الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حدائق الأحياء السكنية فسحة للبهجة فوق بساط أخضر

حدائق الأحياء السكنية فسحة للبهجة فوق بساط أخضر
18 سبتمبر 2012
تنتشر حدائق الأحياء السكنية في إمارة دبي موجدة محطة ترويحية ترفيهية لسكان هذه المناطق، لاحتضان الأطفال وذويهم في بيئة آمنة مريحة ومثالية للقاءات الاجتماعية والتعارف، دون تكلف عناء الذهاب إلى حدائق قد تكون بعيدة نوعا ما. فأصبحت هذه الحدائق جزءا أساسيا من مساحات هذه الأحياء، التي ازدادت بها أناقة وجمالاً. خولة علي (دبي) - تنتهج العديد من المدن الحديثة نظام التشجير وإحياء المدن والمشاريع السكنية، بغية حماية البيئة، ووضع الحلول الكفيلة للتخفيف من الملوثات والانبعاثات الكربونية التي تعد ضريبة التمدن والتحضر، فالغطاء النباتي يسهم بلا شك في تجديد الهواء وامتصاص هذه الملوثات عدا عن الأجواء النفسية المريحة التي يمكن أن يستمدها المرء ما أن يروى نظره بروعة وبهاء الرداء الأخضر الذي يزحف بجماله ليغطي الكثير من المناظر النافرة وغير المحببة. ومن جملة هذه المشاريع حدائق الأحياء السكنية، التي انتشرت لتتواجد في قلب كل حي من أحياء مدينة دبي. عناصر الترفيه إلى ذلك، يقول أحمد عبد الكريم، مدير إدارة الحدائق في بلدية دبي “تتكون مشاريع الحدائق السكنية من مجموعة من الحدائق الموزعة بالأحياء السكنية بإمارة دبي والتي عادة ما تتوسط الحي التي توجد فيه، وتحتوي على عناصر الترفيه والتسلية وممارسة الأنشطة الرياضية (ألعاب ثابتة ومتحركة وملاعب رملية لكرة القدم والطائرة والسلة)، والتي استثمرت البلدية فيها أكثر من 55 مليون درهم لتجهيزها وفق مقاييس متميزة، لتكون مريحة وآمنة لمرتاديها”. ويضيف “أنشئت الحدائق السكنية لتكون بيئة يجد فيها سكان الأحياء أجواء ترفيهية وترويحية، ومحطة لممارسة نشاطاتهم اليومية سواء ممارسة رياضة معينة، أو الجلوس ومتابعة أطفالهم وهم يلهون بالألعاب المتناثرة في مساحة الحديقة، أو محطة لتوثيق العلاقات الاجتماعية مع الجيران وتجاذب أطراف الحديث معهم”. وحول تصاميم هذه الحدائق، يوضح عبدالكريم “هذه النوعية من الحدائق تكون عادة مزودة بمدخلين فقط لسهولة السيطرة عليها وضمان عدم خروج الأطفال من الحديقة بدون ذويهم، إذ خصصت البلدية رجل أمن لكل حديقة علاوة على العاملين المتخصصين بالحديقة المسؤولين عن إدارتها وصيانتها والعناية بزوارها”، مشيرا إلى أنه يوجد بإمارة دبي نحو 25 حديقة سكنية بمناطق مختلفة تقدم خدماتها المجانية لسكان هذه المناطق وهي مخصصة لخدمة السيدات والأطفال على مدار الأسبوع عدا يوم الجمعة الذي يسمح فيه بدخول جميع الفئات للاستمتاع بهذه الحدائق”. ويلفت إلى أن مساحة الحديقة السكنية تتراوح ما بين 1.5 – 6 هكتارات (الهكتار = 10000 متر مربع)، وهي مصممة طبقا للنظام المشترك من نظم تنسيق الحدائق. ويتابع “تم تصميم بعض أنواع هذه الحدائق وفقاً للنظام الحديث أو الحر من نظم تنسيق الحدائق والذي يعتمد على جمال الطبيعة والأشكال الهندسية ويتميز بالبساطة ولا يتقيد بالمحاور والتماثل”. مرافق شاملة يقول عبد الكريم “تشمل الحديقة المرافق الترفيهية والتسهيلات الرياضية المتمثلة في مناطق لألعاب الأطفال من المرحلة العمرية سنتين إلى 12 سنة، ومنطقة خارجية للياقة البدنية مزودة بالأجهزة اللازمة، ومناطق للجلوس، ومضـمارا للجري، ومضمارا للدراجات، وملعب كرة سلة، وملعب تنس أرضي، بالإضافة إلى التسهيلات والمرافق الخدمية كدورات مياه للرجال والسيدات والمعاقين ومواقف للدراجات الهوائية، ومواقف للسيارات خارج الحديقة واللوحات الإرشادية اللازمة لإرشاد الزوار، ومكتب إدارة الحديقة ومبنى لتوفـير العديد من السلع لخدمة رواد الحديقة والمناطق المحيطة بها، ومناطق مخصصة للصـــلاة والطرق والمشايات الموصلة بين مرافق الحديقة، حيث إن الحديقة مجهزة بشبكة من الطرق المبلطة لتسهيل حركة الزوار وجميعها مضاءة لتوفر الراحة وسهولة الحركة والانتقال لمرتاديه”. ضرورة التناسب ويؤكد أنه لابد أن تتناسب مساحات الحدائق مع عدد الوحدات السكنية، كما لابد أن تتميز العناصر الإنشائية ومكونات الحديقة في هذا المكان بالبساطة حتى لا تؤثر على التصميم الهندسي للمساكن. كما لابد من الإقلال من النباتات التي تحتاج إلى خدمة وعناية كثيرة على مدار السنة. وقد قامت إحدى الشركات الوطنية المتخصصة بتنفيذ أعمال التربة والري والزراعة المطلوبة لطبيعة هذه الحدائق. ويشير عبدالكريم إلى أنه “المساحة الزراعية بالحديقة تقدر بنحو 66000 متر مربع (6.6 هكتار)، وتضمن تصميم الزراعة التجميلية زراعة العديد من الأصناف والأنواع النباتية التي تشمل النخليات كنخيل البلح والواشنطونيا. أما أشجار وشجيرات الزينة والتي يقدر عددها بنحو 1541 شجرة وشجيرة فتشمل الألبيزيا والنيم والفيكس وأشجار التيولب الإفريقي والتابوبيا والياسمين الهندي والجاتروفا والتيكوما والجهنمية، بينما تمت زراعة 5788 مترا مربعا من مغطيات التربة شملت السيزفم والجازانيا والويداليا والإيرسين وحشيشة الشواطئ الخضراء والحمراء، هذا إلى جانب زراعة 973 مترا مربعا من الزهور المستديمة والحولية، و4850 مترا طوليا من الأسوار النباتية ونحو 23743 مترا مربعا من مسطحات البسبالم الخضراء”، لافتاً إلى أنه تم توظيف هذه النباتات ضمن تصميم مدروس ومريح لتحقيق العديد من الأهداف الجمالية والبيئية. ويوضح أن “عملية صيانة الأشجار من الأمور المهمة للحفاظ على الشكل التنسيقي للأشجار والحفاظ على قوة الشجرة وصحتها، وتقليمها من حين إلى آخر حتى لا تنمو الشجيرات وتظهر بصورة منفرة مشوهة شكل هذه الحدائق وجمالها”. فوائد الساحات الشعبية يذكر أحمد عبدالكريم، مدير إدارة الحدائق في بلدية دبي، أن البلدية شرعت أيضاً في إنشاء ساحات شعبية أسوة بحدائق الأحياء وهي عبارة عن مرافق ترفيهية أنشأتها البلدية بهدف توفير الأمـن والأمان والمحافظة على الأطفـال والشباب من مخاطر اللعب في الطرقات، ويعد هذا النوع من المرافق الترفيهية فريداً ومميزاً في طريقة إنشائه حيث يتم اختيار مواقع داخل الأحياء السكنية يتم تسييجها أي (إنشاء سور حولها). وإنشاء ملاعب لممارسة الألعاب الرياضية عليها وتركيب ألعاب للأطفال بها علاوة على زراعتها بالأشجار لتوفير الظل وتجميل الموقع. حيث أنشأت بلدية دبي نحو 32 ساحة شعبية موزعة بأنحاء المدينة خدمة للأطفال والشباب بهدف إيجاد مكان آمن لهم لممارسة أنشطتهم وهواياتهم وحمايتهم من الأخطار والانحراف والتسكع في أماكن خطرة قد تهدد سلامتهم وحياتهم. واستثمرت البلدية 25 مليون درهم في مشاريع الساحات الشعبية المنتشرة بشكل واسع في كثير من مناطق وأحياء مدينة دبي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©