استطاع المكفوف علي البري، الطالب في الصف الثاني عشر، أن يتجاوز كل التحديات التي تواجهه وينجح في متابعة دراسته، رغم المعوقات التي تصادف المكفوفين أحياناً، والمتمثلة في عدم تخصيص ألعاب تفاعلية خاصة بالمكفوفين، إلا أن البري الطالب في بمدرسة الرواد ببني ياس، كان محظوظاً كونه تعلم في مدرسة تهتم بهذا الجانب، وقد نظمت المدرسة أمس، فعالية، بالتعاون مع مؤسسة زايد للرعاية الإنسانية، تحت إشراف مجلس أبوظبي للتعليم، احتفاء باليوم العالمي للعصا البيضاء، الذي يصادف 15 من أكتوبر من كل عام كرمز وتعبير عن مشاعر المشاركة والدعم لمن شاءت الأقدار أن يفقدوا حاسة من أهم الحواس لدى الإنسان، وهي حاسة البصر.
ويهدف الاحتفال العالمي إلى التعبير عن اهتمام جميع دول العالم بالأفراد المعاقين بصرياً من حيث تقديم الخدمات لهم على المستويات كافة، ومساواتهم بالأفراد المبصرين في حقوقهم وواجباتهم، وتأمين احتياجاتهم الخاصة التي تسهم في زيادة قدراتهم، وإعطائهم الفرص لكي يعيشوا ضمن مجتمعاتهم كأفراد مساهمين في بنائها وتقدمها.
وتضمن الاحتفال، الذي نظم على مسرح مدرسة الرواد، مجموعة من الفقرات، بدأت بالنشيد الوطني، وتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وكلمة مدير المدرسة محمد المرزوقي.
إلى ذلك، يقول محمد نصر، أخصائي تربية خاصة بمدرسة الرواد، إن الحدث، الذي شاركت فيه 6 مدارس، شهد تألق عديد من المكفوفين، الذين شاركوا في ألعاب تفاعلية، بل تفوقوا على المبصرين من أقرانهم، مؤكدا أن تدريب الطلاب على تجاوز المعوقات أسهم في تميزهم.
وأوضح أن الحدث، الذي تم تنظيمه بالتعاون مع أخصائي التحديات البصرية أشرف مكرم جمعة، أظهر مؤهلات جيدة للطلاب، مضيفاً، « من خلال بعض الألعاب التفاعلية استطاع المكفوفون التفوق على أقرانهم من المبصرين، لأنهم من جهة لا يتملكهم الخوف من الظلام، ومن جهة أخرى لأن التدريبات قادتهم لبر الأمان».
واشتملت الاحتفالية سرد تجارب بعض الطلاب الناجحة، ومنها تجربة البري، الذي أشاد بدور الدولة في توفير الأدوات والأجهزة التي يحتاجها المكفوف لتطوير مهاراته، وبدور الكوادر البشرية في تدريب المكفوف نفسه على استعمالها، ومن ذلك جهاز «برايل سينس»، الذي ساعد الطلاب على متابعة دروسهم، وإنجاز ما يطلب منهم من تمارين، بحيث يوزع عليهم جهاز صغير «فلاشة» تتحمل عليها أوراق العمل، وتتحول إلى لغة برايل، كما شهد الحفل مسابقات في الجري والعدو وكرة الجرس.
عدد اليوم
