أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أن مصر تعد شريكا رئيسا للولايات المتحدة في المنطقة، مشددا على أن واشنطن تؤكد دعمها القوي للإصلاحات الجارية في مصر، لا سيما جهود التحول الاقتصادي لصالح جميع المصريين.
وشدد كيري خلال لقاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس على أهمية الحفاظ على «حيوية» المجتمع المدني في مصر، بحسب مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأميركية.
وقال المسؤول إن «اللقاء كان ممتازا» وتناول القضايا الإقليمية والعلاقات الثنائية.
وأكد أن كيري ناقش مع السيسي كذلك العلاقات الثنائية وأوضح للسيسي أن الولايات المتحدة تريد أن تساعد مصر في مساعيها للنمو والازدهار اقتصاديا وفي مجال مواجهة أزمة الطاقة، بحسب المسؤول نفسه.
وكان كيري قال خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده وزير الخارجية المصري سامح شكري معه عقب اختتام أعمال مؤتمر إعادة إعمار غزة الليلة قبل الماضية، إن مصر تعد شريكا رئيسيا للولايات المتحدة في المنطقة.
وأعرب كيري عن شكره للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وشكري ليس فقط للترحيب الحار ولكن على العمل الهائل الذي قاموا به لاستضافة وتنظيم المؤتمر.
وقال إن نتائج المؤتمر إيجابية خاصة في ظل مشاركة أكثر من خمسين دولة من أجل ليس فقط دعم القطاع ولكن رسم طريق مختلف لغزة، مضيفا أنه حان الوقت لمواجهة التحديات والمخاوف على الأرض.
وتابع وزير الخارجية الأميركي أن «إسرائيل واضح أن لها حقا في القلق من الأنفاق والأسلحة والفلسطينيين لهم أيضا الحق في القلق على تطلعاتهم وحاضرهم ومستقبلهم».
وأكد أن «مصر لديها باع طويل منذ معاهدة السلام مع إسرائيل وجهودها في الصيف الماضي للوصول إلى هدنة»، مشيرا إلى أنه خلال اللقاءات العديدة التي عقدها مع الرئيس السيسي أكد له أن «المستقبل لابد أن يشمل الاستقرار الاقتصادي في مصر وخلق فرص العمل واثبات للعالم أن الدولة مستقلة وهذا هو ما تحاول الحكومة الحالية انجازه»، موضحا أنه أكد مساندة بلاده للحكومة المصرية التي اتخذت إجراءات اقتصادية للسير للأمام واليوم نسعى للعمل معا لأحداث فرق.
وأضاف وزير الخارجية الأمريكي أنه تحدث مع المسؤولين المصريين عن دور المجتمع المدني وحرية الصحافة قائلا «لاشك أن المجتمع المدني في مصر قوي منذ زمن بعيد ومصر تسعى لإجراء الانتخابات البرلمانية وسنستمر في مناقشاتنا بالنسبة للدور الذي تقوم به مصر في إطار الحرب على داعش»، معربا عن امتنانه للرئيس السيسي والوزير شكري لموقفهما في هذا الشأن مشددا على الرئيس اوباما قالها بوضوح إن الولايات المتحدة ملتزمة بهزيمة داعش.
من جانبه، قال شكري إنه التقى مع كيري في إطار سلسلة اللقاءات المتواصلة بين الجانبين وبعد اللقاء الذي تم بنيويورك بين الرئيسين السيسي وباراك اوباما والذي تم فيه التأكيد على عمق العلاقات الاستراتيجية ومواصلة الجهود لتدعيمها لما يعود بالنفع على الجانبين.
وغادر كيري القاهرة أمس متوجها على متن طائرة خاصة إلى فرنسا.
وقالت مصادر بالسفارة الأميركية إن كيري اصطحب وفداً يضم 44 من كبار مساعديه.
وأشار إلى أن اجتماع أمس الأول كان فرصة أخرى لتدعيم العلاقات وتناول من جانب آخر بحث وزير الخارجية المصري وفيدريكا مورجيني وزيرة خارجية إيطاليا وكاثرين آشتون الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي.
.
علاقات مصر مع إيطاليا والاتحاد الأوروبي إضافة الى عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
واستعرض الوزير ونظيرته الإيطالية والمسؤولة الأوروبية خلال اللقاءين تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية، خاصة فيما يتعلق بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية في بيانه إن اللقاءين استعرضا القضايا الإقليمية الهامة في مقدمتها القضية الفلسطينية وتطورات الأوضاع في ليبيا.
وغادرت آشتون القاهرة بعد ظهر أمس متوجهة إلى فيينا.
يذكر أن هذه الزيارة الأخيرة لآشتون كممثلة للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، حيث تنتهى رئاستها نهاية أكتوبر الحالي حيث افتتحت المقر الجديد لسفارة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة والذي يقع على كورنيش النيل.
وقالت اشتون، خلال الاحتفال الرسمي بتدشين المقر الجديد لسفارة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة إنها تأمل في مستقبل افضل لمصر لتحقيق التقدم الاقتصادي والاستقرار.
وأعربت اشتون عن سعادتها بافتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي لمؤتمر اعادة إعمار غزة وحضور ممثلين من العديد من الدول المؤتمر للمساعدة في إعادة اعمار غزة، موضحة كان يوما هاما اكد أهمية دور مصر الأساسي.
وأكدت أن علاقات مصر بالاتحاد الأوروبي مهمة وقوية ونأمل استمرار ذلك في المستقبل خاصة وان الاتحاد الأوروبي مهتم بمزيد من الاستثمار والمساندة الاقتصادية لمصر.
وقالت إنها ستكون سعيدة للعودة لمصر كسائحة بعد انتهاء فترة عملها في منصبها نهاية الشهر الجاري متمنية لمصر وشعبها كل الازدهار والتقدم.
(القاهرة - وكالات)
عدد اليوم
