الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الليبراليون الليبيون يخفقون في تولي المناصب الأساسية في الحكم

17 سبتمبر 2012
طرابلس (ا ف ب) - رغم فوزه على الإسلاميين في الانتخابات التشريعية في يوليو، أخفق تحالف الليبراليين الليبيين في تولي المناصب الأساسية في الحكم في جمعية وطنية يهيمن عليها المستقلون الذين لديهم دوافع جهوية وقبلية. وحالت تشكيلة المؤتمر الوطني العام الليبي الجمعية الوطنية التي يحتل فيها المستقلون وهم عبارة عن فسيفساء من الفصائل السياسية والإقليمية والقبلية، 120 مقعدا من أصل مئتين، دون حصول تحالف القوى الوطنية على الأغلبية. وبين انتخاب رئيس المؤتمر الوطني العام الليبي في أغسطس وانتخاب رئيس الحكومة هذا الأسبوع يبدو أن تحالف القوى الوطنية كسب مزيدا من الأنصار بين النواب مقارنة بخصمه حزب العدالة والبناء المنبثق عن تيار الإخوان المسلمين الذي خسر نوابه كل مرة الاقتراع في الجولة الأولى. ولم ينقص زعيم تحالف القوى الوطنية محمود جبريل للفوز بمنصب رئيس الوزراء في الجولة الثانية سوى صوتين، أمام نائب رئيس وزراء الحكومة المنتهية ولايتها، مصطفى أبو قاشور الذي ترشح “كمستقل”. وفاز أبو شاقور بـ96 صوتا في المؤتمر الوطني العام مقابل 94 لتحالف القوى الوطنية. وقد حصل جبريل في الجولة الأولى على 68 صوتا مقابل 55 فاز بها أبو شاقور و41 لمرشح حزب العدالة والبناء عوض البرعصي. وانتخب محمد القريف المعارض التاريخي لمعمر القذافي في أغسطس رئيسا للمؤتمر الوطني العام بـ113 صوتا مقابل 85 لمرشح الليبراليين، وخسر إسلاميو العدالة والبناء أيضا في الجولة الأولى. واعتبر المحلل إبراهيم قويدر أن “هذه الانتخابات تدل على أن الانتماءات القبلية والإقليمية والمصلحة الوطنية كانت أكثر تأثيرا من التشكيلات السياسية”. وكان معمر القذافي طيلة الأربعين سنة التي حكم فيها البلاد قبل أن تطيح به انتفاضة شعبية في 2011، يمنع تشكيل الأحزاب. وأضاف قويدر “ليس لدينا بعد تقاليد سياسية والأحزاب في حاجة إلى وقت وبرامج لتتمكن من كسب شعبية”. وخلال أول انتخابات حرة في البلاد في السابع من يوليو فاز تحالف القوى الوطنية المتكون من حوالى ستين حزبا ليبراليا صغيرا يقوده مهندسو انتفاضة 2011، بـ39 مقعدا من الثمانين المخصصة إلى الأحزاب السياسية في المؤتمر الوطني العام بينما حل حزب العدالة والبناء ثانيا بـ17 صوتا فقط. واعتبر الكاتب والصحافي الليبي عبد الرزاق الداهش أن “انتخابات المؤتمر الوطني العام لم تعكس إرادة الناخبين الذين صوتوا بكثافة (في السابع من يوليو) لتحالف القوى الوطنية”. وأضاف أن “غياب أغلبية في المؤتمر الوطني العام قد يتسبب في عرقلة على مستوى اتخاذ القرار في غياب إجماع وطني”. وتتخذ القرارات بأغلبية الثلثين، كما ورد في البيان الدستوري الذي أدار المرحلة الانتقالية التي تلت حكم القذافي لكن الجمعية عدلت الوثيقة مؤخرا لتصبح بالأغلبية البسيطة في القرارات الهامة مثل إعلان حرب أو حل الحكومة. من جهة أخرى سجلت الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، وهو حزب كان يضم معارضين منفيين في عهد معمر القذافي ومن بينهم أبو شاقور والقريف تقدما خلال انتخابي زعيم المؤتمر الوطني العام ورئيس الوزراء. واعتبر النائب المستقل محمد المفتي الذي ترشح إلى منصب رئيس الوزراء أن المؤتمر الوطني العام عبارة عن “فسيفساء” تعاني “من الضغط”. وأضاف أن “كتلة محمود جبريل كانت تعتبر اكبر مجموعة برلمانية لكنها سرعان ما أظهرت ضعفها”، بينما “لم يستطع المستقلون ومعظمهم من الشبان الطموحين والوطنيين، الحفاظ على استقلاليتهم وتقسمت أصواتهم بين بقية الكتل”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©