أجل الحفاظ على العراق والعراقيين”. من جانبه قال النائب كتلة الأحرار الممثلة للتيار الصدري في مجلس النواب العراقي حسين الشريفي إن “الأجهزة الأمنية مخترقة”، متهمة الحكومة بـ”العجز عن حماية العراقيين”، وطالبت المسؤول عن الملف الأمني بالخروج الى الشعب وإعلان فشله أو الاستقالة. أمنيا قتل 16 شخصا وأصيب 27 آخرون بجروح في هجوم استهدف مجلس عزاء سني في منطقة الأعظمية شمال بغداد أمس في ثالث هجوم من نوعه في ثلاثة أيام. وفي محافظة نينوى أسفر انفجار عبوة ناسفة في منطقة سد بادوش غرب الموصل استهدف سيارة إسعاف تقل امرأة في مخاض، عن مقتل المسعف وشقيقة زوج الحامل التي كانت ترافقها، كما أصيبت المرأة الحامل وسائق الإسعاف. وفي حادث آخر قتل مدني بانفجار عبوة ناسفة وسط الموصل قرب منزله، فيما قتل مدني آخر بإطلاق نار بأسلحة رشاشة من قبل مسلحين يستقلون سيارة بالقرب من حي الضباط شرق الموصل. وفي الموصل أيضا استهدف مسلحون بأسلحة رشاشة ثائر حازم عبد أحد شيوخ عشائر عنزة أمام منزله في حي الصديق شرق الموصل، وقتلوه، وهو ثاني شيخ عشيرة يستهدف بعد مقتل شيخ عشائر ألبو بدران في الموصل برزان حازم البدراني، أحد الداعمين لتظاهرات نينوى. وفي محافظة صلاح الدين هاجم مسلحون مجهولون مزارعا في طريق عودته إلى منزله بقضاء بيجي شمال تكريت، مما أسفر عن مقتله في الحال. من جانب آخر قرر رئيس ديوان الوقف السني أحمد عبد الغفور السامرائي بعد وصوله إلى البصرة إعادة فتح مساجدها بعد أن أغلقت بسبب استهدافات أمنية. وقال مسؤول محلي طلب عدم الإشارة إلى اسمه، إن السامرائي وصل أمس إلى البصرة، وناقش مع مسؤوليها عمليات الاستهداف التي طالت السنة، ثم قرر بعد ذلك فتح المساجد التي أغلقت بعد مقتل ائمة وعاملين فيها ومصلين. إلى ذلك أعلنت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أن وزارة العدل العراقية نفذت أحكام إعدام بحق 32 معتقلا خلال سبتمبر الحالي وأغسطس الماضي بعد تعذيبهم، من بينهم 12 معتقلا أعدموا قبل يومين من دون محاكمة. وقالت المنظمة في بيان أمس إن الضحايا يتم تعذيبهم قبل إعدامهم بشكل وحشي بالكهرباء والكابلات والضرب بالعصي والطعن بالسكاكين، وفي إطار ما يسميه الجلادون حفلة تعذيب، وبحضور فريق الإعدام وطبيب ورجل دين وممثل عن النيابة. ونقلت المنظمة الحقوقية عن شهود عيان، أن منصة الإعدام صنعت من حبال وبشكل يهدف إلى تعذيب الضحايا بشكل متعمد وإبقائهم على قيد الحياة مدة تفوق 15 دقيقة، وتتم في بعض الحالات إعادة عمليات إعدامهم أو إطلاق الرصاص عليهم. ودعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلى إدراج الوضع في العراق على جدول أعمال الجمعية العامة، وتشكيل لجنة للتحقيق في مدى صحة أحكام الإعدام الصادرة عن القضاء العراقي. وحذرت من أن هناك أعداداً كبيرة من المعتقلين في محاجر سجن الحماية القصوى تم تجهيزهم تمهيدا لإعدامهم، مطالبة المجتمع الدولي التحرك سريعا لإنقاذ حياتهم. وقالت المنظمة في بيان آخر، إن سبتمبر الحالي شهد 5 حالات وفاة في السجون العراقية جراء التعذيب الشديد، من بينهم أحمد فاضل علوان، وابراهيم علي، ومنقذ بدر أحمد العلواني، في سجن أبوغريب. وأضافت أن المعتقلين في سجن التاجي يتعرضون إلى أبشع أنواع التعذيب، مثل الحرق بالأسيد والضرب بالكلابات والصعق الكهربائي والحجز عراة في المحاجر، وقد توفي المعتقل علي محمود علي عبد الحميد في 2 سبتمبر الجاري نتيجة التعذيب بالقسم الثالث في السجن. وفي السياق أدانت وزارة الخارجية الروسية أمس بشدة سلسلة الأعمال الإرهابية الأخيرة في العراق، وأكدت أنها ترتبط بشكل مباشر بالأحداث الجارية في سوريا. وقالت في بيان، إن التنسيق بين نشاطات الجماعات الإرهابية بما فيها المرتبطة بتنظيم “القاعدة” على المستوى الإقليمي، بات واضحا للعيان، مؤكدة تضامن موسكو مع قيادة العراق وشعبه في مواجهتهما للخطر الإرهابي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©