الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما..بين «الإنجازات» والإخفاقات

14 أكتوبر 2014 00:24
ديفيد روثكوف محلل سياسي أميركي يبدو أن التاريخ سيكون أكثر التصاقاً بباراك أوباما مما هو مع العديد من الرؤساء الذين سبقوه. وفيما يتعلق بجملة متنوعة من القضايا الوطنية، يستحق من معاني الشكر والعرفان بأكثر من الخبير الاقتصادي الفائز بجائزة نوبل «بول كروجمان» الذي أشار في معرض دفاعه عن أداء أوباما، إلى عدد كبير من المنجزات بما فيها الرؤية الثاقبة والجهود الجبارة لإعادة الاقتصاد إلى الوضع الطبيعي بعد الأزمة المالية المريرة لعام 2008، وإصلاح النظام الصحي والخدمات المالية، والعمل على خلق مناصب العمل الجديدة لمكافحة البطالة، والسياسة البيئية ذات الفوائد الكامنة العظيمة، واستغلال الفرص الجديدة التي تتيحها طفرة الاكتشافات النفطية في الولايات المتحدة، يمكن أن تُعزى جميعاً لأوباما. وكما يعرف كروجمان جيداً، فلقد بات من المستحيل عزل الولايات المتحدة عن العالم المحيط بها، ولا توجد ثمة من طريقة لفصل الناتج الاقتصادي العام عن الأداء السياسي أو الأمني للرئيس. ولقد فشل كروجمان في اكتشاف الأخطار الناجمة عن فشل أوباما في النقاشات المتعلقة بالمشاكل الحساسة التي تواجه العالم وتداعياتها على اقتصادنا. ويتنوع هذا الفشل، من إعادة تشكيل علاقتنا مع الصين، والاهتمام بالمخاطر المرتبطة بالاقتصاد ذي الاعتماد المتزايد على الإنترنت، وحتى عصرنة وإعادة تشكيل المؤسسات والتحالفات الدولية. وتجاهل «كروجمان» أيضاً، الانتقادات الموجهة لأوباما حول سياسته الخارجية، والتي تصاعدت حتى أصبحت قضية تحظى باهتمام عالمي بسبب الانتهاكات المتواصلة لسيادة الدول بهجمات الطائرات من دون طيار (الدرونز)، وسياساته التي جعلت «وكالة الأمن الوطني» مسعورة في أثناء بحثها عن حلول لها، وعدم الوفاء بوعوده بإغلاق سجن خليج جوانتانامو، وفشله في صياغة الإصلاحات المتعلقة بقانون الهجرة، وعدم نجاحه في تحريك المحادثات المتجمدة حول المناخ العالمي، والضعف في تقدير الدعم اللازم للعالم الناشىء. وكان يتجاهل كل ما يصدر عن السيناتورين «رومني» و»ماكين» ويعاملهما وكأنهما سياسيان لا ينطقان إلا بالجمل الملغّزة. يحدث هذا على الرغم من الحقيقة القائمة من أن إجراء حوار لأي محلل عاقل مع «رومني» حول انتقاداته لسياسة أوباما في روسيا ومحاربة الإرهاب في العراق، أو مع «ماكين» حول سياسات أوباما في سوريا أو ضد «داعش»، سوف يؤكد أن هذين السيناتورين لا يجهلان الطريق إلى الحقيقة. ولقد وجدت محاولات كروجمان لتلميع صورة إنجازات أوباما الوطنية من يتصدى لها ويتناولها بالانتقاد من أحد أقرب مستشاريه المقربين وهو «ليون بانيتا» في كتابه تحت عنوان «المعارك المكلفة». ولم يحدث منذ عهد ريتشارد نيكسون أن وجه هذا العدد الكبير من الأعضاء ذوي المراتب العالية في إدارة رئيس أميركي مثل هذه الانتقادات وهو لا يزال في البيت الأبيض. ويمكنك أن تدرج في القائمة أمثال «بانيتا» و»روبرت جيتس»، و»هيلاري كلينتون»، والذين كانوا يمثلون الفريق الاستشاري والأمني الأساسي لأوباما، وكلهم وجهوا الانتقادات الساخنة للرئيس. ولم يتأخر مسؤولون بارزون سابقون في وزارة الخارجية عن كيل الانتقادات للرئيس ومن أشهرهم «فالي نصر» و»روبرت فورد» السفير الأميركي السابق في سوريا. ويمكنك أن تعثر أيضاً على الكثير من المسؤولين الحكوميين وكبار ضباط القوات المسلحة وهم يكيلون الانتقادات له. فهل يتطلب الأمر الآن اللجوء إلى تقوية جهاز الأمن الوطني في الولايات المتحدة حتى يقدم رؤيته التي يمكنها أن تساعد في تحسين الصورة؟ أو أن السكوت يمثل الآن شكلاً من أشكال العصيان وعدم الولاء؟. ويجب الانتباه إلى أن غض الطرف عن الانتقادات الموجهة للرئيس إلى ما بعد خروجه من البيت الأبيض لن يصب في مصلحة أحد، لأن ذلك قد يخلق من الفوضى ما قد يولد الإحساس من أن الأحوال كانت أفضل في عهده، كما أن ذلك سوف يعقّد الأخطاء السابقة ويجعل علاجها أكثر صعوبة. ولقد حدثت عثرات مشابهة في عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن خلال فترة رئاسته الأولى، إلا أنه تمكن من إعادة الأمور من حوله إلى نصابها عن طريق إجراء تغييرات جذرية في طواقم المسؤولين والمستشارين والمساعدين المحيطين به. كما أعاد تنظيم طريقته ذاتها في معالجة الأمور. وطالت التغييرات الكثيرة في الوجوه «كوندوليزا رايس» التي انتقلت من رئاسة مجلس الأمن القومي إلى منصبها الجديد كوزيرة للخارجية وحل محلها مساعدها «ستيفن هاردلي»، كما استبدل دونالد رامسفيلد بروبرت جيتس. وعمد أوباما إلى إجراء تغييرات مشابهة خلال ولايته الثانية. وطال التغيير الأول وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون التي حل محلها جون كيري، واستبدل روبرت جيتس بهاجل ونقل جون برينان إلى وكالة المخابرات المركزية. إلا أن هذه التنقلات والتغييرات لا علاقة لها بالمشاكل التي تطبع سياساته العامة. وذلك لأن المشكلة لم تنشأ من أخطاء اللاعبين أنفسهم بقدر ما هي من أخطائه هو. ويوحي ذلك كله بأنه إذا أراد الرئيس أن يجري تغييراً حقيقياً، فإن من واجبه أن يستغني عن خدمات أولئك الذين تسببوا في تضخم الفقاعة السياسية والأمنية في إدارته. وتدور شائعات الآن تفيد بأن «دينيس ماكدونو» رئيس فرق البيت الأبيض سوف يغادر منصبه بعد الانتخابات النصفية في نوفمبر المقبل. ويعرف عن هذا الرجل أنه كان الأكثر قرباً من الرئيس من بين كل الحلقة الاستشارية التي تحيط به. ولا شك أن المزيد من التغييرات والإعفاءات الوظيفية تنتظر العديد من الحلقة المقربة من الرئيس. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©