تستعين شركات صناعة السيارات الأميركية، بالابتكارات الآسيوية والأوروبية، في صناعة السيارات الصغيرة “الميني”، لإرضاء المستهلك الأميركي، الذي لا تلقى التصاميم المحلية لسيارات “الميني” قبولا لديه.
ومع أن موديل “دودج دارت” اقتفى أثر “فيات”، إلا أن موديلات “شيفروليه” الصغيرة مثل “سونيك” و”سبارك”، جاءت من كوريا، في حين استوحت “فورد” موديلات “فيستا” و”فوكاس” من أوروبا.
ويتم تصميم السيارات، وفقاً لبيئة المستهلك المستهدفة، وليس من المتوقع أن يلقى موديل “سمارت” في أميركا، نفس القبول الذي يمكن أن يحظى به في فرنسا، لكن لا تخلو هذه الموديلات من المميزات المغرية، التي يمكن أن تنجح في جذب المستهلك الأميركي.
وقال لورينز فان دن أكر، نائب رئيس “رينو”الفرنسية للتصميم “يعتبر موديل “كليو” الجديد من “رينو”، قطعة فنية مثيرة تجذب رغبة الكثيرين لامتلاكها”. وبينما لا تزال السيارات الصغيرة ذات التصميم الأنيق تلقى قبولاً واسعاً في فرنسا، ليس من المتوقع أن يتم بيع موديل “كليو” في أميركا التي غادرتها “رينو” منذ عقد، لكن من المنتظر أن تؤثر توجهات تصاميم السيارات الصغيرة في أوروبا وآسيا، على السيارات التي يتم بيعها في الأسواق الأميركية.
وعلى نفس طريق “ميني” أو”فيات”، تقوم شركات أخرى عاملة في صناعة السيارات، بإنتاج سيارات صغيرة، بألوان متعددة، تشمل الأبواب، ولوحة العدادات من الداخل، تتمتع بالمزيد من الجاذبية، ويملك موديل “كليو” الجديد، ثقة متوافرة، في “تويزي” السيارة الكهربائية التي صممها فريق فان دن أكر.
ومرت السيارات الصغيرة بعدد من مراحل التغيير، وأفضلها في الوقت الراهن، تلك القادرة على جذب المشترين من الشباب الصغار، كما تم تصميم بعضها، وفقاً لمتطلبات المدن من ازدحام ومواقف، مما حدا بالشركات، لدراسة التوجهات السكانية، واستهداف المشترين في المدن الكبيرة.
ومن المتوقع أن يتم قريباً طرح الموديل الذي طال انتظاره في باريس، ليخلف “سمارت فورتو”، الأكثر شهرة بين الموديلات الصغيرة في أوروبا، والذي أثبت أنه ليس “النموذج المنتظر” فيما يتعلق بالطرق في أميركا.
ويترقب صناع السيارات والمستهلكون على السواء، “معرض السيارات” المقبل في باريس، والذي يتوقع أن يشهد الكشف عن الطرق الجديدة في توفير المساحات في فئة السيارات الصغيرة، حيث يعمل المصممون وأقسام التسويق على تجهيز أطروحاتهم الخاصة بما يطلقون عليه اسم “الكفاءة المكانية”. وتخطط “أودي” على سبيل المثال، لطرح أصغر موديل لها في شكل أكبر كما هو الحال في موديلات “A1” و”A3” الرياضية.
واستخدم موديل “A1” وموديلات أخرى، طريقة تصميم، تعرف باسم “السقف العائم”، الاسم الذي أطلقته شركة “جنرال موتورز”، لوصف الألواح، والجوانب الداخلية العلوية ذات الألوان الخفيفة، مما يعطي شعوراً باستقلالها عن بقية هيكل السيارة، ذلك التصميم الموجود في موديل “أدم” الجديد من “أوبل”. ومع أن “جنرال موتورز”، جلبت موديلات “أوبل” الأخرى إلى أميركا، إلا أنها لا تخطط لإطلاق موديل “أدم” هناك. وبدلاً عن ذلك، تعتمد الشركة على مصانعها في آسيا، لتصميم سيارات صغيرة الحجم.
وتعكس هياكل “كليو” و”أدم” الصغيرة، الاهتمام الكبير الذي بذله المصممون، ومدى القيمة الكبيرة التي يتميزان بها من الداخل، وأثبتت “مرسيدس بنز” مدى الدقة، وكفاءة التوقف أثناء حركة المرور، في إنتاج موديل “كونسبت ستايل كوبيه”، الذي كشفت النقاب عنه خلال معرض السيارات الذي أُقيم في بكين العام الماضي، والموديل الجديد المتوقع طرحه في الأسواق الأميركية بحلول 2014.
نقلاً عن: «إنترناشونال هيرالد تريبيون»
ترجمة: حسونة الطيب
عدد اليوم
