عقيل الحـلالي (صنعاء) - قُتل جنديان يمنيان وأصيب أربعة آخرون، أمس الأحد، في محاولة اغتيال استهدفت قائدا أمنيا بارزا في محافظة حضرموت جنوب شرقي البلاد، فيما حذر الرئيس المؤقت، عبدربه منصور هادي، من أن اليمن لا يزال “يتعرض للمحن والمصاعب”، وذلك قبل يومين من تقديم المبعوث الدولي إلى هذا البلد، جمال بن عمر، تقريرا إلى مجلس الأمن بشأن التزام الأطراف اليمنية المتصارعة بتنفيذ اتفاق نقل السلطة.
وقال مسؤول يمني محلي لـ”الاتحاد” إن مسلحين مجهولين “هاجموا” سيارة قائد الأمن المركزي في ساحل حضرموت، العقيد عبدالوهاب الوالي، بالقرب من مقر قيادة الأمن المركزي، في منطقة “روكب”، شرق مدينة المكلا بحضرموت.
وأوضح المسؤول المحلي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن حراس العقيد الوالي اشتبكوا مع المهاجمين ما أدى إلى مقتل جنديين وجرح أربعة آخرين، مشيرا إلى أن المهاجمين، “لاذوا بالفرار”، وأن “هويتهم لا تزال مجهولة”.
لكن وزارة الدفاع اليمنية ذكرت، في بيان، أنها عبوة ناسفة “شديدة الانفجار”، دون أن تشير إلى الجهة التي حاولت اغتيال المسؤول الأمني. إلا أن موقع “مأرب برس” الإخباري اليمني، تحدث عن وقوع انفجار، ناجم عن تفجير عبوة ناسفة، أعقبه هجوم مسلح ضد موكب قائد الأمن المركزي، مرجحا أن المهاجمين “من أتباع تنظيم القاعدة”، وأنهم “حاولوا اقتحام المعسكر”.
ومنذ سنوات، درج تنظيم القاعدة في اليمن على استهداف القيادات الأمنية والعسكرية في هذا البلد، المضطرب أمنيا منذ أكثر من 16 شهرا على وقع احتجاجات شعبية أجبرت الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، على التنحي، نهاية فبراير، وفق اتفاق مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي.
وحذر الرئيس المؤقت، عبدربه منصور هادي، أمس الأحد، من أن اليمن لا يزال “يتعرض للمحن والمصاعب”، داعيا خصوصا فئة الشباب إلى “توحيد مسارهم (..) بما يخدم مصلحة الوطن العليا، دون النظر إلى المصالح الشخصية أو الحزبية أو الجهوية أو المناطقية”. وحث هادي، لدى استقباله في صنعاء مجموعة من حفظة القرآن الكريم، على ضرورة تحمل “الجميع” المسؤولية التاريخية لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني، المزمع إطلاقه أواخر نوفمبر وحتى مايو 2013.
ومن المقرر أن يقدم مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن، جمال بن عمر، غدا الثلاثاء، تقريرا إلى مجلس الأمن الدولي بشأن مدى التزام الأطراف المتصارعة في هذا البلد باتفاق “المبادرة الخليجية”. وأشاد ابن عمر، لدى مغادرته العاصمة صنعاء، أمس الأحد، بعد زيارة استمرت 11 يوما، بالجهود التي يبذلها الرئيس الانتقالي هادي لإنجاح المرحلة الانتقالية التي تستمر حتى فبراير 2014.
وقال المبعوث الدولي، لوكالة الأنباء اليمنية “سبأ”:”نحن ندعم جهود الرئيس في هذا المجال خاصة ان هناك نجاحا وتقدما كبيرين في العملية السياسية، لكن في نفس الوقت يجب ألا نغفل وجود تحديات أمنية واقتصادية وعراقيل”، مُذكرا بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2015، الصادر مطلع يونيو الفائت، والذي هدد بفرض عقوبات على معرقلي اتفاق نقل السلطة، الذي دخل حيز التنفيذ منذ المصادقة عليه، من قبل أطراف يمنية رئيسية متصارعة، في 23 نوفمبر الماضي بالعاصمة السعودية الرياض.
وأشار ابن عمر إلى وجود “تقدم كبير” في عملية التحضير لمؤتمر الحوار الوطني، الذي قال إنه “سيجمع لأول مرة جميع الأطياف السياسية، بحيث يشمل الأطراف الموقعة على المبادرة الخليجية والأطراف التي لم تكن موقعة عليها”. واعتبر أن مؤتمر الحوار “فرصة تاريخية لليمنيين لبلورة منظومة حكم وعقد اجتماعي جديد”، من أجل بناء مستقبل جديد لليمن.
عدد اليوم
