الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النجوم: «الخروج عن النص» من فئة قليلة وملتزمون بتقاليد المجتمع

النجوم: «الخروج عن النص» من فئة قليلة وملتزمون بتقاليد المجتمع
22 سبتمبر 2015 00:48
تحقيق - منير رحومة بعد أن استعرضنا واقع الصورة التي تميز سلوكيات أغلب لاعبي كرة القدم لدى المجتمع، والصورة السلبية التي تسببت في النظر إلى لاعب كرة القدم، من منظور أنه ليس قدوة حسنة، ولا يعد مثالاً يمكن أن يحتذى به من الصغار، رغم شهرته وجماهيريته، وبعد أن استعرضنا آراء نخبة من خبراء اللعبة المطلعين على خبايا وأدق تفاصيل عالم «الساحرة المستديرة»، والذين أجمعوا على أن عالم الملايين والأموال الطائلة التي دخلت جيوب اللاعبين منذ مرحلة عمرية مبكرة، أسهمت بشكل كبير في انحراف السلوكيات والابتعاد عن النموذج الإيجابي للنجم الذي يكون قدوة لمعجبيه داخل الملعب وخارجه، نستطلع في حلقة اليوم آراء اللاعبين أنفسهم، خاصة الذين يملكون شهرة واسعة وتجربة كبيرة، لمعرفة أسباب الصورة السلبية التي ارتبطت بسلوكيات لاعب كرة القدم، وتسليط الضوء على الجوانب المضيئة في سلوكياته، والتي ظلت بعيدة عن الإعلام، ولم تلقَ الصدى المطلوب، حتى تبرز الجانب الإيجابي. وأجمع عدد كبير من النجوم الذين استطلعت «الاتحاد» آراءهم على أن اللاعبين قدوة حسنة ويلتزمون بعادات وتقاليد المجتمع، وأن الحالات التي «تخرج عن النص» ولا تلتزم بالسلوك القويم مجرد فئة قليلة لا يمكن القياس عليها. ومن هذه الجوانب المضيئة نجد الدور المجتمعي للاعبي كرة القدم ومساهماتهم في القيام بالعديد من المبادرات الإنسانية المعبرة التي تؤكد معدن اللاعبين وإحساسهم المرهف تجاه المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة والمحتاجين، واستعدادهم الكبير لتقديم المساعدة والمساهمة، إما بزراعة البسمة أو التخفيف على مريض أو تغيير واقع أليم. وتجسدت على أرض الواقع العديد من المبادرات النبيلة، سواء بمبادرة فردية من اللاعبين أنفسهم أو بمشاركة جماعية في البرامج التي تنظمها الأندية ضمن خططها لدعم تواصل اللاعبين مع الجماهير ومختلف فئات المجتمع. المبادرات المجتمعية والإنسانية تكشف عن الجوانب النبيلة مساهمات فردية وجماعية لمشاركة المجتمع أفراحه وأحزانه زيارات إلى المستشفيات ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة وتلبية أمنيات الصغار زحمة المباريات والمسابقات لم تمنع مشاهير الأندية والمنتخبات من تفعيل دورهم تجاه عشاق اللعبة رونالدو وميسي..بطولة خاصة في «أعمال الخير» دبي (الاتحاد) لا يقتصر السباق بين نجمي الكرة العالمية، البرتغالي كريستيانو رونالدو، لاعب ريال مدريد، والأرجنتيني ليونيل ميسي، لاعب برشلونة، على الفوز بالألقاب والبطولات داخل «المستطيل الأخضر»، وإنما أيضاً على المبادرات الإنسانية وتكريم القيم النبيلة، في نموذج إيجابي للاعب القدوة في المجتمع. ويملك ميسي مؤسسة خيرية تعمل على تقديم المساعدات المالية بانتظام لمختلف المستشفيات لمساندة الأطفال المرضى ومختلف الفئات المحتاجة، وهو ما جعله واحداً من أكثر اللاعبين مساهمة في الأعمال الخيرية. وكشفت إحصائيات المنظمة الأميركية المتخصصة في الأعمال الخيرية أن رونالدو جاء على رأس قائمة الرياضيين الأكثر إقبالاً على التبرع لمصلحة الأعمال الخيرية في العالم. وتبرع خلال الزلزال المدمر الذي ضرب النيبال، وأودى بحياة أكثر من ألفي شخص، بـ 5 ملايين يورو دعماً للضحايا، كما قاد حملة للتضامن مع منكوبي نيبال لجمع التبرعات وتسليمها لمؤسسة «SaveTheChildren» الخيرية التي يرأسها، والتي تعنى بإنقاذ الأطفال. مبادرات الأندية والنجوم .. رسالة تجاه المجتمع دبي (الاتحاد) تنوعت المبادرات الإنسانية والمجتمعية لدى أنديتنا، سواء فردية من اللاعبين، أو بتنظيم من مسؤولي الأندية، بهدف إبراز الجانب المضيء في شخصية لاعب كرة القدم، الذي يعد عنصراً مهماً في مجتمعه، لما يتمتع به من شعبية وجماهيريه، تجعله قدوة من الأطفال وبقية أفراد المجتمع. ومن المبادرات على سبيل المثال وليس الحصر، قيام نجوم الجزيرة بالعديد من المواقف الإنسانية الراقية، مثل زيارة مركز تنمية القدرات لذوي الاحتياجات الخاصة، ضمن المشروع المتواصل الذي ينفذه النادي لخدمة المجتمع، وتعتبر الزيارات، تنفيذاً لواجب النادي تجاه المجتمع، حيث سبق للاعبين زيارة مركز الإمارات للتوحد، ومؤسسة زايد لذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى استقبال العديد من طلاب المدارس الذين زاروا النادي، وملعب محمد بن زايد، للتعرف على الأدوار الرياضية والاجتماعية التي يقوم بها النادي بشكل منتظم، ضمن حملاته الموسمية لخدمة المجتمع بأطيافه كافة، وقام أيضاً نجوم الجزيرة بزيارة أحد عشاق الفريق، وأحد مرضى مستشفى أمانة للرعاية الصحية، وإعادة التأهيل في أبوظبي. من النجوم الذين لن يبخلوا بمبادراته الإنسانية المعبرة، عمر عبدالرحمن، لاعب العين والمنتخب الوطني، صاحب العديد من الأنشطة الذي يعد مثالاً يحتذى به في المجتمع، مثل زيارة منزل أسرة شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة بمنزله بمدينة العين ومشاركته بعض التمارين الرياضية. إسماعيل راشد: من الظلم التعميم ووضع الجميع في «سلة» واحدة دبي (الاتحاد) يرى إسماعيل راشد لاعب الوصل والمنتخب الوطني سابقاً، وصاحب تجربة مهمة مع الجهاز الإداري للمنتخب الأول، أنه من الظلم تعميم الصورة السلبية على لاعب كرة القدم، ووضع الجميع في «سلة» أنهم قدوة غير صالحة في المجتمع. وأضاف «أن أغلب نجوم دورينا يملكون أخلاقاً عالية، ويحظون بمكانة راقية في المجتمع، ويسهمون بشكل إيجابي في تعلق الجماهير والأجيال الصاعدة بهذه اللعبة، كما أكد أيضاً أن لاعب كرة القدم في الإمارات الأكثر انضباطاً والتزاماً من بقية لاعبي دول المنطقة، بفضل اهتمام الأندية ومتابعة الأولياء، ووعي الجيل الصاعد من اللاعبين بدورهم في المجتمع، رغم وجود بعض الحالات التي تحفظ ولا يقاس عليها». وامتدح مشاركة العديد من النجوم، سواء في المنتخب أو الأندية، في دعم العديد من المبادرات الإنسانية والمجتمعية، بما يبرز الجانب الإيجابي في شخصية لاعب كرة القدم في إيصال رسائل تفاؤل داخل أوساط المجتمع للاقتداء بسلوكه. وأكد إسماعيل راشد أن التربية الأسرية وإحاطة الوالدين باللاعب أمر مهم في عالم الاحتراف، مشيراً إلى أن عقود اللاعبين توقع منذ سن مبكرة، وتبدأ بذلك متابعته من الجماهير، وهو في عمر صغير، لذلك يجب أن يكون الأولياء الموجه الأول، حتى ينشأ اللاعب في أجواء سليمة تفرض الانضباط والالتزام والتحلي بالأخلاق الحسنة، ومن ثمة يكون مثالاً إيجابياً. وقال إسماعيلإن اللاعب مطالب بالتركيز طوال وقته على تطوير مستواه والارتقاء بأدائه مع فريقه، بدلاً من الاهتمام بأمور جانبية، تؤثر سلباً على سلوكه، وتجعله ينشغل بمشاكل جانبية، لا تفيده في مسيرته الكروية. عيسى محمد:الأغلبية يتقيدون بالعادات والتقاليد دبي (الاتحاد) رفض عيسى محمد لاعب الشباب، اعتبار لاعب كرة القدم قدوة غير حسنة في المجتمع، مشيراً إلى أن السلوكيات السلبية تقتصر على فئة قليلة، لكنها أضرت بالصورة العامة لممارسي اللعبة، وقال إن أغلب اللاعبين يتقيدون بعاداتنا وتقاليدنا ويحترمون الجماهير، سواء داخل الملعب أو خارجه، لأنهم جزء من المجتمع ولا يمكن أن يسيئون إليه. وأضاف أن بعض التصرفات السلبية الفردية تلقى وقعاً كبيراً في المجتمع، خاصة عندما تصدر من نجم، حيث تنعكس سلباً على المجتمع بسبب الصدى القوي الذي يوقعه تصرف هذا النجم عند تداول أخبار الخروج عن النص أو ارتكاب بعض السلوكيات الخاطئة. وأشار إلى أن العديد من العوامل تتداخل في بروز الصورة السلبية، مثل العقود الكبيرة التي يحصل عليها اللاعبون في مرحلة «الشباب»، والتي تكون قبل سن العشرين، حيث تكون مرحلة خطيرة على سلوكيات اللاعب، خاصة إذا لم يكن محل إحاطة أسرية قوية أو متابعة دقيقة من إدارة النادي. وقال عيسى محمد إن أغلب إدارات الأندية مقصرة في الاهتمام بحياة اللاعب الشاب، بعد مرحلة توقيع عقد الاحتراف أو كيفية استثمار أمواله، ما يولد بعض النماذج غير السليمة في المجتمع. وشدد لاعب الشباب في الوقت نفسه على أن لاعبينا أقل تهوراً في سلوكياتهم من لاعبي الدول الأخرى، مؤكداً وجود نخبة طيبة من اللاعبين النجوم المتميزين على مستوى السلوك، والذين يعتبرون قدوة للأطفال والأجيال الصاعدة، ويقتدون بهم في الملاعب للنسج على منوالهم نفسه، وختم كلامه بضرورة تفعيل مختلف أطراف اللعبة لأدوارهم، ليس فقط المتعلقة بالجوانب الفنية التي تهم كرتنا، لأن اللاعب أساس اللعبة، ومن خلال توجيهه يمكن أن نضمن جيلاً مميزاً من اللاعبين الذين يكونون مثالاً إيجابياً على المستوى الفني والأخلاقي داخل الملعب وخارجه. عصام ضاحي: متابعة الأسرة أسهمت في تعديل الصورة دبي (الاتحاد) أكد عصام ضاحي، صاحب المسيرة الحافلة مع الشباب والأهلي والنصر، أن كرة القدم تغيرت في عصر الاحتراف، وتسير نحو الأفضل، بغض النظر عن الفكرة السلبية التي يقوم بها البعض، والتصرفات التي لا تعكس الغالبية العظمى للاعبين، وقال: «هناك تغييرات طرأت على اللعبة، بفضل اهتمام الأسر بأبنائهم، وتشجيعهم والإحاطة بهم خلال مسيرتهم الكروية، مشيراً إلى أن وقفة الأسرة أسهمت بقدر كبير في تعديل صورة اللاعب في المجتمع، بفضل اعتدال سلوكه، وسيره على الطريق الصحيح. وأضاف أيضاً أنه يشجع أبناءه على ممارسة اللعبة، خاصة أن المجتمع استوعب فكرة الاحتراف، وبدأ اللاعب يلقى الاهتمام المطلوب والعناية الكبيرة، والمكانة في المجتمع. وأشار إلى أنه محظوظ لأن والده لاعب سابق وأشرف على تدريبه، متمنياً أن يكمل المسيرة مع أبنائه، ويحلم بأن يراهم يمارسون اللعبة، خاصة أنها تشهد طفرة كبيرة، من خلالها ترسيخ قيم إيجابية يجب التمسك بها، وقال لا يجب النظر إلى الجانب السلبي فقط، وهناك أمور إيجابية تم وضعها من قبل الاحتراف، وبدأت تعطي ثمارها بشكل تدريجي». رفض تعميم «الخروج عن النص» عبدالسلام جمعة:الانضباط أساس النجاح ونحن مثال للجيل الصاعد أبوظبي (الاتحاد) أكد عبد السلام جمعة قائد الظفرة وصاحب المسيرة الكروية الطويلة، أن الانضباط أساس نجاح اللاعب في مشواره الكروي، حيث قال: «نحن مثال للجيل الصاعد، من خلال التحلي بالانضباط داخل الملعب وخارجه، والتحلي بعلاقات طيبة مع الجميع، إضافة إلى احترام اللاعبين والمدربين والإداريين». وأشار إلى أن اللاعب مطالب بإعطاء انطباع جيد عنه، ليس فقط داخل أرضية الميدان، وإنما خارجه أيضاً من خلال نشاطاته الإنسانية ومبادراته المجتمعية والصورة الإيجابية التي يقدمها أينما ذهب، وبالحديث عن ما يشاع من غياب الانضباط لدى اللاعبين، وأثار ذلك على صورة اللاعب في المجتمع، خاصة في حالة ارتكاب سلوكيات مرفوضة، أوضح عبد السلام أن «الخروج عن النص» يجب عدم تعميمه على جميع اللاعبين، لأن فئات كبيرة من اللاعبين مهتمون بكرة القدم ومنضبطون في تدريباتهم وعلاقاتهم مع الجميع، ولم تصدر منهم أي أشياء تسيء لهم أو لصورة اللاعب، وأن الصورة السلبية لسلوكيات اللاعبين منتشرة أيضاً على المستوى العالمي، ومثلما تجد اللاعب القدوة، يمكن أيضاً أن تجد بعض اللاعبين الآخرين غير المنضبطين، وأن المشكلة يعاني منها الجميع، وليس في منطقتنا فحسب، والعقليات لا تختلف كثيراً، خصوصاً إذا كانت في عالم كرة القدم. تعلم من درس «النرفزة» داخل الملعب ماجد ناصر:الجيل الحالي يملك أفضل عقلية دبي (الاتحاد) اعترف الدولي ماجد ناصر، حارس الأهلي، أن هناك بعض اللاعبين يمثلون قدوة غير صالحة للشباب، ولكن الأوضاع اختلفت تماماً خاصة مع الجيل الذي يمثل منتخبنا الوطني الأول، والذي أصبح يُضرب به المثل داخل الملعب وخارجه. وقال: «اللاعبون الذين عاصروا التشكيلة الحالية لمنتخبنا وتدرجوا مع مدربنا الوطني مهدي علي اكتسبوا مستوى عالياً من الاحترام والتقدير، لأنهم يملكون أفضل عقلية كروية في عصر الاحتراف، بجانب أن تعايشهم المستمر لفترات طويلة أرسى قواعد ثابتة للسلوكيات والأخلاق الحميدة. واتهم ماجد ناصر الإعلام بأنه ضلع أساسي في إظهار اللاعبين بصورة سيئة للرأي العام، وأن بعض استوديوهات التحليل تنتهج أسلوب الانتقاد الشخصي بشكل غير موضوعي، سواء للاعبين أو إدارات الأندية، على حساب الأمور الفنية، وهي نماذج من الصعب إيجادها في استوديوهات تحليل الدوريات الأوروبية، لأنها تعتمد على نقد موضوعي قائم على رؤية فنية كروية لأداء الفرق واللاعبين داخل الملعب، دون التطرق إلى أي أمور شخصية. واعترف حارس الأهلي بأنه شخصياً في فترة من الفترات كان «يعصب» داخل الملعب، بسبب رغبته في تحقيق الفوز لفريقه، ورفض الخسارة، وكانت السلبية الوحيدة بالنسبة له، ولكنه خارج الملعب يشهد له الجميع بأنه مثل «الطفل الصغير»، وعلاقته طيبة للغاية مع الجماهير، يحبهم ويحبونه وعلى تواصل مستمر، ولم يحدث أن افتعل أي مشكلة مع الجماهير بعيداً عن المستطيل الأخضر. وأضاف: «خارج الملعب أحاول دائماً أن أكون قدوة حسنة، لأني أعرف تأثير النجم على الجماهير، خاصة من الشباب صغار السن، أما بالنسبة لـ«النرفزة» داخل الملعب، قال لقد تعلمت من الدروس السابقة، وأصبحت أكثر سيطرة على انفعالاتي داخل الملعب. وفيما يتعلق باستخدام لاعبينا لوسائل التواصل الاجتماعي، اتفق ماجد ناصر على أن معظم لاعبينا لا يجيدون استخدام ذلك ، وهناك فارق شاسع في أعداد المتابعين لهم وبين متابعي النجوم العالميين، يضاف إلى ذلك أنه غالباً لا يكون هناك تقبل لرأي اللاعب إذا نشره على وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ينتقد بشكل كبير، وهذا أدى إلى أن معظم اللاعبين يحجمون عن استخدام هذه الوسائل منعاً لإضرارها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©