طالبان باكستان تحذر الحكومة المقبلة من مهاجمة المناطق القبلية

عرضت حركة ''طالبان'' باكستان أمس الدخول في مفاوضات سلام مع معارضي الرئيس الباكستاني برويز مشرف الفائزين بالانتخابات التشريعية الاثنين الماضي· وقال الناطق باسم ''طالبان'' باكستان المولوي عمر نقلا عن بيان للزعيم القبلي الطالباني بيعة الله محسود ''إن حركة طالبان تحيي انتصار الاحزاب السياسية المعارضة لمشرف في الانتخابات، وتعلن رغبتها باطلاق مفاوضات معها لإحلال السلام في المناطق القبلية في البلاد''· غير أن محسود حذر هؤلاء من مواصلة ''الحرب على الإرهاب'' التي اطلقها مشرف، بحسب الناطق باسم الحركة· ومحسود هو المسؤول في طالبان الذي اتهمته الحكومة بالوقوف وراء اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو في ديسمبر الماضي· وقال المولوي عمر إن ''طالبان مستعدة للتفاوض مع الأحزاب السياسية طالما انها لم تشن حربا جديدا عليها· وإلا فستواصل طالبان تحركها ضدهم''· واضاف الناطق أن انتصار المعارضة جاء نتيجة لتحرك طالبان ''التي قدمت الدماء، ما دفع بالناس الى رفض سياسة مشرف والولايات المتحدة وقدمت النصر لقوات المعارضة السياسية''· وفي رد فعل لحزب الرابطة الإسلامية -جناح نواز، وهو من الفائزين في الانتخابات الى جانب حزب الشعب الباكستاني، على بيان طالبان، صرح الحزب أن الخيار العسكري لا يمكن أن يؤمن وحده الحلول لمشاكل التطرف في باكستان· وقال الناطق باسم حزب شريف، إحسان إقبال ''نامل أن تنفتح أمامنا الان فرص وامكانات جديدة···يلزمنا حل سياسي مصحوب بتحسينات اجتماعية واقتصادية''· وختم بالقول '' نرى أن الجنرال مشرف ادار الوضع بصورة سيئة بهدف واحد هو البقاء في السلطة· ونحن على قناعة بان رحيل مشرف، سيؤدي الى انحسار الارهاب الى النصف''· وشهدت المناطق القبلية المتاخمة لافغانستان حيث مقر محسود، معارك عنيفة في الاشهر المنصرمة ادت إلى مقتل المئات في صفوف طالبان والقوات الباكستانية· وقال عمر إن أي عملية جديدة ضد المتشددين في المناطق القبلية ستؤدي الى العنف· وأضاف ''نريد أن نوضح لاي أشخاص قد يشكلون الحكومة اننا لا نريد القتال· نريد السلام لكن اذا فرضوا الحرب علينا فلن نذيقهم إلا إياها·'' وتابع بقوله ''لا نريد أن تكرر الاحزاب السياسية الخطأ الذي وقع فيه مشرف وسلوك الطريق الذي تمليه الولايات المتحدة·'' وتسيطر الاحزاب المتشددة على المناطق الحدودية في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي وبلوشيستان ومثلت المعارضة الرئيسية في الجمعية الوطنية طيلة خمسة أعوام حتى اطاحت بها في انتخابات الاسبوع الماضي الجماعات الليبرالية بقيادة حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو· وقال عمر إن التحذير من اي عمليات جديدة في المناطق القبلية اتفق عليه خلال اجتماع لتحريك طالبان وهي منظمة ينضوي تحت لوائها عدة جماعات متشددة· وأصر على انه لم يسمح لمتشددين أجانب باللجوء الى المناطق القبلية وقال إن باكستان طالبان على استعداد لمساعدة القوات الحكومية في التحقق من ذلك بنفسها· ومن جهة أخرى اعلن متحدث باسم حزب الشعب الباكستاني أن حزبه الذي تصدر الانتخابات التشريعية قد يتفاوض مع حلفاء الرئيس برويز مشرف لتشكيل ائتلاف· واذا ما تمكن حزب الشعب الباكستاني من تكوين ائتلاف يحظى بثلثي مقاعد البرلمان فيمكنه عندها البدء بآلية دستورية لتنحية الرئيس مشرف أو إعلان انتخابه باطلا· وقال المتحدث باسم الحزب فرحة الله بابار إن ''حزب الشعب الباكستاني يريد جمع كل القوى السياسية من أجل تشكيل حكومة وبحث امكانية التعاون مع الحركة القومية المتحدة (المتحدة قومي)· و''المتحدة قومي'' مركزها كراتشي· وهي الحليف التقليدي لحزب الرابطة الإسلامية-جناح القائد الحاكم منذ 2002 والداعم الاول لمشرف والذي حصل على 19 مقعدا في الانتخابات· واضافا بابار ان ''المشاورات تتواصل داخل الحزب وهناك آراء متعددة حول مسألة ما اذا كان يجب التعاون مع حركة المتحدة قومي أم لا، ولم يتم اتخاذ أي قرار بعد''· ولا يعارض زعيم حزب الشعب آصف زرداري التعايش مع مشرف مع حرمانه من بعض الصلاحيات التي تسمح له بعرقلة القرارات· في المقابل يطالب نواز شريف برحيل مشرف ويصفه بانه ''دكتاتور''· على الصعيد الأمني اعلنت الشرطة الباكستانية أن ثلاثة من افراد قوى الامن الباكستانيين ومهاجما قتلوا أمس في كمين نصب لمركز مراقبة قرب بيشاور شمال غربي باكستان·