الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإفراط في «التواصل الافتراضي» إدمان يقضي على الحياة الاجتماعية

الإفراط في «التواصل الافتراضي» إدمان يقضي على الحياة الاجتماعية
18 سبتمبر 2012
أنواع الإدمان ليست كلها قابلة للقياس، فبعض العادات المعدية الحديثة يصعب قياسها، ومهما بلغ حرص الشخص على استخدامها باعتدال، فإنه يستفيق يوماً ويجد نفسه مدمناً لها حتى النخاع، وغير قادر على الفكاك منها أو تقليل استخدامها. ولعل إدمان «فيسبوك» أو «تويتر» أو غيرهما من مواقع التواصل الاجتماعي، من العادات التي ينطبق عليها هذا الأمر، على حد وصف الدكتور لويس تيريزي، عالم الأعصاب والأشعة. يقول إن معظم الشباب مهووسون حالياً بالتواصل الافتراضي مع معارفهم عبر الرسائل النصية أو المدونات أو مواقع التواصل الاجتماعي. وهم يقضون ساعات طوال كل يوم في إدمان هذا السلوك الذي يعتبره الدكتور لويس إدماناً حقيقياً باعتبارهم يرتبطون به أشد الارتباط، ويرتهن رضاهم به كل الارتهان. ويضيف الدكتور لويس: «إنك إذا واجهت أي شخص بهذا الأمر، فإنك تجده يدافع عن سلوكه بشراسة ويبرر ما يقوم به، بل ويتهم كل من لا يتفق معه بالتخلف عن ركب التطور العلمي والتكنولوجي والمعلوماتي، ويرفض بتاتاً وصفه بالإدمان، متناسياً أن تبريره لفعله وتقليله من حجم عواقبه هو بحد ذاته دليل على كونه يدمنه، وأنه عاجز عن الاستغناء عنه أو العيش دونه. وعلى الرغم من إدراك العواقب السيئة لإدمان التواصل الافتراضي في كل وقت وحين، فإن الشخص يجد صعوبة في التقليل منه. وقد يأتي رئيسك في العمل ويجدك مستغرقاً في التحادث افتراضياً مع أحدهم، ومهملاً مهامك المستعجلة، فتعتذر وتتأسف، لكنك تعود للتحادث عبر حسابك على «فيسبوك» بمجرد أن ينصرف رئيسك إلى مكتبه. وقد تجلس مع أصدقائك في مكان جميل مطل على البحر، وتجد نفسك منشغلاً بالرد على الرسائل، مهملاً من دعوتهم أو دعوك! وقد تجد أمك أو أباك أو صديقك يحدثك لمدة دون أن تفقه شيئاً فيما قاله بسبب شرود ذهنك وأنت تفكر في كيفية الرد على إحدى التغريدات. ولا بد أنك تتذكر أنه قبل دخول «تويتر» حياتك، كنت تهنأ بنوم ثماني ساعات متواصلة، وكنت تقضي أوقاتاً أطول مع أصدقائك الحقيقيين. أما الآن، فقد أصبحت صداقاتك كلها أو جلها افتراضية، وصرت تنام ساعات متقطعة كل ليلة، وتذهب إلى عملك ومزاجك على غير ما يرام». ويقول الدكتور جريجوري جانتز، مؤسس مركز الاستشارات والموارد الصحية في سياتل: «إنك حينما تنهمك وتستغرق في سلوك ما، فإنك تتوقف فعلاً عن الشعور بالقلق. وحين يرتفع مستوى شعورك بالقلق أكثر من سبع على عشر درجات من سلم القلق، فيجدُر بك أن تنتبه لنفسك وتحذر من مغبة مواصلة ما تفعله. ولا يعني ذلك أن تُقلع عن التواصل الافتراضي جملة وتفصيلاً أو دون رجعة. بل يكفي أن تحرص على تنظيم وقتك وتقليل حضورك على هذه المواقع. إذ يمكنك مثلاً أن تُجرب التوقف عن زيارة حسابك لفترة ربع ساعة، ثم نصف ساعة، وتشغل نفسك بالقيام بشيء آخر تستمتع به أو تؤدي مهامك المستعجلة في العمل، إلى أن تشعر أن استخدامك لهذه المواقع هو فعل إرادي تقوم به فقط عندما تقرر ذلك وتريده، وليس إدماناً تعجز عن الإقلاع عنه. فالحياة أكبر بكثير من عوالم افتراضية تُحرك بأزرار، وأمتع من تبادل الرسائل مع أشخاص قد تكون هوياتهم مزيفة وأقوالهم متكلفة، وهي لا تستقيم دون مشاعر حميمة حقيقية، وممارسة ما يحبه الإنسان من هوايات وتأملات، وتفاعله مع الكون والطبيعة وأحبائه في الواقع اليومي المعيش». عن موقع «msnbc.msn.com»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©