الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفغانستان.. خطوات ما قبل الانسحاب

أفغانستان.. خطوات ما قبل الانسحاب
14 أكتوبر 2014 00:15
فاندا فلباب براون زميل مؤسسة بروكينجز في واشنطن رونالد نومان- سفير أميركي في أفغانستان من 2005 إلى 2007 ديفيد سيدني نائب السفير الأميركي إلى أفغانستان من 2002 إلى 2004 خطت المصالح المشتركة لأفغانستان والولايات المتحدة خطوات مهمة إلى الأمام خلال الأسابيع الأخيرة، ويبدو أنه بات في المتناول تحقيق نجاح يمكن للأميركيين أن يفتخروا به، غير أن ثمة إمكانية حقيقية لأن نبدد المكاسب التي حققناها إذا نحن لم نقم باستثمارات صغيرة من شأنها دعم تلك المكاسب وتكريسها. بعد خلاف انتخابي طويل، توصل الزعماء السياسيون الأفغان بشكل سلمي إلى توافق مبتكر يمثل قطيعة جذرية مع عقود من الانقلابات والثورات والحروب. ولعل الأهم من ذلك هو أن الإدارة المشتركة للرئيس أشرف غاني والرئيس التنفيذي عبدالله عبدالله تمثل تفويضاً شعبياً من قبل أكثر من 70 في المئة من الناخبين للإصلاحات السياسية التي تحتاجها أفغانستان. ومثلما قال الزعيمان في اجتماعات الأسبوع الماضي، فإن ذلك يجعلهما يبدآن بداية صحيحة. وبعد يوم التنصيب، وقّعت الحكومة الجديدة اتفاقية أمنية طال انتظارها مع الولايات المتحدة، واتفاقية مرافقة تسمح لقوات «الناتو» بالبقاء في البلاد بعد 2014. كما أعيد فتح التحقيق في قضية فساد بأحد المصارف، هذا في وقت مازالت قوات الأمن الأفغانية، التي نجحت في تأمين وحماية جولتين من الانتخابات، تبلي بلاء حسناً في القتال – خلافا للجيش العراقي – حتى في وقت تواجه فيه مشاكل عديدة وتحتاج فيه إلى دعم دولي متواصل. بيد أنه مازال يتعين على الحكومة الجديدة أن تثبت أنها قادرة على تحسين الحكامة وتقوية الاقتصاد. والواقع أن الفشل وارد وممكن. ولكن الكثير تحقق، ومن ذلك النهوض بمستوى البرامج الصحية، ووضع المرأة، والجيش الأفغاني. صحيح أن أيا من ذلك لا يمثل نجاحاً كاملاً، غير أنه بعد 13 عاما من الحرب والموت والإنفاق، بنت الولايات المتحدة أساسا للنجاح في أفغانستان. والآن من المهم أن ندرس بشكل متأن الاستثمارات الهامشية نسبيا والتغيرات السياسية الصغيرة التي يمكنها أن تحسّن بشكل كبير فرص نجاحنا، غير أنه لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بأن نكون سجناء جداول زمنية قديمة لأن الظروف تتغير. وعلى سبيل المثال، فلأن استكمال الاتفاقية الأمنية استغرق وقتاً طويلاً، فإن الكثير من دول «الناتو» أخّرت تحديد حجم مساهمتها في برنامج المساعدة الخاص بتدريب القوات الأفغانية في 2015. وحالياً، هناك حاجة إلى جهود دبلوماسية كبيرة لتأمين أقل من ألفي موظفي أمني إضافي. والواقع أنه يفترض أن نكون قادرين على ذلك حتى في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة أزمات في أماكن أخرى من العالم. ثم إنه من دون هذه القوة الصغيرة الإضافية، يمكن أن نجد أنفسنا بصدد إغلاق قواعد مهمة تحديداً في الوقت الذي نحن في أمس الحاجة إليها من أجل تقديم النصح والمشورة للأفغان وإظهار الدعم للحكومة الجديدة في وقت تنكب فيه على الإصلاح. كما أن من شأن ذلك أن يمثل إشارة خطيرة نرسلها في ظرف دقيق وحرج. وعلاوة على ذلك، فإن القوات الأميركية من المقرر أن تقلَّص إلى ما دون 10 آلاف جندي بحلول الأول من يناير المقبل. وبدلاً من التقيد بهذا الجدول الزمني بشكل متصلب في ما يتعلق بالتقليص - وهو أمر لا يمكن التراجع عنه على ما يبدو - فإنه سيكون من المعقول والمنطقي إرجاؤه بضعة أشهر من أجل منح العملية السياسية وقتا لتحفيز حلفائنا. لقد نجحت قوات الأمن الأفغانية في الحفاظ على معظم الأراضي التي تسيطر عليها حتى عندما كانت تتكبد خسائر كبيرة، ومرة أخرى نقول إن الفرق مع العراق كبير، ولكن الحرب الوحشية في أفغانستان ستستمر طالما يمتلك المتمردون معاقل في باكستان ولم يتم تحسين الحكامة هناك. صحيح أن الأفغان هم الذين سيقومون بالمهام القتالية، ولكن علينا أن نكون مستعدين لمساعدتهم بالدعم الجوي والمعلومات الاستخباراتية وتطوير مؤسسات الدولة إلى أن يمتلكوا القدرات التي يحتاجونها. وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه تحت القوانين الحالية، يستطيع قائد «الناتو»، اعتباراً من الأول من يناير، استعمال القوة الجوية لحماية جنود البلدان الـ26 العاملة في أفغانستان – ولكن ليس الأفغان أنفسهم، وهذا أمر ينبغي أن يتغير. إننا نقوم حاليا ببناء قوة جوية أفغانية، ولكن العملية بدأت متأخرة، كما أن أخطاء أميركية كبيرة تركت الأفغان بدون دعم جوي كاف، حيث لم يتوقع أي أحد أثناء عملية التخطيط أن الأفغان سيكونون مستعدين لتوفير دعمهم الجوي الخاص بهم بحلول 2015. والحال أنه علينا ألا ننتظر إلى حين تفاقم الأمر لنتحرك من أجل معالجة المشكلة، مثلما حدث في العراق. ثم هناك المال. فقد كان ثمة ضياع مهم، كما كانت ثمة جهود مهمة لتوزيع المساعدات وبناء القدرات، مثلما شاهدنا – نحن الثلاثة – خلال زيارتنا الأخيرة إلى أفغانستان. واليوم، تم تقليص ميزانية التنمية الأميركية لأفغانستان من أكثر من مليار دولار إلى نحو 850 مليون دولار. والواقع أن الرقم الأخير يظل مهما، غير أنه نظرا لتعهد الحكومة الجديدة بتحرك جدي ضد الفساد، فإن الآن ليس هو الوقت المناسب لإثقال كاهلها بتقليص أكبر للمساعدات. الواقع أن كل هذه خطوات صغيرة: تبني مقاربة مرنة لسحب القوات، وإشراك حلفائنا لتأمين جنود إضافيين، والسماح بدعم جوي لمساعدة القوات الأفغانية، ومنح المساعدة الضرورية بخصوص المعلومات الاستخباراتية، إضافة إلى الحفاظ على مساعدتنا لأفغانستان لسنتين أو ثلاث سنوات مقبلة. غير أن هذه التعديلات يمكن أن تؤدي إلى نتائج إيجابية لسنوات عدة مقبلة، ولا بد من اتخاذ القرارات بشأنها الآن قبل أن تنسف التغييرات القادمة الفرصة التي أمامنا. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©