الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مجوهرات تخرج عن عباءة الزينة إلى فضاء تعزيز الطاقة الإيجابية

مجوهرات تخرج عن عباءة الزينة إلى فضاء تعزيز الطاقة الإيجابية
1 أكتوبر 2011 01:37
لا تتعامل مصممة المجوهرات السورية مها السباعي مع المجوهرات التي تصممها على أساس أنها وسيلة تتزين بها المرأة وتتجمل فحسب، بل إنها تعتبرها أداة تساعد في التخلص من الطاقة السلبية التي تسكن النفوس ما يعني مضاعفة الطاقة الإيجابية وانعكاسها على معالم الشخصية كلها. وجدت مصممة المجوهرات مها السباعي من خلال دراستها المستفيضة لعلم الأحجار الموجودة في باطن الأرض والتي تستخدم عادة في المجوهرات بأنها تؤثر على الطاقة الموجودة في جسم الإنسان كأن تزيد من الطاقة الإيجابية، وتقلل من الطاقة السلبية وبالعكس وذلك مع تكرار ملامستها وارتدائها، ولا تعتبر ذلك غريباً فالإنسان خلق من التراب ولا بد من وجود علاقة تربط مجاله المغناطيسي بالأرض بطريقة أو بأخرى. خط فريد لا تحب السباعي أن تكون مصممة مجوهرات عادية، ولتتميز عن غيرها وجدت لنفسها خطاً فريداً يكاد يكون لها السبق فيه، وهو البحث في مكنونات الأرض ومعادنها وأحجارها ودراستها ما قيل عنها في كتب التاريخ والفلسفة، وكيفية تعامل الحضارات والشعوب الأخرى معها، وربط ذلك بما أثبته العلم الحديث من حقائق علمية حول مكانة هذه الأحجار في حياة الإنسان قديماً وحديثاً، وكيف يمكن لها كمصممة مجوهرات أن تستفيد من ذلك كله دون أن تروج لخرافات قديمة، حيث لا تعتبر السباعي فنانة تشكيلية ومصممة مجوهرات حاصلة على شهادات امتياز من إيطاليا كواحدة من أفضل 100 مصمم في العالم فحسب، بل هي أيضاً بحبها للمجوهرات والتميز صارت باحثة جيولوجية تزداد خبرتها يوماً بعد يوم. منذ مطلع عام 2011، شرعت السباعي في عمل مجموعتين لا تريد لهما أن يتوقفا عند حد ما، حيث تعمد بين وقت وآخر إلى إضافة المزيد من القطع التي تندرج تحت كل واحدة منهما، وقد أسمت المجموعة الأولى بـ”جنون الأرض”، أما الثانية فحملت “اسم كنوز الأرض” وعلى الرغم من تناقض خصائص المجموعتين واختلافهما عن بعضهما بعضاً، لكن يمكن القول إنهما تكملان بعضهما بعضاً، وتعزف كل منهما على سيمفونية الأناقة والجمال. في هذا السياق تقول “في مجموعة “جنون الأرض” حاولت أن يكون استخدامي للأحجار الكريمة ونصف الكريمة والألماس تجريدياً عشوائياً غير منتظم ويكون الذهب غير مصقول أو مصبوب بقوالب منتظمة فتجد في العقد مثلا اختلاف وتناظر بين أحجام أحجاره وتصاميمها، وكذلك قد يختلف القرطان عن بعضهما بعضاً دون أن أخرج في ذلك عن روح التصميم وتناغم أجزائه بمعنى أنني خرجت عن الأنماط القديمة والقواعد المتداولة في تصميم المجوهرات، وعلى العكس من ذلك كانت المجموعة الثانية “كنوز الأرض”، حيث جاءت تصاميمها كلاسيكية عصرية حافظت فيها على الانسجام والتناغم والدقة بين أشكال وأحجام الأحجار التي أستخدمها فترتيب الأحجار في العقد وغيره مثلا لا عشوائية ولا تباين فيه”. علم مثبت تؤكد السباعي أنها تواظب على دراسة علم الأحجار الكريمة ونصف الكريمة، وتلفت إلى اكتشافات العلم الحديث الذي أشار إلى علاقة تلك الحجارة بطاقة الإنسان وأثرها على صحته النفسية وحتى البدنية. وتوضح “انتقائي للحجارة التي أستخدمها في تصاميمي مقصود ومدروس؛ لأنه يوجد منها ما يقوي طاقة الإنسان الإيجابية ويخفف عنه الاكتئاب فأكثر من استخدامه ومنها ما هو على العكس من ذلك فأحاول الابتعاد عنه، وعدم استخدامه لأنني أريد للمرأة التي تتزين بمجوهراتي أن تساعدها تلك المجوهرات على أن تكون أكثر تفاؤلاً وسعادة وانطلاقاً، وهذه حقيقة وليست خرافة أو نوعاً من السحر؛ لأن العلم أثبت ذلك، حتى الخرافات القديمة وبعض الحضارات الغابرة كانت تدعي أن ارتداء المجوهرات المصنوعة على شكل عين تركوازية يمنع الحسد. وقد جاء العلم وفسر ذلك وأكده بشكل مختلف، حيث أثبت أن الحجر التركوازي أو الأزرق يسهم في امتصاص الطاقة السلبية المنبعثة من الأشخاص الآخرين نحو من يرتديه، كما كان يعتقد بأن حجر العقيق يجلب الرزق وقد أثبت العلم أيضاً ذلك بشكل مختلف على أساس أن تكرار ملامسة حجر العقيق وارتدائه يقوي الطاقة الإيجابية لدينا وإذا قويت تلك الطاقة سيكون هناك قدرة على أداء المزيد من الأعمال مما يعني كسب مادي أكثر ورزق أكبر”. وتركز السباعي في تصاميمها على ارتباطها بالأرض والثقافة والعلم الذي تمتلكه نحو مختلف الأحجار، وتبحث عن كل ما هو غريب وجديد وغير مستخدم من قبل مصممي المجوهرات كاستخدامها لحجر الأمازونيت وهو حجر نصف كريم يوجد على ضفاف نهر الأمازون في أميركا الجنوبية والبرازيل، كما اشتهر في الحضارة الهنود الحمر الذين كانوا يعتقدون أن هذا الحجر يعزز من مستوى الخصوبة لدى الرجل والمرأة ما دعاهم إلى استخدامه في العلاج من العقم، والغريب أن العلم أيضاً تمكن من إثبات ذلك من خلال ربطه بين المعادن والهرمونات الموجودة في جسم الإنسان والمعادن الموجودة في حجر الأمازونيت وكشف مدى العلاقة القائمة بينهما وأكد فعلا أن هذا الحجر يزيد من الخصوبة. القصة الكامنة المصممة السباعي تبحث عن القصة الكامنة وراء الأحجار الغريبة والنادرة وتستوحي منها تصميماً مميزاً يتناسب معها تنسجه بروحها الحساسة والمبدعة التي ذابت في تفاصيل هذا الحجر أو ذاك، والتحمت معه حتى استطاعت أن تبرزه بالشكل الذي يليق به. وتستوحي أيضاً تصاميمها، بحسب ما ذكرت من شخصية المرأة ورغبتها والمناسبة التي سترتدي فيها تلك المجوهرات علماً بأن الكثير من الزبونات يأتين إليها وهن يقتنين حجارة ثمينة جلبنها من عدة دول وأحببها بعمق دون أن يعرفن سبب ذلك، وأتين إلى السباعي لتبتكر لتلك الحجارة التصميم الذي يناسبها فتقوم بذلك وتبحث لهن عن خلفية هذا الحجر وقصته لتعرف سر تعلقهن به وعندما تخبرهن بالسر يتعجبن. هذا إلى جانب أن السباعي تستوحي من حضارات مختلفة مثل الحضارة الفرعونية والخليجية، حيث حملها غرامها بالحناء الخليجية إلى صياغة مجوهرات على شكل الكف من الألماس والذهب الأبيض تحاكي فيها رسمت الحناء على اليد، وكذلك مجوهرات المرأة الخليجية قديما التي كان الكف المصنوع من الذهب من أهم مكوناتها، وبما أن مها تستخدم مختلف الأنواع من الحجارة الكريمة ونصف الكريمة والألماس والذهب الأبيض والأصفر، إلا أنها ترفض استخدامها بطريقة تقليدية مستهلكة حيث تلجأ على سبيل المثال إلى تعريض الذهب إلى درجات حرارة متفاوتة لتحصل منه على ذهب بألوان مختلفة، وتقص الألماس بقصات مختلفة مثل قصة الباجيت والقصة الدائرية وقصة الماركيز.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©