المجلس الوزاري للخدمات يشكل لجنة لتطوير المناهج الوطنية

قرر المجلس الوزاري للخدمات برئاسة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة رئيس المجلس تشكيل لجنة لتطوير المناهج الوطنية بوزارة التربية والتعليم، برئاسة معالي الدكتور حنيف حسن وزير التربية والتعليم، وعضوية كل من معالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، ومعالي أحمد محمد الحميري الأمين العام بوزارة شؤون الرئاسة، ونجلاء محمد العور الأمين العام لمجلس الوزراء· وتختص اللجنة بمهام عديدة أهمها دراسة مناهج التربية الوطنية، والتربية الإسلامية، واللغة العربية وكتبها، وأساليب تدريسها، وتحديد مدى ملاءمتها للعصر الحديث، ومدى قدرتها على مواكبة المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بالدولة· كما تختص بالعمل على تطوير معايير اعتماد رئيسية لمناهج التربية الوطنية، والتربية الإسلامية، واللغة العربية، وتحديد المخرجات التعليمية المستهدفة لكل منها، بشكل ينسجم مع الأهداف الوطنية للتعليم في كل مرحلة، وتحديد المهارات والقيم التي ينبغي على الطلب اكتسابها في كل مرحلة من مراحل التعليم العام· وقال معالي الدكتور حنيف حسن إن:''اللجنة تختص أيضاً باقتراح الخطط والمبادرات والمشروعات اللازمة لتطوير المناهج الوطنية، وإعداد وثيقة لكل منهج منها توضح فلسفته، وتحدد أهدافه ومحتواه، تمهيداً لمرحلة تأليف الكتب والمواد التعليمية، وذلك على ضوء السياسة التعليمية في الدولة والأهداف العامة للتعليم''· وتعمل اللجنة على إدخال المفاهيم العصرية الحديثة في المناهج الوطنية المقترحة مثل حقوق الإنسان، والمحافظة على البيئة، وأداء الأعمال، وحقوق المواطنة بما يؤدي إلى تطوير الوعي لدى الطلاب بأهمية هذه المفاهيم ودورها في الحياة· وتهدف اللجنة إلى جعل المناهج الوطنية المقترحة تلبي حاجات الدولة والمجتمع، وتساهم في تكريس قيم التسامح والاعتدال والانفتاح على الثقافات الأخرى، انطلاقاً من الاعتزاز بالهوية الوطنية والقيم العربية والإسلامية وعادات وتقاليد المجتمع الإماراتي· وأكد وزير التربية والتعليم أن من بين أهداف اللجنة العمل على دمج مبادئ استخدام تكنولوجيا المعلومات في تدريس المناهج الوطنية وأساليب التعلم عن طريق المصادر المتعددة للمعلومات، وزيادة الوعي لدى المعلمين بأهمية هذه التقنيات واستخدامها، والاستفادة من أحدث التجارب العالمية في تطوير المناهج الوطنية· وللجنة أن تستعين بمن تراه مناسباً من الخبراء والمستشارين، ولها أن تشكل فرق عمل متخصصة لمساعدتها في أداء المهام المسندة إليها· وكانت وزارة التربية والتعليم، في إطار حرصها على المشاركة المجتمعية في تطوير المناهج الوطنية، شكلت فرق عمل متخصصة في تطوير المناهج في بداية العام الدراسي الحالي· وضمت تلك الفرق كلاً من الدكتور خليفة السويدي من جامعة الإمارات، والدكتور عبيد بن بطي المهيري من مجلس الشارقة للتعليم وسليمان الكعبي من مجلس الفجيرة للتعليم، وعميدة كلية التربية بجامعة زايد، وخبراء من مجلس أبوظبي للتعليم وهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي· إلى ذلك أكد عدد من التربويين والأكاديميين في الدولة على أهمية قرار المجلس الوزاري للخدمات بتشغيل لجنة لتطوير المناهج الوطنية بوزارة التربية والتعليم مؤكدين على أن تطوير المناهج يجب أن يتصدر استراتيجية تطوير نظامنا التعليمي، إذ أن المناهج الحالية وحسب دراسات علمية كثيرة لم تعد تلبي احتياجات عناصر العملية التعليمية وخاصة الطالب الذي يجد أمامه قنوات عديدة للمعرفة والحصول على المعلومات بطرق سهلة، في حين أن هذا الطالب يجد صعوبة كبيرة في الحصول على تلك المعلومات وربطها مع بعضها البعض في مناهجنا الدراسية الحالية· وأوضح الدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد أن تطوير المناهج الدراسية يعتبر أحد التحديات الكبيرة التي تواجه النظم التعليمية في العالم، مشيرا الى أن التقدم العلمي الذي يشهده العالم حاليا يجعل من الضروري وجود خطط دورية لتطوير مناهجنا الدراسية خاصة في مرحلة ما قبل التعليم العالي· وأوضح الجاسم أن الطالب يجد الآن كثيرا من المصادر التي تقدم له المعلومة بطريقة سهلة وميسرة بعيدا عن الحشو الذي تتميز به كتبنا المدرسية· وقال مبارك الشامسي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم إن هذه الخطوة تترجم حرص القيادة الرشيدة على ألا تكون مناهجنا الدراسية في واد آخر والتطور التنموي الذي تشهده الدولة في واد مغاير، ومن هنا فإن الدور المنوط بهذه اللجنة يعتبر جسيما خاصة وانها تستهدف إعداد معايير عالمية لمناهجنا الدراسية وفي مقدمتها مناهج التربية الوطنية والإسلامية واللغة العربية وتحديد كفاءة المخرجات التعليمية المستهدفة من هذه المناهج· وأكد محمد سالم الظاهري مدير منطقة أبوظبي التعليمية على أهمية دور اللجنة الجديدة في تضمين مناهجنا الوطنية عددا من المفاهيم العصرية ومنها حقوق الانسان والمحافظة على البيئة والتميز في العمل، وحقوق المواطنة، وتعزيز التواصل الحضاري وترسيخ قيم التسامح والاعتدال والانفتاح على ثقافات الآخرين دون النظر الى جنس أو عرق أو هوية أو لون، فالجميع سواء في حق الحياة وتلك هي الرسالة التي نريد لمناهجنا الجديدة أن ترسخها لدى الطلاب والطالبات· وقالت الدكتورة بلاك ويل عميدة كلية التربية بجامعة زايد إن انضمامها لهذه اللجنة الوطنية يعتبر وساما على صدور جميع العاملين في جامعة زايد اذ تترجم هذه اللجنة وعيا كبيرا بدور المناهج الوطنية في صياغة شخصية الطالب وفتح آفاقه نحو التعامل مع الآخرين والنظر اليهم على أنهم شركاء في النهوض بالبشرية، وتعزيز دور القواسم المشتركة بين البشر في دعم القضايا التي تهم البشرية ومنها نبذ الكراهية وترسيخ ثقافة السلام، والقضاء على العنف وإعلاء قيم العمل واحترام الوقت وحمـــــاية المال العـــــام وغـــــيرها من القيم·