الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الحرف الإماراتية» يحفظ تاريخ الصناعة المحلية من الاندثار

«الحرف الإماراتية» يحفظ تاريخ الصناعة المحلية من الاندثار
30 سبتمبر 2011 21:52
يعكس مركز الحرف الإماراتية الواقع في قلب المنطقة التراثية بالشارقة لزواره نافذة جميلة تقدم إطلالة حية على بهاء الماضي الجميل لتراث دولة الإمارات، من خلال عرض حرف الأزياء التقليدية، باعتبارها جزءاً مهماً وحيوياً من الحرف والصناعات الشعبية، كما يعرض المركز مجسمات وعروض حية للحرف التقليدية وصناعة الدمى، التي تعتبر إحدى أبرز الحرف والصناعات المرتبطة بالأزياء التقليدية، والتي تعد أيضا جزء من الحرف والصناعات الشعبية التي تحتل مكانة كبيرة في التراث الإماراتي الأصيل، حيث يستمتع الزائر بمعروضات التلي والثوب النسائي، إلى جانب الكندورة والبشت الرجالي، وغيرها من الحرف الجميلة. قالت لطيفة المطروشي، مسؤولة مركز الحرف الإماراتية بالشارقة التابع لإدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة “كانت ملكية البيت الذي يضم مركز الحرف الإماراتية حاليا، ترجع في الأصل للمواطن محمد سالم المزروع، حيث يعود بناء البيت إلى أواخر القرن التاسع عشر، وبعدها تحول في السنوات الأخيرة إلى مركز الحرف الإسلامية، ثم إلى مركز الحرف الإماراتية منذ ثلاث سنوات بتوجيه من سمو حاكم الشارقة، بهدف إحياء الحرف التراثية القديمة والتي تشمل حرفا رئيسية مثل صناعة (السفافة) وصناعة (التلي) و(قرض البراقع) وخياطة الملابس النسائية والرجالية وملابس الاطفال، وصناعة (الدخون) والعطور، وصناعة الدمى (اللحيا) وصناعة المكاحل”. وأضافت “من أجل توفير الراحة وإمتاع الزوار، قمنا في مركز الحرف الإماراتية بتخصيص غرفة مستقلة لكل حرفة من الحرف، كما خصصنا غرفة خاصة لعرض الأفلام الوثائقية المصورة التي تستعرض تاريخ الشارقة وتتناول توثيق الحرف التراثية الإماراتية باللغتين العربية والانجليزية، وبالإضافة إلى ذلك يضم المركز غرفة للأزياء الشعبية تعرض فيها الملابس التراثية الإماراتية، وغرفة مخصصة لعرض المنتجات التراثية، ويتضمن المركز أيضا غرفة صناعة دبس التمر وهي (مدبسة) كانت موجودة أساسا ضمن مكونات بيت المزروع، كما يتضمن المركز مكتبة تشتمل على العديد من الكتب المتخصصة في الحرف التراثية”. وأشارت المطروشي إلى النقلة الجديدة التي شهدها مركز الحرف الإماراتية، قائلة “افتتح المركز رسما في عام 2009، ومن ذلك الحين وهو يقوم باستضافة الجهات الحكومية ومختلف المؤسسات مثل المجلس الأعلى للأسرة ومراكز الفتيات بالدولة، ومراكز الناشئة والجامعات والكليات والمدارس الحكومية والخاصة، وذلك من أجل التعريف بأهمية الحرف التراثية من خلال الدورات التدريبية والورش العملية والمحاضرات والندوات، ولهذا يعتبر المركز مرفقا سياحيا هاما نظرا لاستضافته لكل هذه الجهات، إضافة لاستضافته للسياح الأجانب القادمين من خارج الدولة بشكل خاص، إلى جانب استقباله للمواطنين والمقيمين بهدف التعريف بالحرف الإماراتية التراثية”. ملتقى الحرف عن نسبة التوطين بالمركز، قالت المطروشي “تعد نسبة التوطين بالمركز مثالية فهي مائة بالمائة، ويبلغ عدد الكادر العامل حوالي عشرة موظفين في الإدارة والسكرتاريا، والحرفيات (موظفات وحرفيات) من إمارتي الشارقة وعجمان، حيث يقوم المركز من خلالهن وبصفة دورية، بعمل وتنظيم دورات تدريبية لتحضير الأكلات الشعبية الإماراتية التي تشمل تعليم تحضير الأكلات الرئيسية مثل أطباق (الثريد والهريس واللقيمات وعمل خبز الرقاق والخبيصة) وغيرها من الأكلات الشعبية، كما يقوم المركز بصفة دورية بتنظيم ملتقى الحرف الإماراتية، حيث يجري الاستعداد منذ الآن لتنظيم ملتقى الحرف الإماراتية في دورته السادسة والذي سيتم تنظيمه في شهر فبراير المقبل، كما يشارك المركز في الفعاليات التراثية التي تنظمها إدارة التراث، مثل “أيام الشارقة التراثية” والمشاركة في فعاليات “يوم الراوي” واحتفالات “ليلة النصف من شعبان”، ومهرجان رمضان واحتفالات الدولة بالعيد الوطني”. وأكدت المطروشي أن المركز يشهد إقبالا كثيفا من قبل السياح الأجانب إضافة إلى المواطنين والمقيمين، وهناك أيضا إقبال شديد من طلبة المدارس على زيارة المركز خلال العام الدراسي، خاصة وأن كتب المناهج الدراسية أصبحت تهتم في السنوات الأخيرة بالتعريف بتراث الإمارات لطلبة المدارس والجيل الجديد. وعن أهم الجهات التي يستقطب المركز، قالت المطروشي “أهم هذه الجهات التي تستقطب السياح الأجانب للمركز بهدف التعريف بالحرف التراثية هيئة الإنماء والتجاري والسياحي بالشارقة، والمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة ممثلا بنادي سيدات الشارقة ومراكز الفتيات والناشئة بالشارقة، بالإضافة لكليات التقنية والمدارس”. وجدير بالذكر أن مركز الحرف الإماراتية يتكون من طابقين، ويتضمن ثلاث غرف في الطابق العلوي، وست عشرة غرفة في الطابق السفلي، وتشمل غرفة للوثائق وغرفة تضم كل ما يتصل بصناعة (التلي)، كما يضم المركز (حوش/باحة وفناء المركز) الذي يتم فيه عرض منتجات الحرف التراثية والأدوات الخاصة بها، بالإضافة إلى عرض مجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية التي توثق الحرف التراثية الإماراتية. مبادرة لإحياء الحرف الإماراتية يجسد مركز الحرف الإماراتية، الواقع في قلب الشارقة القديمة، مركزا علميا وعمليا للحرف والمهن الإماراتية، بهف تعزيز الهوية الوطنية، وتثبيت مكانتها العربية والإسلامية، وتتركز رسالة مركز الحرف الإماراتية على إحياء الحرف التراثية الإماراتية والحفاظ عليها، من خلال التأكيد على البعدين العربي والإسلامي لها، إلى جانب رفع مكانة الحرفيين الاجتماعية والاقتصادية وتنمية قدراتهم وتوسيع مدركاتهم، بالإضافة إلى تسويق منتجاتهم وحفظ ملكياتهم الفكرية، كما يهدف المركز لدعم الحرفيين الإماراتيين وتوفير مظلة آمنة لهم ولحرفهم التقليدية وإيجاد فرص عمل جديدة لهم، إلى جانب العمل على صقل مهاراتهم التسويقية، وتدريب الشباب الإماراتي في محاولة لإيجاد حرفيين جدد، اضافة إلى الاضطلاع بنشر الوعي بقيمة المنتجات الحرفية وأهميتها، ودراسة وتوثيق الحرف والمهن التراثية، والترويج للمنتجات الحرفية والعمل على تسويقها، وفتح أسواق للمنتجات الحرفية الإماراتية محلياً وعالمياً واستحداث الوسائل الكفيلة بزيادة وإبراز الإنتاج الحرفي.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©