أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم أمس فوز الفرنسي جان تيرول بجائزة نوبل للاقتصاد لعام 2014.
ويمول البنك المركزي السويدي الجائزة التي يطلق عليها رسميا جائزة سفيرجيس ريسكبانك (البنك المركزي السويدي) في العلوم الاقتصادية في ذكرى ألفريد نوبل.
وقالت الجائزة في بيانها إن الاقتصادي البارز تيرول (61 عاما) له الكثير من الاسهامات البحثية النظرية الهامة في عدد من المجالات، أبرزها توضيحه لكيفية فهم وتنظيم الصناعات من خلال مجموعة صغيرة من الشركات القوية وتحليل القوى السوقية.وأوضحت الأكاديمية أن تيرول نجح من خلال منهج حسابي أطلق عليه « نظرية اللعبة »، في تناول موضوعات تتعلق بالاحتكار ومنع استغلال قوى السوق وتحفيز التنافسية بين القلة المحتكرة» بصورة أعمق من أي اقتصادي قبله. وتبلغ قيمة الجائزة 8 ملايين كرونة (1ر1 مليون دولار).
وأعرب جان تيرول عن شعوره « بالفخر الشديد » و« التأثر » لدى الإعلان عن فوزه بجائزة نوبل للاقتصاد لعام 2014. وتحدث تيرول من جامعة تولوز الفرنسية هاتفيا للصحفيين في ستوكهولم. ويعتبر تيرول الفرنسي الثالث الذي يفوز بهذه الجائزة، بعد جيرار دوبرو (1983) وموريس أليه (1988).
وقال تيرول لوكالة فرانس برس إن جائزة نوبل «لن تغير شيئا بالنسبة إلي، إن ما أحبه هو الأبحاث التي أعيش معها والأصدقاء الذين اعمل معهم. وثم القيام بأبحاثي مع طلابي».
وورد اسم جان تيرول الذي بقي مخلصا لجامعة تولوز منذ التسعينيات بعد عودته من جامعة «ام آي تي» الأميركية، بين الأكثر ترجيحاً للفوز بجائزة نوبل منذ بضع سنوات. واعتبر رئيس الجمهورية فرنسوا هولاند على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ان «جائزة نوبل هذه تلقي الضوء على نوعية الأبحاث في بلادنا».
وكتب مانويل فالس رئيس الوزراء على «تويتر»: «بعد باتريك موديانو، ها هو فرنسي آخر نوجه له التهنئة وهو جان تيرول».
وكتب وزير الاقتصاد الفرنسي ايمانويل ماكرون على حسابه بنفس الموقع «اوجه تهنئة خاصة لجان تيرول الذي تفتخر به بلادنا ومدرسة الاقتصاد الفرنسية».
واضاف «جان تيرول هو احد الخبراء الاقتصاديين الاكثر نفوذا في عصرنا. انه واضع مساهمات نظرية مهمة في عدد كبير من المجالات، لكنه أوضح خصوصا طريقة فهم وتنظيم القطاعات في بعض الشركات الكبيرة».
من جهتها ذكرت الأكاديمية الملكية للعلوم بايجاز ان «افضل تنظيم او سياسة في مجال المنافسة يجب ان تتكيف بعناية مع الظروف المحددة لكل قطاع. وفي سلسلة مقالات وكتب، رسم جان تيرول اطارا عاما لفهم مثل تلك السياسات وطبقه على عدد من القطاعات بدءاً من الاتصالات حتى المصارف».
وتيرول المولود في تروا من أب طبيب ووالدة تدرس الآداب، اتجه في بداية الأمر نحو الرياضيات وانتسب الى معهد البوليتكنيك ثم اتجه الى الاقتصاد وهو في الحادية والعشرين من عمره.وبعد نيله شهادة الهندسة المدنية (في شق الطرق وبناء الجسور)، اختار لاحقا متابعة دراسة الدكتوراه في الاقتصاد في الولايات المتحدة، في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
ووصل الى تولوز في 1991، وهو احد مؤسسي معهد الاقتصاد الصناعي فيها والذي تحول لاحقا الى ما يسمى اليوم «معهد تولوز» في الاقتصاد. ونال الميدالية الذهبية من المجلس الوطني للبحوث العلمية في 2007.
ويحصل تيرول على ثمانية ملايين كورون (878 الف يورو) . تعد هذه هي المرة الأولى منذ 2008 التي تمنح جائزة نوبل إلى خبير اقصادي واحد، والمرة الأولى منذ 1999 التي لم يحصل عليها أميركي. (ستوكهولم - وكالات)
عدد اليوم
