الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

شاهر خضرة يحرر أعماله الشعرية

شاهر خضرة يحرر أعماله الشعرية
15 أكتوبر 2014 00:09
ساسي جبيل (أبوظبي) صدر عن الدار العربية للدراسات والنشر في بيروت للشاعر شاهر خضرة، من سوريا، الجزء الأول والثاني (الأعمال الشعرية) تتضمن دواوينه الشعرية التي لم يسبق له أن نشرها منذ عام 2007 حتى اليوم. من كلمات الغلاف عن مقالة للشاعر التونسي منصف الوهايبي: شاهر الخضرة شاعر/ كاتب. وأنا قلّما أطلقت هذه الصفة، إلاّ على هؤلاء الشعراء الكتّاب الذين يجمعون بين «الأبولونيّة» (التّوازن والتّناسب والتّناغم...) و«الدّيونيزوسيّة» (المصادفة والعشوائيّة والغرابة...) أو هم يراوحون في الفسحة القائمة بينهما، شكلا وصورة ودلالة. يوهمك شاهر أنّه مأخوذ بالأشياء القريبة الدّانية وصفاء اللّغة وانسجام صورها السّائغة المقبولة ومحاولة تثبيت الهارب الزّائل والاستمساك به أو ردّ آخره على أوّله ؛ وكأنّ النصّ «مسطّح عاكس» يقع عليه ما يقع من بائد العوالم وينجرف إليه ما ينجرف من أضواء الماضي وظلاله. ثمّ يأخذك في رفق، ليطوّح بك بين عوالم تغطس وتطفو، وتهرب وتعود، وتتفكّك وتتركّب؛ وحدود تتقوّض، ثمّ يُعاد بناؤها في لمْح اللغة.. هذه كتابة «لانموذجيّة» أو «لاقياسيّة»، يمتلك صاحبها قدرة لا تخفى، على إدارة نصّه على محوريْن متواشجيْن: الانشطار والتفرّع من جهة، وتجمّع العناصر بشكل دائريّ حول نواة واحدة، من جهة أخرى. من أين مأتى هذه القدرة؟ أكاد أقرّر غير متريّث أنّها ترجع إلى تمكّن شاهر من الكتابة بلغتين: الفصحى والمحكيّة.. وأظنّه بذلك يفعل ما لم يفعله شعراء العربيّة في الأزمنة الحديثة: تطعيم العربيّة بما هو منها وليس منها؛ حيث تنمو أغصان وثمار جديدة في شجرتها.. لأقل هذه شعريّة تختصر الواقع في رموز، وتعلي من شأن الكلمة حتى لتقدّمها على المشار إليه.. هذه النصوص تكريم للحياة.. تكريم للغة. الشاعر شاهر خضرة الذي تمزقه غربة فاترة هربا من جحيم البراميل والبنادق والجرح النازف على طول الخريطة العربية يستعيد ذاكرة السنوات الأخيرة ويعيد لألوانه معناها الحقيقي من خلال مجلدين مهمين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©