الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الوصل بحاجة إلى مصل

15 أكتوبر 2014 00:17
رفعت الجماهير القبّعة لنادي الوصل عندما نجح في استقطاب مارادونا مدرّبًا، وقال الإعلام الأجنبيّ إنّه ضربة معلّم إماراتي على صعيد التسويق الرياضي وما يرتبط به. . لكنّ الموسم انتهى دون أن تجد سلعة دييجو طريقها إلى السّوق، وانتظر الوصلاويون الموسم الثّاني، وبقيت دار لقمان على حالها، فالوصل بحاجة إلى مصل، والمصل بحاجة إلى فصل. . مارادونا. وهو ما تمّ بالتّراضي، فلا كبرياء النجم العالمي جرحت، ولا صورة نادي الوصل اهتزّت، وجيء بغيره. . ومع هذا لم تتغيّر الأوضاع، إلى أن تمّ استقدام جورجينيو، أحد أبطال البرازيل في مونديال 1994، ولم تكن بيده عصا سحريّة، وفشل هو الآخر في قياد الأصفر، ليُبلّغ بخبر تنحيّته قبل أن تتفاقم أمور الفريق، وبدأ التفكير في خليفة له. المشكلة في رأيي، أنّ الوصل لا يختلف عن عدد كبير من العربيّة التي تستهويها النجوم والأسماء البرّاقة، لكنّها تنتهي دائمًا بالطلاق بسبب الإخفاق. بينما الوضع يبدو مختلفًا تمامًا، فما كل من كان نجمًا في الملاعب قادراً على أن يكون مدرّبًا ناجحًا، ولم ينج من هذه القاعدة سوى القليل ممن أبدعوا لاعبين وتألقوا مدرّبين، غير أنّ هناك من المدرّبين الناجحين لم يسبق لهم أن لعبوا كرة القدم، أو كانت بداياتهم فاشلة فيها. ومن ذلك أنّ جواو صالدانا، الذي كان وراء بناء منتخب البرازيل التّاريخي الفائز بمونديال 1970 كان صحفيّا ومعلّقا رياضيّا، جيء به عنوةً لانتقاداته التي لا تكاد تنتهي بعد خروج السحرة من مونديال 1966، وأريجو ساكي الإيطالي لا يملك مسار لاعب كبير ولكنّه قاد إيطاليا إلى تتويجات تاريخيّة، وجيرار هوييه الفرنسي الذي كان معلّمًا للانجليزيّة، ووجد نفسه مدربًا لمنتخب فرنسا ونادي ليفربول لاحقًا، وجوزيه مورينيو الذي نال من الألقاب ما يسيل اللعاب. ولم يلعب سوى خمسة مواسم كحارس مرمى في أنديّة برتغاليّة متواضعة جدّا، وهو سليل العائلة الأرستقراطيّة، والمدرّب العالي لنادي توتنهام الانجليزي أندري فيلاس بواس الذي يتلقّى الإشادة يومًا بعد آخر لما يحقّقه، ولم يكن لاعبًا محترفًا أو ذا مسار متميّز في اللعبة الأكثر شعبيّة، وربّما المثل الأكثر دلالة على أنّ المدرّب الناجح ليست بالضرورة أن يكون لاعبًا ناجحًا أيضًا في مسيرته الرياضيّة، هو كارلوس باريرا الذي قاد البرازيل إلى بطولة العالم ونجح في الوصول بمنتخبات عديدة إلى نهائيات المونديال، فالرجل يقول: «إنّ ما يجب أن يتوفّر عليه المدرّب هو حيازة الكفاءة، ومتابعة تطوّر اللعبة، وحسن التواصل، وأن يكون ذا كاريزما وجاذبيّة»، وتلك مفاتيح المدرّب النّاجح. إنّما تجربة أصغر مدرّب في الدّوري البلجيكي يانيك فيريرا فتختلف قليلاً، إذ أنّ علاقته بالكرة كعلاقتي بفكّ شفرة الجينوم، إذ إنّه بدأ بتحليل مباريات الدّوري البلجيكي عبر الفيديو وهو ما استهوى بعض المدرّبين، ورأوا في ذلك قيمة مضافة لما يقومون به ويساعدهم في ضبط استراتيجيّة مباريات فرقهم، وعرض علي عمّه مساعدته في إدارة فريقه، ولكنّ نادي شارلروا تعاقد معه كمدرّب في سنّ الحادية والثلاثين. . ويقول: إنّ قوّته ليست في الكاريزما، ولكن لأنّ سنّي تسمح لي بالتواصل مع اللاعبين بسرعة فائقة لأنّني أرتدي الملابس التي يرتدون وأسمع ذات الموسيقى التي يرقصون عليها. . فمتى يأخذ الوصل بهذه الوصفة، ويعثر على المصل الذي يجنّبه الزكام المزمن، فيجلب مدرّبًا جائعًا إلى الألقاب، يريد النجاح، لا مدرّبًا يسعى إلى كسب المال ولا يعنيه إن خرج من الباب أو الشبّاك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©