الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخواطر المكسورة؟

15 أكتوبر 2014 00:07
«كنت في إحدى محطات البترول مع الأهل نملأ خزان السيارة، فإذا بسائق في سيارة أخرى ينادي بأعلى صوته بدون أي احترام وتقدير، يريد أن يملأ خزان سيارته لأن المسكين متعجل بسبب العديد من المشاوير، وعندما تأخر العامل قليلاً لأنه مشغول بنا غضب الرجل كثيراً، وقال: يا هندي يا.... يا ..... أسرع لخدمتي أنت مجرد وافد لا تسمن ولا تغني من جوع أسرع واملأ خزان سيارتي، انظروا إليه مجرد وافد يخدمنا ويتأخر علينا. والعامل المسكين المغلوب عليه ساكت صامت لا يستطيع أن يرد بكلمة واحدة، كيف وهذه لقمة عيشه وقوته ويعتمد عليه في زاده، سكت، ولكني رأيت الدمعة في عينه، ذهب «المهاجم» في طريقه، ولكنه كسر خاطر شخص فقير فهل من يراضي خاطره المكسور بعد أن سمع أمرّ الكلام وأصعبه؟. يا جماعة الخير هذا موقف من مواقف عدة تدور حولنا ونرى العديد ممن لا يحترمون ولا يقدرون المتعففين المعتمدين على قوت يومهم بأيديهم ويرونهم صغاراً ويجب أن يكونوا عبيداً لهم، فهذا يضرب هندياً لأنه لم يسق النخل ليوم واحد، وآخر يرمي المخلفات في كل مكان، وعلى عامل النظافة أن يلتقط ما يرميه هذا المستهتر ولا يتكلم بكلمة وإلا الويل له، وآخر يخطئ في حق البعض فيدخل بالخطأ على مكتب النساء بدون أن يطرق الباب فيتم الاستهزاء به بدون أي ذوق وأدب في النصيحة، وغيرها من المواقف الأخرى، الأمر الذي يجعلنا نتجمع حول الطاولة لنناقش أمراً مهماً وهو: هل يجد هؤلاء المستضعفون من يداوي جروحهم؟ البعض يستهتر بهم، ولكن هل أدركوا منزلتهم عند الله تعالى وأن أي عامل بالنسبة لنا جندي عند الله؟ هل أصبحنا اليوم نعيش في زمن البقاء للأقوى؟ تعالوا قليلاً نبتعد عن عالمنا ونرجع إلى حياة الرسول، صلى الله عليه وسلم، ما أجمله من عالم وما أحلاه من زمان، احترم فيه قائد الأمة الصغير والكبير، الغني والفقير، ولم يحتقر أحداً أبداً، وعن عائشة، رضي الله عنها، قالت: جاء رجل، فقعد بين يدي رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله! إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني، وأشتمهم وأضربهم؛ فكيف أنا منهم؟! فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة؛ يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك، وعقابك إياهم؛ فإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم؛ كان كفافاً لا لك ولا عليك، وإن كان عقابك إياهم دون ذنبهم، كان فضلاً لك، وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم؛ اقتص لهم منك الفضل، فتنحى الرجل وجعل يهتف ويبكي، فقال له رسول الله، صلى الله عليه وسلم أما تقرأ قول الله تعالى (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين)، فقال الرجل: يا رسول الله! ما أجد لي ولهؤلاء شيئاً خيراً من مفارقتهم؛ أشهدك أنهم كلهم أحرار. خلاصة الكلام: اتقوا الله في كل مستضعف فكيفما تكونون يول عليكم، وأحسنوا إليهم فمن يدري أي دعوة من المظلوم مستجابة، وكفاكم كسرا لخواطر لا يبرأ جرحها مهما طال الزمن، فأحسنوا إليهم وتواضعوا في تعاملكم معهم تنالوا البركة في أبنائكم في الدنيا والأجر والثواب في الآخرة. ريا المحمودي - رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©