مديرون تنفيذيون في أبوظبي يطلعون على التجربة الإدارية اليابانية

أكد أعضاء وفد المديرين التنفيذيين لدى عودتهم إلى أبوظبي من اليابان الأسبوع الماضي، أن برنامج التبادل الحكومي بين البلدين فتح الآفاق أمامهم للاطلاع على التفاصيل التي كانت وراء نجاح اليابان والذي جعلها تحتل مرتبة ثانية كأقوى اقتصاد على مستوى العالم· وقد استفاد الوفد من هذه الفرصة الفريدة للاطلاع على الأسباب التي أدت إلى تطور اليابان المستمر والعوامل التي كانت وراء نجاح التجربة اليابانية، سواء كانت هذه العوامل نظماً أم إجراءات أم طريقة صياغة الفكر الياباني· وخلال برنامج التبادل الذي استمر لمدة 10 أيام، حضر أعضاء الوفد عدة محاضرات أكاديمية وعروض تعريفية، كما قاموا بزيارات ميدانية للاطلاع على طريقة عمل النظام الياباني بمحاوره الثلاثة: ''الكايزين'' والذي يعني التطوير المستمر و''سري أواسي'' والذي يعني التأكيد على دمج كافة الموارد المتاحة وجعلها تعمل بتناغم وكفاءة عالية، و''مونوزوكري'' والذي يعني تكامل المهارات والتكنولوجيا والعلوم لتطوير كل مناحي العمل في القطاعين الخاص والحكومي في اليابان ولكن مع الحفاظ على الموروث الثقافي للبلد· وضم الوفد الرفيع المستوى أكثر من 10 مديريـن تنفـــيــذيين من عدة دوائر تابعة لحكومة أبــوظبي اطلع خلاله على أفضل الممارسات في القطاعين الحكومي والخاص في اليابان· وتوجه أعضاء الوفد بعميق الشكر إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة ''حفظه الله'' وإلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايـــد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على الحرص الشديد والاهتمام بتطوير الكوادر القيادية في إمارة أبوظبي سعياً نحو الارتقاء بالأداء الحكومي والقطاع العام ووصولاً بحكومة أبوظبي إلى مصاف الحكومات في العالم· وأكد الدكتور سالم الدرمكي، المدير التنفيذي للخدمات المؤسسية والمساندة، وزارة الصحة أن أهم ميزة في البرنامج أنه يجمع بين الجانب الأكاديمي النظري عبر المحاضرات وبين الجانب العملي من خلال الزيارات الميدانية· وأضاف، ''هذا بلا شك سيساهم في رفع مستوى الجودة في الخدمات التي تقدمها حكومة أبوظبي في مختلف القطاعات في ضوء السياسة والاستراتيجية التي وضعتها الحكومة· وأود أن أشكر الخدمة المدنية على ما قاموا به من دور فعال في الإعداد لهذا البرنامج وما هذا البرنامج إلا دليل على الاهتمام من قبل القيادة الرشيدة في أبوظبي والتوجيهات للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والعمل على تطوير أداء المديرين التنفيذيين · وأهم استفادة من البرنامج بالنسبة لمحمد سعيد النعيمي، مدير إدارة الموارد البشرية، جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، كانت الاطلاع على التجربة اليابانية فيما يتعلق بعلاقة الرئيس مع المرؤوسين وقضية انخراط المجتمع في اتخاذ القرار مع بعض الدوائر وحل المشكلات من خلال اللجان المختلفة وقضية مشاركة المسؤولين السياسيين وغير السياسيين· وفتح البرنامج الأكاديمي للبرنامج، والذي تم تطويره بالتعاون مع جامعة ناجويا، المجال أمام المديرين التنفيذيين للالتقاء مع قادة الفكر الياباني مثل البروفيسور تاكيو أوكي الحائز على مرتبة الشرف من كلية الهندسة في جامعة ناجويا، والذي يعتبر من أعلام نظام الكايزين للتطوير المستمر، ويستمد البرنامج الأكاديمي أهميته من كون ناجويا تعتبر مؤسسة تعليمية رائدة في اليابان في قطاع الأعمال· كما استمع الوفد لمحاضرة عن تحول اليابان من حكومة بيروقراطية إلى حكومة ديناميكية متكاملة ومحاضرة أخرى عن إدخال الثقافة في الحكومة للحفاظ على التراث· سعيد غانم بن حمودة الظاهري، المدير التنفيذي قطاع السياسات والتشريعات، دائرة التخطيط والاقتصاد، قال إن أهم ما في البرنامج التنوع في فقرات البرنامج حيث شمل جولات ميدانية ومحاضرات نظرية· وأضاف ''شدني في البرنامج اهتمام اليابانيين بالوقت والنظام، والتكامل فيما بينهم، على سبيل المثال في مصنع إعادة تدوير النفايات، كل البلديات تتعاون والنظام الإداري لديهم ممتاز· لديهم شبكة اتصالات جيدة، فبالرغم من استقلالية الأقاليم عن بعضها، فإن هذا لم يمنع تعاونهم والعمل مع الحكومة المركزية في اليابان''· المحاضرات الأكاديمية تكاملت مع عدة زيارات ميدانية لشركات يابانية كبرى مثل ''دينسو'' والتي تقوم بتصنيع أجزاء ومكونات السيارات التقنية إلى مصنعي السيارات العالميين في أكثر من 32 دولة ولديها أكثر من 100 ألف موظف، وزيارة أخرى إلى شركة ''نيبون ستيل'' والتي تعتبر من أكبر مصنعي الفولاذ في العالم· وقال سيف النعيمي، مدير إدارة تخطيط الموارد البشرية، القيادة العامة لشرطة أبوظبي: ''المجتمع كله في اليابان يعمل لهدف واحد والجميع متعاون لتحقيق الأهداف التي وضعتها الدولة، وهذا يعكس اهتمام اليابان بالعنصر البشري لأنه رأس المال الذي لا يمكن التهاون به· وقال أحمد الخميري، مدير تنفيذي، دائرة المالية، ''أهم شيء شد انتباهي هو التزام اليابانيين بالمواعيد واحترامهم للقوانين والأنظمة والاهتمام بالتفاصيل في الصناعة والاهتمام بإيجاد حلول للمشاكل البيئية ومما شد انتباهي كثيراً هو إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية واستخدامها في صناعات تنفع البيئة وتكون صديقة للبيئة ومفيدة للمجتمع''· واطلع وفد المديرين التنفيذيين في الدوائر التابعة لحكومة أبوظبي على تجربة فريدة لمشاهدة الشراكة بين المواطنين اليابانيين والقطاع الخاص والقطاع العام من خلال نشر الوعي والتعاون في قضية ملحة وهي معالجة وتدوير النفايات وكيفية حل المشاكل الناجمة عن ذلك· وزار الوفد معهد إيكو توبيا العلمي للأبحاث وكان في استقبالهم الدكتور توموكو أوكاياما، وقد شرح الدكتور أوكاياما للوفد طريقة عمل المعهد وكيف تم تحويل اليابان من دولة ترتفع فيها نسبة التلوث إلى أمة في مصاف الدول المتقدمة في مجال معالجة النفايات وإعادة تدوير البلاستيك· حمد عبيد سيف الشرياني، المدير التنفيذي للخدمات المساندة، دائرة الشؤون البلدية، أشار إلى التركيز على الجانبين البيئي والصحي ومعالجة النفايات وقال: ''هذا أعجبني كثيراً، حيث إننا في أبوظبي سنواجه نفس المشكلة· الحكومة في اليابان التفتت إلى قضية استدامة البيئة ومعالجة النفايات ومخلفات السكان وتم تشكيل مجموعات عمل لمناقشة قضية النفايات· محمد سعيد الظاهري، مدير إدارة الموارد البشرية في بلدية العين، قال: ''البرنامج بشكل عام ممتاز لأنه خلال فترة وجيزة استطعنا الاطلاع على التجربة اليابانية في الحكومة بالإضافة إلى عدة نماذج في النظام الإداري الياباني· قبل التحاقي بالبرنامج كان لدي تساؤلات عديدة حول كيفية نجاح اليابان، ولكني حصلت على الإجابات من خلال اطلاعي على موضوع الكايزين - التطوير المستمر وعملية السوري أواسي- أن تجعل الأشياء تعمل مع بعضها بتناغم· محمد سعيد محمد الرميثي، مدير قسم علاقات الموظفين، جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، قال: ''أكثر ما شدني في البرنامج هو متحف تويوتا حيث عكس إصرارهم وعزيمتهم على التغيير ورأينا مراحل التغيير من صناعة النسيج إلى مكائن تصنيع سيارات''· وأضاف ''كما رأينا تفهم المجتمع عندهم لأهمية إعادة التدوير، حيث استطاعوا من خلال تعاون المجتمع حل مشكلة التخلص من المخلفات بما يضمن مصلحة الأجيال، ويمكن تطبيق ذلك لدينا من خلال وعي المجتمع بأهمية الصحة الغذائية'' وأشاد عبدالرحيم الحمادي، مدير إدارة الموارد البشرية، مؤسسة التنمية الأسرية، بهذا البرنامج كونه يكمل برامج القيادات الذي يعتبر من البرامج الرائدة في إمارة أبوظبي لإعداد جيل من الصف الأول في حكومة أبوظبي وهو من الأمور الهامة في أن تكون الحكومة من أفضل الحكومات على مستوى العالم· ويعتبر برنامج أبوظبي - اليابان الأول للتطوير الحكومي جزءاً من شراكة استراتيجية بين دائرة الخدمــة المدنيـــة في أبوظبي ومركز اليابان للتعاون الدولي