هدى جاسم، وكالات (بغداد)- قتل 25 شخصاً بينهم 10 من عناصر الأمن وأصيب 38 آخرون، بهجمات واشتباكات متفرقة أمس في مناطق مختلفة في العراق، في وقت حذرت الأمم المتحدة من تهجير داخلي جديد للعراقيين جراء تصاعد العنف الطائفي. وطالبت كتلة بدر النيابية القائد العام القوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي ووزارتي الداخلية والدفاع، بإرسال تعزيزات عسكرية إلى مناطق جنوب بغداد وتوفير الحماية لسكان هذه المناطق، محذرة من اندلاع فتنة طائفية في المناطق المختلطة.
ففي محافظة الأنبار شن مسلحون هجوما منسقا على مواقع تابعة للشرطة والجيش بسيارات ملغومة وصواريخ وأسلحة آلية، تلاها تفجير سيارتين مفخختين استهدفت سيطرات ومقرات أمنية بقضائي عنة وراوة، مما أسفر عن مقتل شقيق قائم مقام قضاء عنة و8 من الشرطة وإصابة 18 عنصرا أمنيا بجروح متفاوتة. وذكرت شرطة الأنبار أن جامع عنة الكبير الذي يعد أحد أبرز معالم المدينة التاريخية، تعرض لأضرار بالغة بفعل تفجير إحدى السيارتين المفخختين قربه.
وفي وقت لاحق أكد وكيل وزير الداخلية عدنان الأسدي خلال لقاء مع وسائل الإعلام أمس وقوع الاشتباكات وأعلن عن “مقتل ستة إرهابيين وحرق سياراتهم”.
وفي بغداد سقطت قذيفة هاون في ساحة الخلاني قرب جامع الخلاني وسط العاصمة، أسفرت عن إصابة ستة أشخاص بجروح. وفي محافظة بابل قتل جندي نتيجة سقوط قذائف هاون على مقر للجيش العراقي في منطقة الحامية التابعة لجرف الصخر شمال الحلة.
وفي محافظة ديالى قتل 4 جنود وأصيب 8 آخرون بجروح خلال اشتباكات مع مسلحين مجهولين. وقال قائد عمليات دجلة الفريق الركن عبد الأمير الزيدي إن “القوات العراقية قتلت 4 إرهابيين واعتقلت 7 آخرين خلال اشتباكات مع إرهابيين في منطقة حمرين” بقضاء المقدادية شمال شرق بعقوبة.
وأشار إلى “إصابة أحد طياري مروحية تابعة للجيش العراقي خلال الاشتباكات”، مؤكدا “عودتها إلى القاعدة بسلام”، بينما قالت مصادر عسكرية إن طائرة هليكوبتر سقطت وقتل جنديان عراقيان وثلاثة مسلحين باشتباكات حوض حمرين.
وفي محافظة نينوى قتل ثلاثة أشخاص بينهم امرأة وأصيب شخص بجروح في هجمات مسلحة متفرقة استهدفت المدنيين في مناطق مختلفة من المدينة. وفي محافظة بابل قتل جندي وأصيب آخر بجروح جراء سقوط قذيفة هاون بهجوم استهدف مقرا عسكريا في منطقة الحامية، شمال الحلة. كما قتل شخص وأصيب آخر بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة استهدف سيارة مدنية في منطقة المسيب شمال الحلة.
في هذا الوقت، أعربت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في بيان عن “قلقها المتزايد إزاء الأوضاع بسبب موجة الهجمات الأخيرة من العنف الطائفي التي تهدد بوقوع شرارة تهجير داخلي للعراقيين الفارين من التفجيرات والهجمات الأخرى”.
ونقل بيان عن متحدثة باسم المنظمة أنه في هذا العام “نزح حوالي خمسة آلاف عراقي بسبب التفجيرات وتصاعد التوترات الطائفية، وأغلب هؤلاء فروا من بغداد باتجاه محافظات الأنبار وصلاح الدين”. كما ذكر البيان بأن “هناك أكثر من مليون و130 ألف نازح داخل العراق، من الذين تركوا منازلهم هربا من العنف الطائفي” الذي اجتاح البلاد وبلغ ذروته بين عامي 2006 و2008.
وفي سياق متصل طالبت كتلة بدر النيابية أمس المالكي ووزارتي الداخلية والدفاع بإرسال تعزيزات عسكرية إلى مناطق جنوب بغداد. وقال عضو الكتلة النائب كريم عليوي في مؤتمر صحفي عقده في مبنى البرلمان إن “سكان مناطق جنوب بغداد كاللطيفية واليوسفية والمحمودية، يتعرضون لاستهداف مستمر وقتل وتهجير وغياب القوات الأمنية وسكوت الحكومة عن ذلك”. وطالب عليوي “القائد العام القوات المسلحة نوري المالكي ووزارتي الداخلية والدفاع ومجلس النواب بتوفير الحماية اللازمة لهذه المناطق وإرسال تعزيزات عسكرية إليها”. وأوضح عليوي أن “المجاميع الإرهابية ركزت الآن في مناطق جنوب بغداد بعد محاصرتها في مناطق حزام العاصمة”.
عدد اليوم
