الرياض (وكالات) - قال وزير البترول السعودي علي النعيمي أمس إن إمدادات النفط كافية والأسعار عند مستوى ملائم، مؤكدا استعداد المملكة أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم لتعويض أي نقص.
وبلغ إنتاج السعودية مستويات قياسية تجاوزت العشرة ملايين برميل يوميا في أغسطس الماضي، وأسهم في تخفيف أثر التوقف شبه الكامل لصادرات ليبيا وتراجع الإنتاج في نيجيريا والعراق. وقال النعيمي للصحفيين عقب اجتماع لجنة التعاون البترولي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالرياض، إنه كثيرا ما يسأل ودائما ما يجيب أن المعروض في السوق جيد وأن المخزون ممتاز وأعاد التأكيد على أن الطاقة الإنتاجية للسعودية تبلغ 12?5 مليون برميل يومياً. وقال إن المملكة تحاول على الدوام سد أي نقص وهو ما ستواصل القيام به في المستقبل نظرا لتوافر الطاقة الفائضة. وتحبذ السعودية سعرا للنفط قرب مئة دولار للبرميل وتجاوز خام برنت 117 دولارا للبرميل في أغسطس بفعل توقف الإمدادات من ليبيا واحتمال توجيه الولايات المتحدة ضربة عسكرية لسوريا.
والسعودية هي أكبر منتج ومصدر للنفط في العالم، وهي العضو الأهم في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).
وتأتي تصريحات النعيمي فيما يسجل تحسن في مستوى الإنتاج الليبي الذي انخفض إلى 150 ألف برميل يوميا في الأسابيع الأخيرة (مقابل 1,5 مليون برميل في الوضع الطبيعي)، لكنه عاد وارتفع إلى حوالى 600 ألف برميل.
ومن جانبه، قال وزير النفط الكويتي مصطفى الشمالي إنه يأمل في أن تصل طاقة إنتاج الكويت من الخام إلى أربعة ملايين برميل يوميا بحلول عام 2020. وقال للصحفيين إن إنتاج الكويت الحالي 3.2 مليون برميل يوميا. ويفيد أحدث مسح لإنتاج أوبك أجرته رويترز أن الكويت سجلت مستوى إنتاج قياسيا في أغسطس بلغ 2.85 مليون برميل يوميا أي أقل بنسبة 12% عن مستوى الإنتاج الحالي المذكور سلفا. وفي الأسبوع الماضي قال رئيس شركة نفط الكويت التي تديرها الدولة إن بعض المشاريع ضمن هدف الكويت لعام 2020 ستنتج أقل من المأمول. وبين الوزير الكويتي أنه فيما يخص فريق التعاون لشؤون الطاقة في منظمة التجارة العالمية واتفاقيات التجارة الحرة فقد أكدت اللجنة الوزارية على دعم التوجهات التي تصب في مصلحة دول المجلس ومصالحها الاقتصادية والبترولية، مشيراً إلى أن ما يخص قضية التغير المناخي والاحتباس الحراري واتفاقية (كيوتو) فقد دعت اللجنة إلى متابعة التطورات ومستجدات الاتفاقية، وتعزيز مصالح دول مجلس التعاون المتعلقة بالاتفاقية وكذلك النظر في الآثار الاقتصادية والبيئية والاجتماعية على دول مجلس التعاون والناتجة عن تنفيذ تدابير الاستجابة من قبل الدول المتقدمة، لافتاً إلى أن اللجنة أقرت ملخص الاستراتيجية البترولية لدول مجلس التعاون التي تم اعتمادها من قبل قادة دول المجلس في اجتماعهم الأخير الذي عقد في مملكة البحرين في ديسمبر 2012.
وعقد الاجتماع الدوري لوزراء النفط في دول مجلس التعاون الخليجي الست، أو من ينوب عنهم، لبحث الاستراتيجية النفطية والنظام الموحد للتعدين بالإضافة إلى أمور أخرى.
وقال الشيخ احمد بن محمد آل خليفة وزير المال والمشرف على شؤون النفط والغاز في البحرين إن التوصل إلى “توصيات وبرامج عمل محددة حيالها سيكون له انعكاس إيجابي مباشر على كافة الجوانب المتعلقة بهذه الصناعة الاستراتيجية، إحدى الركائز الأساسية للهيكل الاقتصادي” لدول المجلس.
من جهته، دعا عبدالله بن جمعة الشبلي الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية في المجلس إلى “تحقيق المزيد من التنسيق والإنجاز في قطاع الطاقة، فالحاجة تتزايد لتضافر الجهود لتحقيق أهدافنا العليا المتمثلة بسياسات بترولية متناسقة ومشاريع صناعية مشتركة وتعاون فني وتكامل تقني”. ولفت إلى أنها تشكل “إطار ملفات ومواضيع الاجتماع”.
شارك في الاجتماع معالي وزير الطاقة بالدولة سهيل بن محمد المزروعي. إلى ذلك، استقر خام برنت قرب 108 دولارات للبرميل أمس مع انحسار التوترات السياسية قليلا قبيل محادثات نووية تشارك فيها إيران والولايات المتحدة في وقت لاحق هذا الأسبوع بينما ضغطت زيادة الإمدادات من العراق وليبيا على الأسعار. ووافقت إيران على إجراء محادثات جديدة بشأن برنامجها النووي مع دبلوماسيين كبار من ست قوى عالمية وبمشاركة وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأمر الذي يعزز الآمال بتحسن علاقات طهران مع الولايات المتحدة. وقال مسؤولون أميركيون إن من المحتمل أيضا عقد اجتماع هذا الأسبوع بين الرئيس باراك أوباما والرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني. وقال فيكتور شوم المحلل في آي.اتش.اس “التوترات السياسية تتراجع وإنتاج النفط يرتفع وهو ما يدفع عقود النفط للاعتدال”.
وبحلول الساعة 06.37 بتوقيت جرينتش تراجع خام برنت تسليم نوفمبر سبعة سنتات إلى 108.9 دولار للبرميل بعد أن أغلق عند أقل سعر تسوية في أربع جلسات أمس الأول. وهبط الخام الأميركي تسليم نوفمبر ثمانية سنتات إلى 103.51 دولار للبرميل بعد أن لامس في الجلسة السابقة أقل سعر في ستة أسابيع.
عدد اليوم
