(الشارقة) - أعلنت دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة أمس، عن تفاصيل ومحتويات معرض “بلاد الشام” الذي يضم لوحات استشراقية وأعمال حفر نادرة من مقتنيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتقيمه إدارة الفنون التابعة للدائرة بالتعاون مع إدارة متاحف الشارقة، انطلاقاً من يوم غد الأربعاء وحتى الخامس والعشرين من أكتوبر المقبل.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد صباح أمس بمقر دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وحضره عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وهشام المظلوم مدير إدارة الفنون بالدائرة، وعائشة ديماس ممثلة إدارة متاحف الشارقة، بالإضافة إلى عدد من الفنانين والإعلاميين والمهتمين.
وأشار العويس في بداية المؤتمر إلى أن معرض “بلاد الشام” يعتبر حدثاً ثقافياً جديداً يستضيء بتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، ليتواصل الدور الريادي لعاصمة الثقافة العربية في الاحتفاء بالمعارف والثقافات والفنون الإنسانية الجادة والراسخة، عبر نوعية راكزة تعمق العلائق بين الفن والمجتمع، من أجل إقامة حوار حضاري شاهد على الأصالة، وقادر على مواكبة الراهن واستشراف المستقبل.
ونوه العويس بأن معرض “بلاد الشام” يتضمن مجموعة من الأعمال الطباعية البارزة التي أبدعها أكثر من ثلاثين فناناً استشراقياً، قاموا خلال القرن التاسع عشر الميلادي بالعديد من الرحلات الفنية الشهيرة متوجهين إلى بلاد الشام وعدد من البلدان العربية ليوثقوا كثيراً من المشاهد الحياتية والأثرية العاكسة لواقع البلدان وأحوالها في ذلك الزمان.
واختتم العويس كلمته بالإشارة إلى أن هذه المجموعة المنتحبة من أعمال المستشرقين تعرض للمرة الأولى في الشارقة، مما يشكل “أهمية خاصة لهذا المعرض الفني، وما يتضمنه من مختارات تحمل من التنوع والإبهار ما يدلل على عظمة الموروث والتاريخ العربي”.
من جانبه، أشار هشام المظلوم مدير إدارة الفنون بالدائرة، خلال المؤتمر، إلى أن المعرض يأتي بعد إقامة معرضين يحملان الأهمية ذاتها، وهما معرض “رحلة إلى بلاد فارس” ومعرض “الفنون العربية من القاهرة”، لتشكل هذه المعارض سلسلة مترابطة من المعارض التخصصية الكبرى التي تضفي على الساحة مسحة من الفنون الحضارية المرتبطة بالحياة السالفة وما تضمنته من إنجازات مادية ومعيشية.
وأوضح المظلوم أن المعرض يضم 171 لوحة منفذة بالطباعة الحجرية نقلت من خلالها الوقائع والآثار الكائنة آنذاك في الربوع مترامية الأطراف في لبنان وسوريا والأردن وفلسطين، والتي ساهم في تجسيدها نخبة من الرسامين الغربيين المأخوذين بسحر الشرق وأسراره وآثاره، محاولين سبر الأغوار وتوثيق مظاهر الحياة، بما يتوافق مع رؤاهم وتوجهاتهم.
وأشار المظلوم إلى أن عدد الفنانين المساهمين في تنفيذ هذه الأعمال وصل إلى ثلاثين فنانا من أبرزهم: ديفيد روبرتس، وماك فارلان، وبارتليت، وستانفيلد، ووليامز، وكالكوت، وتيرنر، لتؤكد هذه الأعمال وهؤلاء الفنانون البعد الحضاري العميق لبلدان الشام بتاريخها الممتد عبر آلاف السنين.
وأكد المظلوم أن البرنامج الموازي للمعرض يتضمن إقامة ندوة فكرية تعقد في مقر دائرة الثقافة والإعلام يومي الثالث والعشرين والرابع والعشرين من الشهر الجاري، كما يشمل البرنامج إقامة مجموعة من الورش التخصصية في فن الحفر يقدمها ثلاثة فنانين عرب من فلسطين والأردن وسوريا، إضافة إلى برنامج تعليمي وزيارات جامعية ومدرسية.
بدورها، أشارت عائشة ديماس ممثلة إدارة متاحف الشارقة خلال المؤتمر إلى أن دولة الإمارات من خلال إمارة الشارقة ومن خلال تنظيم معرض بقيمة وأهمية معرض “بلاد الشام” تسعى إلى ترسيخ قيم المحبة والتسامح والتعاون والسلام الإنساني، وقالت إن الفن ما هو إلا جزء من هذه القيم النبيلة.
وأضافت بأن المعرض الذي يضم لوحات فنية تعود لحقبة تاريخية مهمة في المنطقة وقدمها فنانون زاروا المنطقة في رحلات متعاقبة من القرن الماضي، إنما تعزز الدور المؤثر في دعم ورقي الإنتاج الإنساني وتعزيز حضوره في حياة الشعوب.
عدد اليوم
