جهاد هديب (أبوظبي)
قالت حصة الظاهري، مدير البرامج في مشروع «اللوفر أبوظبي» في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: إن «المتحف، بوصفه مؤسسة قائمة في حدّ ذاتها وتديرها كوادر وطنية وتتضمن مشروعاً وطنياً منفتحاً على مختلف الحضارات والثقافات في العالم، وكذلك مختلف الاتجاهات الفنية، هو أمر قد جرى إعداده وفقاً لخطة متكاملة، بحيث تقوم هذه المؤسسة بالمهام التي تأسست من أجلها دون أي إشكاليات ووفقاً لنظام محدد ومنظومة من العلاقات الثقافية مع المؤسسات الشبيهة والمعنية بالأهداف ذاتها في أي مكان في العالم، وذلك تحقيقاً لفكرة أساسية تتمثل في أن تكون أبوظبي وجهة عالمية لحوار الثقافات».
وأضافت، في تصريح خاص بـ«الاتحاد» جاء مع انطلاقة فعاليات الدورة الخامسة والأخيرة من سلسلة «حوارات الفنون» مساء اليوم في منارة السعديات: «ما يهمنا الآن هو التجهيزات والاستعدادات على مستوى الأعمال الفنية التي تروي سردية المتحف الفنية، وتمثل الركيزة الأساسية فيه بما يتضمنه ذلك من تحقيق للأهداف الاستراتيجية للمتحف - المؤسسة، وما يتضمنه من إشراك للمجتمع المحلي بكل أطيافه وشرائحه في البرامج الخاصة التي يتبناها المتحف، ويسعى لإيصالها إلى أوسع قطاعات ممكنة من الجمهور».
وأكدت حصة الظاهري أن الجلسة التي تقام مساء اليوم ستتناول لوحة «بورتريه امرأة مجهولة» للفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي، صاحب لوحة «الموناليزا» وابتسامتها الخالدة، حيث سيتطرق المشاركون إلى الترميمات التي تخضع لها الآن بهدف التأكد من جاهزيتها للعرض أمام الجمهور لدى افتتاح «اللوفر أبوظبي» أواخر العام المقبل من بين ثلاثمئة عمل فني جرى التوقيع على استعارتها من قبل أرفع المؤسسات والمتاحف الفنية الفرنسية لتكون ضمن حصيلة «اللوفر أبوظبي» في معرضه الافتتاحي ذاك.
كما أشارت الظاهري إلى أن ما تسعى إليه إدارة المتحف هو التواصل مع الشرائح الاجتماعية المختلفة وخاصة طلبة الجامعات «الذين يشكلون مستقبل المتحف جمهوراً وكادراً عاملاً في إدارة المتحف والإشراف عليه بتفاصيله كافة»، حيث إن سلسلة «حوارات الفنون» تقع في قلب هذا الاهتمام بدلالة أن كل حوار من هذه الحوارات ينتقل إلى إحدى الجامعات الإماراتية بهدف استقطاب أكبر عدد ممكن من جمهور الطلبة في اتجاه فكرة المتحف الأساسية والرؤية التي يقوم عليها»، معبرة بذلك عن تفاؤلها «بمستقبل تحقق الرسالة التي تحملها المؤسسة إلى العالم التي ترتكز- أي الرسالة- على خطاب ثقافي منفتح على العالم وتسعى الدولة إلى إرسائه محلياً وإقليمياً وعالمياً، بوصف الثقافة وسيلة للانفتاح على الثقافات والحضارات باختلافها وتنوعها».
ويشارك في ندوة اليوم الفرنسي فنسنت بوماريد، مدير البرامج التعليمية والثقافية في متحف اللوفر الباريسي، حيث يتناول على مدى الساعة، بدءاً من السادسة والنصف، سر الغموض الدائم الذي يكتنف لوحة «بورتريه امرأة مجهولة»، بما في ذلك التفسيرات والنظريات المتناقضة حول هوية المرأة الشابة المجهولة التي اتخذ منها ليوناردو دافنشي نموذجاً للجمال الأنثوي الغامض المثير للتساؤلات.
عدد اليوم
