الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

إنتاج الدول النامية يرتفع إلى 33% وانتشار التكنولوجيا مستمر

1 يناير 2007 01:01
إعداد - هديه سالم: لا يعلم أحد على وجه الدقة كيف ستبدو صورة الاقتصاد العالمي في العام ،2030 إلا أن تحليل الاتجاهات الحالية للاقتصاد يمكن أن تكشف قدرا لا بأس به من ملامح الصورة المستقبلية، فضلاً عن إمكانية تخمين بعض المخاطر القادمة والفرص المتاحة· تلك النتيجة السابقة تمثل أحد أهم الدلالات التي أشار إليها التقرير الصادر مؤخراً عن البنك الدولي تحت عنوان ''توقعات الاقتصاد العالمي''· وحوله كتب مارتن وولف في صحيفة ''الفاينانشال تايمز'' يقول: إن الربع الأخير من القرن الماضي شهد سلسلة اندماجات اقتصادية لم يسبق لها مثيل في تاريخ العالم، بدءاً من التقدم التكنولوجي وحتى انهيار الرموز الاشتراكية في ظل اكتساح موجات الاقتصاد الحر، كما تضاعف الدخل العالمي منذ عام 1980 مما أثمر ارتفاع 450 مليون شخص عن خط الفقر المدقع، وبلغ متوسط العمر في الدول النامية حاليا 65 عاماً، ومن ناحية أخرى فإن العولمة لا تزال تواصل تقدمها وهذا ما ظهر في الفترة ما بين عامي 1970 و 2004 حيث تضاعف حجم الصادرات، وفي ظل هذه الصور المشجعة والملامح التفاؤلية، فإن هناك تصاعداً مستمراً في دخل الفرد في الدول النامية حيث ازدهر إجمالي معدلات الدخل في كل من جنوب وشرق آسيا· ويطرح وولف السؤال التالي·· كيف سيبدو عام 2030 ؟ ·· ويجيب بالإشارة الى عدة عوامل أهمها أن حجم الاقتصاد العالمي سيتضاعف، ومن المتوقع أن يصل إجمالي إنتاج الدول النامية إلى نحو ثلاثة أضعاف عما هو عليه الآن رافعاً بذلك حصتها في المجموع من 23 إلى 33%، هذا إلى جانب ارتفاع معدل دخل الفرد في كل من شرق وجنوب آسيا ليصل إلى ما يقارب تلك المستويات التي تتمتع بها الدول ذات الدخل المرتفع في معدل القوة الشرائية· فعلى سبيل المثال سوف يصعد معدل القوة الشرائية للفرد في الصين من 19 إلى 42% من معدل مستوى الدول ذات الدخل المرتفع، إلا أنه من المؤسف الإشارة إلى أن نطاق الصحراء الكبرى سيبقى مكانه في الصفوف الخلفية· ويرى وولف أن العولمة ستواصل لعب دورها كقوة دافعة حيث سترتفع الصادرات كجزء من الدخل العالمي لتصل إلى 34%، مع استمرار موجة الاندماجات المالية على الرغم من أن الدول النامية ستبقى وبشكل كبير معتمدة على مدخراتها، هذا إلى جانب مواصلة التكنولوجيا مسيرتها الانتشارية الواسعة في كل أنحاء العالم· ويتوقع حدوث تغييرات هامة في مسألة الفقر وتوزيع الدخل ليقل عدد الذين يعيشون على دولار واحد في اليوم ليصل إلى 550 مليون من أصل مليار فرد حالياً، وسينخفض مجموع من يعيشون على أقل من دولارين يومياً إلى أقل من 1,9 مليار مقارنة مع 2,7 مليار فرد حالياً· ولكن في المقابل فإن الفقر لن يكون محصوراً ضمن القارة السوداء أفريقيا، بل سيمتد إلى أبعد من ذلك ليصل الى سكان شرق وجنوب آسيا· وينتقل بنا وولف الى سؤال آخر عن أسوأ التهديدات التي يمكن أن تواجه الاقتصاد العالمي، ويقول: إنها تتمثل في الحمائية إلى جانب الأمراض الوبائية والحروب، إضافة الى المخاوف من سيطرة الصين والهند على صادرات العالم فيما يتعلق بمجال السلع والخدمات العالية التكنولوجيا· ويمضي قائلا: الحقيقة التي تشير إلى أن العمالة غير الماهرة ليست بذلك المستوى الذي يرجوه الجميع في مختلف أنحاء المعمورة إنما يعود إلى أن التكنولوجيا وليست التجارة هي القوة الأقوى في سوق العمل في وقتنا الحاضر، بالإضافة إلى انخفاض أجور العمالة الصينية والهندية، الأمر الذي يرجع إلى متوسط الانتاجية المنخفض، كما أن الفرص الهائلة في الصين والهند ساعدت على نمو الأجور في الصين بنسبة 110% بين عامي 1989 و ،2004ولا أتوقع أن تتمكن الحدود أو الأمراض من عرقلة التقدم الاقتصادي العالمي خلال الربع القادم من القرن الحالي على الرغم من إمكانية وجود بعض الصعوبات المحلية أو المؤقتة والأمر ذاته ينطبق على الحروب· وتابع يقول: أظهر الاقتصاد العالمي قدرة استثنائية في النجاة من الأزمات المالية والإرهاب والحروب خلال الربع الماضي من القرن الحالي، إلى جانب عمليات التقدم البطيئة والغير مرئية في سياسات الدول النامية التي أدركت ما هي في حاجة إليه لتحقيق اندماجات اقتصادية في السوق العالمي، ولنتذكر أنه في بداية الثمانينات كانت هناك قلة قليلة ممن تخيلوا قدرة الصين والهند على إنجاز مستوى نمو كهذا الذي نراه اليوم، ولربما ينضم إلى مسيرة النجاح هذه كل من منطقة الصحراء الكبرى والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية خلال الربع القادم من هذا القرن، حيث إن التطور السريع الذي تشهده العملاقة الآسيوية سيفتح الأبواب أمام تلك الدول نحو فرص جديدة· ويخلص وولف الى القول إنه لا أحد ينكر أهمية الاستقرار والتعاون الاقتصادي العالمي والبيئة السياسية في إيجاد تكامل يخدم جميع مجالات الحياة، موضحاً أن الاقتصاد العالمي أظهر قدرة على البقاء في ظل أوضاع مضطربة وخسائر بشرية شهدها العالم خلال القرن العشرين متمثلة في الحربين العالميتين والحرب الباردة إلى جانب الثورات الكبيرة ونظم الحكم الاستبدادي الشيوعي، وعلينا أن نقوم بعمل كل ما من شأنه أن يمنع تكرار مثل تلك الكوارث خاصة اليوم في عهد ظهور القوى النووية· وينهي مقاله قائلاً: وهنا يأتي السؤال الأكبر وهو هل باستطاعة البشرية أن تنجح في إدارة شؤونها بشكل متعقل وحكيم ؟·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©