عواصم (وكالات) - تواصلت الاحتجاجات ضد الفيلم المسيء للإسلام أمس، حيث خرجت تظاهرات في أنقرة وكابول ومدينة كراتشي الباكستانية ولندن. في وقت كشفت فيه صحيفة “نيويورك تايمز” عن ارتباط 3 أشخاص، تم التعرف إليهم من المشاركين في إعداد الفيلم المسيء، بالكاهن القبطي زكريا بطرس المعروف بمواقفه المعادية للإسلام.
وتجمع المتظاهرون بهدوء على مقربة من السفارة الأميركية في العاصمة التركية أمس للتنديد بالفيلم المسيء للإسلام، مرددين هتافات معادية قبل إحراقهم علماً أميركياً، والمغادرة بعد ساعة من دون وقوع أي حوادث، حيث أغلقت شرطة مكافحة الشغب مدعومة بمدفع مياه، الطريق المؤدي إلى السفارة وأبقت المحتجين على بعد 100 متر من جدرانها.
وتظاهر حوالي 1500 طالب في العاصمة الأفغانية ضد الفيلم المسيء للإسلام في تجمع استمر لمدة ساعة في طريق قرب حرم جامعة كابول، قال مسؤول أمني إنه لم يشهد تنظيم مسيرة وبقي سلمياً. كما خرجت تظاهرة مماثلة في شرق أفغانستان، عرض خلالها علماء دين جائزة مالية قدرها 100 ألف دولار أميركي لرأس مخرج الفيلم المسيء للإسلام.
وأصيب 8 أشخاص بجروح في مواجهات بين الشرطة الباكستانية ومتظاهرين كانوا ينددون بالفيلم المسيء للإسلام أمام القنصلية الأميركية في كراتشي. وقالت مصادر أمنية إن الشرطة أطلقت النار في الهواء واستخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المحتجين الذين تجاوزوا الطوق الأمني واقتربوا من مبنى القنصلية ورشقوه بالحجارة. وأعلن قائد شرطة كراتشي إقبال محمود إن الصدامات أوقعت ثمانية جرحى، بينما تم اعتقال 20 شخصاً على الأقل.
وتظاهر حوالي 300 شخص سلمياً أمس أمام السفارة الأميركية في العاصمة البريطانية لندن للاحتجاج على الفيلم المسيء للإسلام، ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “الموت للولايات المتحدة”. في وقت ندد فيه وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس بتظاهرة نظمت أمس الأول قرب السفارة الأميركية في باريس قائلاً “إن ذلك لن يتكرر في المستقبل ولن يتم التساهل معه أبداً”، وأضاف “هذه التظاهرات محظورة، وكل اعتداء وكل دعوة إلى الحقد سيتم التصدي لها بأكبر قدر من الحزم”.
واعتقلت الشرطة الفرنسية 150 شخصاً خلال التظاهرة غير المرخصة الجمعة، وقال مصدر في الشرطة “إن بين الموقوفين مصريين وتونسيين وسوريين”. كما أعلنت الشرطة البلجيكية اعتقال 230 شخصاً السبت في انتورب شمال بلجيكا خلال تظاهرة ضد الفيلم المسيء للإسلام. في وقت حرض “الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني على القيام بسلسلة تظاهرات ضد الفيلم المسيء للإسلام اعتباراً من اليوم الاثنين.
إلى ذلك، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن الأشخاص الثلاثة الذين تم التعرف إليهم وشاركوا في إعداد الفيلم المسيء هم من اتباع الكاهن القبطي زكريا بطرس المعروف بمواقفه المعادية للإسلام.
وأضافت “إن بطرس أدخل السجن مرات عدة في مصر، وبعد أن غادرها استقر بادئ الأمر في أستراليا، ثم عاد واستقر مطلع 2000 في الولايات المتحدة”.
وحققت شرطة كاليفورنيا مع نيقولا باسيلي نيقولا القبطي المصري الأصل، أحد المساهمين في إنتاج الفيلم الذي يعيش في لوس أنجلوس لانتهاكه شروط الإفراج عنه بعد سجنه بتهمة احتيال مصرفي. وحسب الصحيفة، فإن المنتج الرئيسي هو القبطي جوزف نصر الله، وهو يترأس جمعية “ميديا فور كرايست” ومقرها قرب لوس أنجلوس، التي تحمل على موقعها على شبكة الإنترنت رابطاً لموقع بطرس. أما الشخص الثالث الذي أقر بمشاركته في الفيلم فهو ستيف كلاين المعروف بأنه ناشط معاد للإسلام ويعتبر صديقاً مقرباً لبطرس.
وشارك في إنتاج الفيلم معادون للإسلام أيضاً، مثل قس فلوريدا تيري جونز المعروف بإحراقه علناً نسخ من المصحف. ويعتقد أن الفيلم من إخراج الان روبرتس (65 عاماً) المعروف بإخراج أفلام إباحية ومثيرة رخيصة الكلفة بحسب موقع “غوكر” على الإنترنت الذي نقل عن الممثلين قولهم “إنهم خدعوا لأنهم كانوا يعتقدون أنهم يمثلون في فيلم خيال عن مغامرة مثيرة قبل أن يدركوا أن الحوار مغطى بدبلجة دعاية معادية للإسلام”.
عدد اليوم
